الأميرة الأفريقية وحدها تضمن بقاء الصياد.. متى يرحل موسيماني عن القلعة الحمراء؟
السبت، 10 أبريل 2021 07:00 مالسعيد حامد
جماهير الأهلي احتارت فى تقييم المدرب الجنوب أفريقى بعد تذبذب الأداء
التخمة الخططية المتهم الأول.. وفقدان السيطرة على اللاعبين أبرز مشاكله
متى يرحل موسيمانى؟.. سؤال قد يدور بخاطر الجماهير الحمراء التي تنتظر من فريقها الكثير، سواء في المباريات الأفريقية أو المحلية، بينما يقدم فريق الأهلي أداء متذبذبا في مبارياته الأخيرة، فتارة يلعب ويفوز، وتارة أخرى لا يلعب ولا يخسر، حتى احتار الجميع في تقييم المدرب الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني، لكن بدا أن الجميع، بما فيهم الأكثر انتقادا وهجوما لبيتسو، مجمعين على أن الأميرة الأفريقية وحدها تضمن بقاء صياد جنوب أفريقيا، على رأس جهاز الأهلي الفني، في الموسم الجديد.
يسير بيتسو موسيماني، بخطى ثابتة في قيادته لفريق الأهلي منذ نهاية أكتوبر الماضي، رغم الانتقادات اللاذعة التي طالته نتيجة تراجع مستوى الفريق في كثير من المباريات، غير أنه نجح في قيادة القلعة الحمراء لتحقيق الثلاثية التاريخية، بعد التتويج بلقب دورى الأبطال الأفريقي على حساب الغريم التقليدي نادي الزمالك، إضافة إلى الدوري وكأس مصر، والتأهل إلى ربع نهائي بطولة دوري أبطال أفريقيا بالنسخة الحالية.
يمتلك موسيماني، أفكارا فنية رائعة كثيرة ومختلفة، لكن ربما تكون هذه التخمة الخططية هي السبب - بشكل ما أو بأخر- في ظهور الشياطين الحمر بهذا المستوى المتذبذب، والضعيف إلى حد الانهيار في بعض المباريات، وربما تعيق أيضا تطور الفريق وانفجار مواهب لاعبيه، إذ يحتاج تطور المستوى إلى ثبات نسبي في تشكيل الفريق، فحين تختار تشكيل كل مباراة على أساس ثابت، هو خطتك الفنية لتلك المواجهة، يعني أنك تفتقد المرونة التكتيكية في قائمة لاعبيك.
وتأهل الأهلي إلى دور الثمانية لدوري أبطال أفريقيا، عقب تعادله أمام مضيفه المريخ السودانى (2-2) في اللقاء الذي جمعهما الأسبوع قبل الماضي، ضمن الجولة الخامسة للبطولة، قبل أن يعود ليثأر من هزميته في تنزانيا أمام سيمبا، عبر الفوز بهدف في القاهرة في ختام مباريات المجموعة، ليرفع رصيده إلى 11 نقاط، فى مركز الوصافة، ويتأهل للمرة السادسة على التوالي إلى دور ربع النهائي لدوري الأبطال، برفقة فريق سيمبا التنزاني، متصدر المجموعة الأولى برصيد 13 نقطة، والذي تغلب بأربعة أهداف مقابل هدف واحد على ضيفه فيتا كلوب الكونغولي، صاحب المركز الثالث برصيد 4 نقاط.
ويعانى موسيمانى، من أزمتين - كما يقول محللون- الأولى هى اللعب على الأطراف ومَن يقوم بهذه المهمة؟ فحسين الشحات حصل على الفرصة لفترة طويلة ولكن مستواه متراجع بشكل غير مفهوم وغير مبرر، وكذلك منح كهربا، ثم منح الفرصة لمحمد شريف ورغم تألقه أعاده إلى الدكة ودفع بأجاي، الأزمة الثانية هي طريقة اللعب في المباريات الخارجية خاصة في التغطية العكسية لمحمد هاني، ورغم أن دفاع الأهلي يمتلك المغربي الدولي بدر بانون، وهو مدافع جيد وذكي ولكنه لديه أزمة واضحة منذ تواجده في الرجاء مع الكرات الثابتة رغم طوله، لكنه لا يلتزم بالرقابة بشكل جيد.
