فنانون أراد لهم القدر شيء آخر: ناجون من براثن موت محقق
السبت، 10 أبريل 2021 05:00 م
رأيت الموت بعيوني ولكن القدر كان له كلمة أخرى لينقذنا من براثن الموت المحقق في اللحظات الأخيرة وبطريقة يعجز اللسان عن وصفها، هذا كان الكثير من فنانين وفنانات الزمن الجميل والذين تحدثوا عن الموت في حياتهم وكيف تم انقاذهم بطريقة إلهية نجا ملك الكوميديا إسماعيل ياسين من الموت في خناقة ثأر بالصعيد قائلا لمجلة الكواكب: «كنت مدعوا في بداية حياتي الفنية لإحياء إحدى حفلات الزفاف فى الصعيد، وعندما سافر وذهب لمكان الحفل شعر بأن الجو مشحون وأن هناك حالة من التوتر بين الموجودين، وفهم أن أسرة العريس عليها ثأر ويحتاط الجميع خوفًا من أن تثأر العائلة المعادية من أسرة العريس فى يوم زفافه وأثناء الحفل».
وتابع إسماعيل ياسين، أنه شعر بهاجس مخيف وأن هناك حادثًا سيحدث فى هذه الليلة، لذلك حاول أن يهرب من إحياء الحفل، وبالفعل ذهبت إلى صاحب الحفل وأخبرته أنه جاء خصيصًا ليعتذر عن إحياء الحفل وليرد العربون الذى حصل عليه لأنه تلقى برقية تشير إلى مرض والده واضطراره للسفر إلى السويس ليطمئن عليه، ولكن صاحب الحفل أصر أن يبدأ إسماعيل ياسين الحفل بإلقاء بعض المونولوجات وبعدها يمكنه أن ينصرف، ما اضطره لتنفيذ رغبة صاحب الحفل وألقى ببعض المونولوجات ثم أسرع ليغادر الحفل. واستطرد ياسين، فى صباح اليوم التالى قرأت في الصحف التى تصدرتها عناوين المجزرة الثأرية التى وقعت فى هذا الحفل وراح ضحيتها عدد كبير من العائلتين والمدعوين، وأدرك أن الله كتب له عمرًا ونجاة من هذه المجزرة.
أما الفنانة الكبيرة هدى سلطان روت موقف صعب نجت فيه من الغرق بأعجوية، أثناء تصوير فيلم «حميدو»، كان المشهد يقتضى أن زوجها الفنان فريد شوقى سيحملها ويلقى بها فى البحر ليتخلص منها، وطلب المخرج نيازى مصطفى من فريد شوقى أن يحمل هدى سلطان ويلقى بها فى البحر فى منطقة من شاطئ الإسكندرية كانت معروفة بصلاحيتها لتصوير هذه المشاهد.
واستكملت الفنانة الكبيرة إلى أنها شعرت بالخوف وأخبرت المخرج أنها قلقة وتشعر بالخطر من هذه المنطقة ومن تصوير المشهد، فضحك نيازى والعاملين بالفيلم واتهموها بالتشاؤم والمبالغة فى المخاوف، ولكنهم اتفقوا على تصوير المشهد فى منطقة أخرى من الشاطئ حتى تطمئن وأضافت سلطان قائلة، إنه فى اليوم المحدد للتصوير ذاع بين الناس أن اثنين من المصطافين غرقا فى نفس المنطقة وفى نفس الوقت الذى كانت ستصور فيه الفنانة الكبيرة مشهدها، وهنا اندهش الجميع وصاح نيازى مصطفى قائلاً: «انتى فيكى شيء لله ياهدى واتكتب لك عمر جديد»، وساعد إحساس المطربة ليلى مراد المرهف في النجاة من الموت.
وقالت: «إنها سافرت ذات مرة إلى لبنان فى رحلة للاستجمام والراحة ونزلت فى أحد الفنادق الكبيرة هناك، كان من عادتى أن أصعد إلى الجبل كل يوم لأستمتع بشروق الشمس، فهذا المنظر من أجمل المناظر التى ترتاح لها نفسى، وكنت قد اتفقت مع أحد سائقى السيارات على أن يضع سيارته تحت تصرفى طوال مدة إقامتى فى لبنان، فكان يمر على كل صباح ويذهب بى إلى أعلى الجبل». وأضافت الجميلة ليلى مراد إلى أنها ذات يوم شعرت بانقباض شديد وضيق جعلها تعدل عن فكرة الذهاب لنزهتها المعتادة، ولما جاء السائق اعتذرت له، وبعد ساعة من انصراف السائق هبت عاصفة شديدة اجتاحت كل ما أمامها، ووقعت حوادث مؤسفة فوق الجبل وسقطت سيارات كثيرة، من بينها السيارة التى اعتدت التنزه فيها، حيث صعد السائق إلى الجبل مع زبائن آخرين، وأصيبوا بإصابات مختلفة.
