الأسعار تتعافى.. ماذا حدث للذهب خلال أسبوع؟
الأحد، 21 مارس 2021 08:00 م
بدأت أسعار الذهب فى التعافي الجزئي هذا الأسبوع بخلاف أول أسبوعين من مارس 2021، ومن يراقب حركة السوق يستطيع أن يُدرك أن الذهب تحرك نحو الصعود التدريجي بعد رحلة هبوط محلوظ، جراء ارتفاع عائد السندات الأمريكية وكذلك الحرب العنيفة بين الذهب والدولار التي كانت تحسم جولاتها لصالح مؤشر الدولار وذلك بمساعدة ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية.
الفائدة الصفرية والذهب
قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال هذا الأسبوع بالإبقاء على معدل الفائدة قرب الصفر، حيث قال الفيدرالي إن البرامج والفائدة ستظل قرب الصفر مستمرة حتى التعافي الاقتصادي التام وعودة التوظيف الكامل، وهذا بالتأكيد أثر في دعم أسعار الذهب في نهاية الأسبوع وارتفع المعدن الأصفر 1745 دولارا بختام التعاملات.
الذهب كأحد أهم الأصول أصبح في محط أنظار قوائم المستثمرين في الفترة الأخيرة، رغم أن المعدن الأصفر كان غير ذي صلة بتطورات الأسواق خلال الأسابيع القليلة الماضية، بينما قويت حركة الأسواق في قطاعات المخاطرة ولكن الذهب ينفض عن نفسه الغبار الآن، ويعود لاعبا في الساحة بعد تلقية الضربة تلو الأخرى لفترة طويلة وبدأ المستثمرين يلجؤون للذهب مرة أخرى في ظل عودة تقلبات الأسواق، لكن لا يمكن الرهان على استمرار الطلب المرتفع نسبياً على الذهب بسبب التقلبات المستمرة في سعر الدولار وكذلك عائد السندات الأمريكية، التي تؤثر بصورة مباشرة على أسعار المعدن الأصفر.
عائد السندات الأمريكية والذهب
عائد السندات الأمريكية علاقته عكسية بسعر الذهب، فكلما ارتفع عائد السندات كلما شهدنا هبوطا في سعر الذهب، والعكس صحيح، وهذا ما شهدناه على مدار شهر فبراير 2021 إذ هبط الذهب لمستويات منخفضة كانت الأدني له في عام تقريبا، بسبب تحرك عوائد السندات لأعلى مستوياتها منذ مارس 2020 ، لتهبط أونصة الذهب إلى ما دون 1675 دولارا، وهذا السعر أثر بصورة كبيرة على أسعار الذهب في مصر والتي هبطت في بعض فترات الشهر الماضي ومستهل مارس الجاري إلي ما دون 745 جنيها للجرام من عيار 21 وهو الأكثر مبيعا في مصر.
ماذا يخبئ لنا السوق؟ الذهب أمام احتمالية تقلبات عنيفة في الأسواق وارتفاع عوائد السندات واحتدام المخاطر الجيوسياسية بين الإدارة الأمريكية الجديدة ونظيرتها الصينية والروسية أيضا وكذلك ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة، وسط تهديدات أخرى مثل تفشي كورونا في أوروبا والحديث عن موجة ثالثة من الفيروس و تعثر تطعيمات فيروس كورونا بسبب أزمة لقاح استرازينيكا، إذن المناخ غاية التعقيد ولا يمكن معرفة توجه المعدن الأصفر بصورة دقيقة.
ختام تعاملات الذهب
الذهب أغلق هذا الأسبوع على سعر 1745 دولارا للأونصة بفارق 20 دولارا عن سعر افتتاحه الأسبوع ومحاولا إعادة التصحيح مقارنة بأعلى سعر وصل له الأسبوع الماضي 1755 دولارا وأقل سعر وصل له في نفس الأسبوع 1719 دولارا، ويبدو أن هذا التذبذب مستمر معنا الأسبوع القادم والذي يبدأ غداً الاثنين، مع عودة التداولات على المعدن الأصفر.
بالنسبة المعادن الثمينة الأخرى، كانت الفضة أقل حظًا من الذهب والاتجاه العرضي لنفس الأسباب مع الذهب حيث سجلت فى بداية الأسبوع أعلى نقطة مقاومة لها وهي 26.62 دولار فى بورصة كيوميكس نيويورك و عادت بعدها للهبوط بنفس الأسباب المعتادة و هى حالات جنى الأرباح و ضغط التداولات الالكترونية، وكذلك ارتفاع عوائد سندات الخزانة الامريكية لتستقر باقى تداولات الأسبوع في تذبذب تحت مستوى 26 دولار و قريبة من مستوى الافتتاح، و مازالت الرهانات فى صالح المعدن الابيض و مستوى 29 دولار يمكن ان يتحقق مرة أخرى مع اي انتكاسة للعملة الخضراء خصوصا انها تشهد حاليا ارتفاعا غير مبرر متوقعا الهبوط في حين إقرار بايدن الحزمة التحفيزية و تثبيت قيمة الفائدة، بحسب رويترز.