وحتى الآن، لم يتذوق المدرب الجنوب أفريقي، مع الفريق الأحمر طعم الهزيمة، إلا في مباراتين، واحدة كانت أمام بايرن ميونخ بطل أوروبا في نصف نهائي مونديال الأندية بهدفين نظيفين، والثانية كانت أمام فريق سيمبا التنزاني، في ثاني جولات دور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا بهدف نظيف، إلا أن تعادل الفريق أمام فريق فيتا كلوب في القاهرة بعد سلسلة من الفرص الضائعة، وتعادله أيضا مع المريخ السوداني، وضعه فى مرمى الانتقادات، خاصة أن الفريق الأحمر ظهر بشكل لا يليق بحامل اللقب وبطل القرن في القارة السمراء.
لم يقدم الأهلي في كثير من المباريات المستوى الذى تنتظره الجماهير، في وقت يواصل فيه موسيماني تطبيق أفكاره الفنية «الغريبة»، بداية من الدفع بأسماء في التشكيل عليها عديد من علامات الاستفهام، بعد تراجع وانهيار مستواها الفني، في مقابل وضع أسماء تقدم مستويات كبيرة ورائعة على الدكة، ونهاية بتغيير طريقة اللعب والدفع بـ 4 لاعبين فى وسط الملعب، وهي أخطاء متكررة من المدرب الجنوب أفريقي، علاوة على عدم علاج المشكلات الدفاعية والهجومية الموجودة في الفريق، خاصة تراجع المستوى الفني في الشوط الأول، إذ يشير هذا إلى أن الجهاز الفني للأهلي على ما يبدو لا يزال يبحث عن حلول لمواجهة الإجهاد الشديد الذي يعاني منه الفريق.
فى الأهلى تسير الأمور على وتيرة وسياسة واضحة عبر السنين، حيث الحساب في أخر الموسم وليس بالقطعة أو بنتيجة مباراة واحدة، مهما علت وتيرة الانتقادات، سواء من قبل الجمهور أو المحللين، ويدرك موسيماني هذا جيدا، لذا فهو يعرف أن مهمته الأفريقية هي تأشيرة بقائه في قيادة الفريق، لأنه إذا غادر الفريق الأحمر البطولة الأفريقية في أي مرحلة غير المباراة النهائية، فستكون فرصه ضعيفه في البقاء داخل جدران القلعة الحمراء، وعليه البحث عن فريق أخر ليدربه.
لكن الأخبار والتقارير الصادرة من النادي الأهلي كشفت عن حالة عدم الرضا التي تسود بين مجلس إدارة الأحمر، تجاه المستوى الضعيف والمتواضع الذي قدمه الفريق في أخر مباراة أفريقية له خارج الديار أمام المريخ السوداني، ورغم نجاح الفريق في خطف هدف التعادل في الوقت القاتل وضمان التأهل إلى نصف النهائي، غير أن البعض داخل مجلس الأهلي يضع علامات استفهام كبيرة حول عدم استقرار مستوى الفريق طيلة الفترة الماضية تحت قيادة بيتسو موسيمانى، رغم توفير كل وسائل الراحة للمدرب الجنوب أفريقي.
فى المقابل، يرى بيتسو موسيماني، إٔن لاعبي فريقه عانوا بالفعل من بعض الأخطاء، وظهر بعض اللاعبين بصورة غير موفقة، خاصة في مباراة المريخ، وهو ما أثر على الشكل العام، والأداء الذي قدمه الفريق في لقاء المريخ- ولا يزال الحديث على لسان بيتسو- يحدث في كرة القدم بشكل عام، ورغم الخسارة أمام سيمبا فإننا تغلبنا على فيتا كلوب، وتعادلنا مع المريخ، وحققنا هدفنا وتأهلنا، ولا أحد يمكنه أن يتوقع بطل المسابقة بناء على الأداء، ولا أحد ممن تأهلوا على رأس مجموعتهم يتمنى مواجهة الأهلي.
ويبدو مصير المدرب الجنوب أفريقي مرتبطا تماما بما قد يقدمه فى بطولة دورى أبطال أفريقيا، إذ سيكون من الصعب أن يبقى بيتسو داخل أسوار القلعة الحمراء، في حالة فشل الأهلي في الوصول إلى المباراة النهائية على أقل تقدير، خاصة أنه يتحمل جزءا كبيرا من أزمة تذبذب المستوى التي يعيشها الأهلي، بسبب حيرته الشديدة حتى الآن، في الاستقرار على تشكيل ثابت ومنظومة لعب واضحة، لذا ظهر الأهلي في مباريات كثيرة بلا هوية وبلا أى جمل تكتيكية.