من فتاة لا تعرف القراءة والكتابة إلى سيدة تعمل باحثا بمديرية تموين بنى سويف وحصلت على ماجستير في القانون وتنتظر رسالة الدكتوراه.. هذه ليست قصة من وحي الخيال بل من وحي الواقع، فالسيدة التي لا تعرف اليأس، وضعت هدفا لنفسها وظلت تعمل من أجل تحقيقه لتتحول حياتها.
سناء أحمد محمد عبدالجواد، ابنه عزبة القناوى التابعة لمركز ناصر شمال محافظة بنى سويف منعتها الظروف من الذهاب إلى المدرسة فى صغرها حيث كان لها عشرة من الإخوة ومنعتها الحالة الاقتصادية لوالدها من الذهاب إلى المدرسة.
وقالت إنها كانت تشعر بالحسرة عندما ترى أصدقاءها في المدرسة حتى أخبرتها إحدى صديقاتها بفتح فصول محو الأمية وطلبت منها الذهاب للتعلم بداخلها، وذهبت إلى الفصول إلا أنها فضلت التعلم من المنزل نظرا لأن الدراسة كانت ليلا.
وقالت سناء عبدالجواد: «حصلت على محو الأمية وتقدمت إلى المدرسة الإعدادية بنظام المنازل وكنت أعمل فى الرسم على ورق البردى حيث كنت أذهب إلى الدروس ظهرا وترسم على ورق البردى ليلا لتحصل على أموال تساعدنا على الدراسة».
وتابعت سناء: حصلت على الشهادة الاعدادية بمجموع 219 درجة والتحقت بالثانوية العامة، موضحة أنها حصلت على 80% والتحقت بكلية الحقوق، أنه أثناء دراستها الثانوية تقدم شقيقها بأورقها فى مسابقة تعيين وتحقق حلمها بالحصول على وظيفة بالدرجة العمالية، مشيرا إلى أنها بعد الثانوية العامة طلبت أن تسوى المسمى الوظيفى إلى الثانوية العامة إلا أن العمل أخبرها بأن هناك تسوية واحدة فقط للموظف ففضلت أن تسوى بليسانس الحقوق.
وتابعت سناء: «حصلت على ليسانس حقوق بتقدير عام جيد مرتفع، ثم حصلت على درجة الماجستير، وأنها تزوجت وهى فى الصف الثانى الثانوى واستطاعت أن تجهز نفسها من خلال عملها فى ورق البردى والعمل كمساعدة للمحامين. وأكدت سناء عبد الجواد أنه عدلت المسمى الوظيفي الخاص بها إلى وظيفة باحث بإدارة تموين ناصر، مشيرا إلى أنها تحلم بالحصول على درجة الدكتوراه إلا أنها لا تستطيع توفير الأموال لذلك.