الحاجة أحلام.. صانعة «التريكو» الكفيفة
الإثنين، 22 مارس 2021 12:00 ص
تشكل قصة نجاح السيدة الكفيفة أحلام جلال وكيلة مدرسة المكفوفين بالإسماعيلية التي خرجت على المعاش منذ عام نموذجا لامعا للتحدي والعزيمة والانتصار، بالرغم من افتقادها للبصر في سن الرابعة من عمرها، إلا أنها لم تستسلم وتمكنت من الحصول على 3 درجات علمية، بالإضافة إلى تعلمها مهنة التريكو وصناعة الإكسسوارات بكل أشكالها المختلفة لتصبح أشهر كفيفة مدربة لحياكة التريكو فى مصر.
وتقوم الحاجة أحلام جلال، بعمل أشكال مختلفة من الملابس وبمختلف المقاسات حسب الطلب وغيرها من المنتجات التي ترضي بيها جميع الأذواق، وهي وكيل مدرسة النور للمكفوفين سابقًا، وحاصلة على دكتوراه فخرية من أكاديمية السلام بألمانيا بالمشاركة المجتمعية، وحاصلة على بكالوريوس الآداب جامعة الزقازيق ودبلوم تربية عامة جامعة قناة السويس، وتربية خاصة، وشهادة خاصة بالمكفوفين من مدرسة بركن بأمريكا وشهادة من جامعة جالوديت بأمريكا، كما حصلت على ميدالية ذهبية من شبكة إعلام المرأة العربية تابعة لجامعة الدول العربية وتكريم من القوات المسلحة، وتكريم من اللواء فؤاد سعد الدين، محافظ الإسماعيلية الأسبق، والذى ما زال يدعمها حتى الآن فى عملها بصناعة التريكو والإكسسوارات.
تقول أحلام محمد أحمد جلال: عندما كنت طفلة صغيرة بمدرسة النور والأمل بالقاهرة كنت أحب الرسم ولذك تعلمت مشغولات الخرز والتريكو عوضًا عن الرسم ولكن استمريت بعمل التريكو ثم طلبت من سيدة لديها محل لبيع الخرز، أن تعلمني جزاها الله خيرًا، ولم تتردد وتعلمت منها أساسيات الشغل، ولكن عند تحديد الألوان أعرف من المُبصرين حولي كيفية تنسيق الألوان بما يتماشى مع العمل المطلوب، ثم أقوم بوضع كل لون في علبة بلاستيك وعلب صفيح للتفرقة بينهم وأهم شيء الألوان تكون جميلة والناس بتكون مبسوطة جدًا حتي عندما يتبقى خرز، من أحدى الأعمال أقوم بعمل به شيء آخر عشوائي، واكتشف أن شكله أحلي كمان من اللي أنا نسقت ألوانه، أيضًا أقوم بخياطة المفروشات ولدي شريط لقياس القماش خاص بالمكفوفين.
وأكدت أحلام، أنها لم تواجه صعوبات كثيرة فى حياتها، والفضل في ذلك يعود لوالدها حيث أن لديها أسرة متفهمة ، ولم تشعر بموضوع الإعاقة البصرية على الإطلاق، مشيرة إلى أن والدها كان له دور كبير فى أن تعيش دون أن تشعر بأى فارق بينها وبين أخواتها أو جيرانها المبصرين، لأنه كان يعرفها على العالم من حولها عن طريق اللمس وحفظ أشكال الأشياء، وكانت تلعب فى الشارع مع الجيران بشكل طبيعى، مضيفة، رغم وصولى لسن المعاش، إلا أننى مستمرة فى تأهيل الأسر التى بها طفل أو شخص كفيف على طريقة التعامل معه، ليستطيع أن يُدمج فى المجتمع، وتستطيع الأم التعامل مع الطفل وتجارى تحركاته ويدمج بشكل سوى طبيعى فى المجتمع.
وأضافت الحاجة أحلام: "أنا كسيدة كفيفة علي المعاش، اتمني أن أسعد من حولي واوسع رزق الناس والله سبحانه وتعالي عادل في تقسيم الأرزاق وأنصح المكفوفين أن يكون لديهم طموح، أنتم من تصنعون كل شيء مثلما علمني شخص الأركت الخشبي فالكفيف يستطيع أن يكون لديه مهارة في كل شيء فالأعمال اليدوية بُنيت عليها حضارة وهي الحضرة الفرعونية القديمة عن طريق الأشغال اليدوية مثل النحت وانتم مبدعين في هذا المجال كل هذه الأعمال اليدوية الجميلة نستطيع بناء حضارة جديدة بها بطريقة جميلة ونُعلم المُبصرين حتي يكون لنا دور في الحياة والمجتمع ولا نقف في نقطة واحدة بل نحن نُساعد ونُعلم أيضًا".
وتتابع، "علمت الطلبة بمدرسة النور للمكفوفين كل شيء ومنتجات أفضل منى وقاموا بتسويق أعمالهم على مواقع التواصل الاجتماعي مثل عمل الكعبة وأشكال مختلفة وأتمني أن تساعدوهم وتعرضوا منتجاتهم"، مضيفة، "شاركت في معرض عيد الأم 2021، بنادى الشجرة بمدينة الإسماعيلية واشتغلت تريكو أمام الناس حتى يقتنعوا إننا نستطيع أن نفعل ما نريده، واتمني إن أعمل منهج صنايع للمكفوفين مثل المُبصرين. وأضافت، حصلت على ميدالية ذهبية من شبكة إعلام المرأة العربية التابعة لجامعة الدول العربية وتكريم من القوات المسلحة، وتكريم من اللواء فؤاد سعد الدين وما زال يدعمني ماديًا.