"قتيل لقمة العيش".. بعد أن أوهمه بمساعدته فى شراء توك توك يساعد به والده قتله غدرا.. الأم: قتلوا فرحتي وغدروا بحبيبى

 

 

فى منزل ريفى يقع وسط زراعات نجع الكنوز شرق بقرية دار السلام مركز دراو محافظة أسوان، كان يعيش محمد خلف الله شاب يبلغ من العمر 25 سنة، مع والده ووالدته وأخواته الأربعة ويكبرهم سناً، وبمجرد إنهاء دراسته وحصوله على بكالوريوس التربية قسم العلوم من جامعة أسوان فكر فى الخروج لسوق العمل ومساعدة والده الذى يعمل معلم خبير بمدرسة إعدادية.

 

قال والد محمد: ابنى كان مشغولاً بمساعدتى باعتباره الابن الأكبر، وسافر إلى القاهرة ومحافظات الوجه البحرى، ولكن استقر به تفكيره على شراء توك توك والعمل عليه بالقرب من أسرته، بعد أن تعلم قيادته من أحد جيراننا.

 

وتابع الأب المكلوم حديثه قائلاً: أخلاق ابنى وتربيته كانت عامود الثقة الذى دفعنى لمساعدته وجمع المال المطلوب لشراء التوك توك له، وساعدته في تدبير المبلغ وكان 35 ألف جنيه بناء على طلب أحد الوسطاء "السماسرة" من مدينة دراو، والذى أوهم أبنى بشراء "ماكينة" بحالة جيدة.

 

وعن يوم الحادث، قال الوالد، إن ابنه أخذ المبلغ وقبل أن يذهب نصحه بأن يستعين بذوى الثقة والخبرة فى هذا المجال، نظراً لانشغال الأب بعمله فى المدرسة وعدم إلمامه بهذا المجال، وخوفاً من الأب على ابنه من السرقة أو التعرض لأذى فى حالة تأخره عن العودة للمنزل، ولكنه فوجئ باختفاء ابنه فى نفس اليوم دون معرفه أي معلومات عنه، معلقاً: "انتظرناه ولم يعود فى ذلك اليوم، وكان هاتف مغلق وزاد قلقنا عليه خاصة مع حلول الليل، وعدم معرفة أصدقائه شيئاً عنه".

 

وأشار والد المجنى عليه، إلى أنه تقدم ببلاغ إلى مركز شرطة دراو فى اليوم التالى من اختفاءه، وبعد مرور 11 يوماً عثروا على "محمد" جثة متغيرة الملامح ملقاة فى ترعه بمنطقة الغابة على أطراف مدينة دراو، وعلق الأب المكلوم قائلاً: "عندما استدعونى للتعرف على الجثة عرفت ابنى من حذائه قبل الكشف عن وجهه، والحمد لله على قضاء الله وقدره"، مطالباً بالقصاص من قاتل ابنه الذي تم الوصول إليه بعد ذلك والقبض عليه، واعترف للنيابة بارتكابه الواقعة بغرض السرقة، معلقاً: "هذه الجرائم غريبه على مجتمعاتنا البسيطة".

 

وعن حال أم المجنى عليه نادية محمد غرباوى، فاجهشت بالبكاء وهى تردد "حسبى الله ونعم الوكيل، تركوا لى ذكرى أليمة فى يوم عيد الأم، قتلوا فرحتي وغدروا بحبيبى ابنى الكبير".

 

وتحدثت الأم عن ابنها، قائلةً: "كنت فرحانة بابنى الكبير أما بشوفه بيكبر قدام عينى يوم بعد يوم لحد ما كبر وبقى راجل وكنت منتظراه يبقى عريس، لكن قتلوا فرحتى فجأة وغدروا به"، مضيفةً أنها كانت تحب ابنها كثيراً وكانت تشعر أنه أغلى من أخواته ووصفته قائلةً: "لو ضحك الدنيا تضحك لى، ولو تعبانه بخف".

 

وأوضحت، بأنها طيلة الـ11 يوماً التى كان ابنها مختفياً فيها لا يعلمون عنه شيئاً، لا تتذوق طعم النوم والراحة لأنها كانت مشغولة البال على ابنها المفقود، وظلت تتلو القران فى هذه الأيام حتى بدأت ترى ابنها فى المنام موضوع فى حفره لا يستطيع الخروج منها، وفى نهاية اليوم الـ11 أبلغوها بأنهم عثروا على ابنها جثة ملقاة فى مصرف، فأغشى عليها من الصدمة.

 

محمد حسين، من أسرة المجنى عليه، تابع الحديث قائلاً: محمد تعرف على المتهم كسمسار سيساعده في شراء التوك توك، وطلب منه المبلغ على دفعات حتى وصل 35 ألف جنيهاً، وعندما تقدمت أسرته بالبلاغ وضعوا دائرة الشكوك حول هذا الشخص، ثم إن الشرطة توصلت إلي أنه الجانى، وبعد القبض عليه اعترف بارتكاب الواقعة.

سيد محمد، من جيران المجنى عليه، أضاف أن محمد كان بمثابة ابنه، وكان على خلق واحترام وكان يؤذن للصلاة فى مسجد القرية، ومشهور بطيبة أخلاقه ولم يسمع جيرانه عنه أية مشاكل أو تشاجر أو خلاف مع أحد، فالكل كان يحبه.

 

يشار إلى أن إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن أسوان، تحت إشراف اللواء أحمد الراوى، مدير المباحث، تمكنت من حل لغز اختفاء شاب فى العقد الثانى من عمره يدعى "محمد خلف الله حامد سيد"، ثم العثور عليه، جثة متغيرة الملامح بمصرف الغابة بضواحى مدينة دراو، وتوصل ضباط مباحث مركز شرطة دراو، إلى أن مرتكب الواقعة شخص يدعى "م.ص.ر" مقيم مركز دراو، تعرف على المجنى عليه وأوهمه بمساعدته فى شراء توك توك يساعد به والده.

وبعد تأكد المتهم بأن المجنى عليه جلب معه المبلغ المالى المتفق عليه بينهما "35 ألف جنيه"، حاول تخدير المجني عليه واقتياده إلى منطقه نائية باستخدام توك توك، ثم قام بخنقه وهو تحت تأثير ماده مخدرة، ثم ألقى بجثته في المصرف، وخلع إحدى حذائه ورماها على شريط السكة الحديد القريب من المصرف، لإيهام الناس أن المجنى عليه تعرض لحادث اصطدام بقطار، وبالعرض على النيابة أمرت بحبسه 15 يوماً على ذمة التحقيقات.