وختمت حديثها أنها شكرت الله كثيرًا لأنه أنقذها من هذا الحادث بعد أن علمت ما حدث للسائق والركاب، مشيرة إلى أنها لو كانت ذهبت كعادتها للجبل فى هذا اليوم لتعرضت لهذا الحادث وربما فقدت حياتها لولا ترتيبات القدر.
ورى الفنان الكبير كمال الشناوى لمجلة الكواكب أن عمله فى أحد الأفلام كان يقتضى سفر فريق العمل إلى إحدى القرى لتصوير بعض المناظر، وكان ذلك فى فصل الشتاء، واتفق فريق العمل على السفر فى الصباح الباكر بالسيارات إلى القرية التى يتم فيها التصوير، ولكن الشناوى عارض فكرة السفر بالسيارات فى الطرق الزراعية خوفا من الحوادث التى كانت تقع نتيجة لسوء الأحوال الجوية، وسقوط الأمطار الشديدة.
وأوضح الفنان الكبير: «أصر منتج الفيلم على أن أسافر بالسيارة، وصممت أنا أن أسافر بالقطار وأن أنزل فى محطة قريبة من القرية وتقلنى سيارة بعدها إلى مكان التصوير، وحدث خلاف بينى وبين المنتج وصل إلى أنه أرسل لى برقية ينذرنى فيها باتخاذ الإجراءات القانونية إذا تأخرت عن الموعد المحدد للتصوير فى القرية»، وتابع: «فى صباح اليوم التالى ركبت القطار ووصلت إلى المحطة، ثم ركبت سيارة نقلتنى إلى مكان التصوير، وجلست حوالى 5 ساعات أنتظر باقى زملائى الذين استقلوا السيارات فى طريق الوصول للقرية».
وكانت المفاجأة أن وصل مدير الإنتاج ومعه بعض العاملين بالفيلم وأخبر كمال الشناوى بأن حادثًا وقع لهم فى الطريق وغرست سيارتهم فى الوحل الناتج عن الأمطار واصطدمت بهم سيارة نقل كبيرة بسبب الضباب، وأصيب فريق العمل بالعديد من الإصابات، وتعطل العمل بالفيلم لمدة 10 أيام.
وأضاف كمال الشناوى: «جاءنى المنتج يعتذر عن برقية الإنذار التى أرسلها لى وتمنى لو أنه كان سمع كلامى وسافر الجميع بالقطار ولكنه الأقدار التى شاءت ان يتعطل الفيلم وأن أنجو من هذه الحادثة»، وكان من بين هؤلاء النجوم الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا التى حكت لمجلة الكواكب عن دور معلمتها بديعة مصابنى فى حمايتها من تأثيرات الحرب العالمية الثانية.
وقالت كاريوكا، إن من أهم الحوادث التى مرت بحياتها كان عندما قررت عام 1939 أن تهاجر من مصر إلى أوربا سعياً وراء الشهرة والمجد، وأعدت العدة واعتزمت السفر فى شهر أغسطس، ولكن جاءتها بديعة مصابنى وطلبت منها أن تعمل فى الملهى الصيفى الذى كانت تديره لمدة شهر، وأن تسافر فى أول سبتمبر، فوافقت كاريوكا وأجلت السفر لمدة شهر.
واستكملت كاريوكا: «كانت الأخبار تؤكد أن الحرب واقعة لا محالة، ونصحنى بعض الأصدقاء بالتريث قليلاً، ولكنى صممت على السفر، واشتريت تذاكر الباخرة، ولكن فوجئنا فى يوم 3 سبتمبر باندلاع الحرب العالمية الثانية، ولو أننى سافرت فى أول أغسطس كما كان مقرراً، لقضيت مدة الحرب هناك، ومن يدرى ربما فقدت حياتى خلال هذه الحرب»، وهكذا نجت كاريوكا من تأثيات الحرب العالمية الثانية بفضل نصيحة أستاذتها ومعلمتها الفنانة الكبيرة بديعة مصابنى.