ومن أغرب العادات التي جرى رصدها ما تبع عند الذهاب بعفشة العروسة بمركز المراغة شمالي محافظة سوهاج، حيث يتجمع أسطول السيارات تتقدمهم سيارة نقل تحمل سماعات كبيرة دي جي وأمامهم جميعا عدد كبير من الشباب والأطفال عراة لا يرتدون إلا البنطلونات فقط وعليهم ألوان مختلفة ما بين أصفر وأحمر وأزرق وأخضر وغيره من الألوان ويحمل كل شاب بيده سلاحا أبيض ويقوم بالرقص به على أغاني المهرجانات.
المتابع لمثل هذه الزفة يشعر بأنه في مهرجان الألوان بدولة الهند بسبب كثرة ظهور ورش الألوان على بعضهم البعض، بالإضافة إلى استخدام زجاجات المياه الغازية ورشها على أجسادهم بشكل غريب.
في البداية يقول أحد أقارب العروسة "أننا نحتفل بالعروس بشكل مختلف وأن الألوان والصبغات واحدة من علامات الفرحة"، مشيرا إلى أن هذه العادة اخترعها الشباب فيما بينهم، فأي عفشة يجري توصيلها لبيت العريس تتم بهذه الطريقة ويخرج شباب المنطقة بالكامل للمجاملة والرقص بدون ملابس على الطريق بعد تلوين أجسادهم بتلك الألوان، مؤكدا أنه يتم استخدام السماعات الكبيرة وأغاني المهرجانات للتعبير عن فرحتنا وليعلم الجميع أن ابنتنا تزوجت وفرحها اليوم.
وأشار أحد المشاركين، إلى أن العائلات بالمنطقة تتنافس بشكل كبير فيما بينها من أجل أسطول السيارات التى يقوم بنقل عفشة العروس إلى بيت العريس، فمنهم يحضر 20 سيارة نقل، وهناك من يحضر 30 سيارة، وهناك من يحضر 60 سيارة، وهكذا تتنافس العائلات فيما بينها وكل سيارة تحمل عدد من الأشخاص ومعهم أدوات المطبخ وأخرى تحمل السجاد وأخرى تحمل الثلاجة والبوتاجاز، وأخرى تحمل غرفة الضيوف وسيارة أخرى تحمل الحقائب الخاصة بملابس العروسة وغيرها وغيرها من السيارات.
من جانبه قال زين عبد الحكم، حقوقى من سوهاج، إن العادات والتقاليد بسوهاج تغيرت فبعد أن كانت العفشة يتم إرسالها بحضور عدد من السيدات يحملن الطبلة ويتقدمهم عدد من وجهاء أهل العروسة أصبحت الأن الأفراح يتقدمها الأطفال والشباب حاملين أسلحة وسنج وأسطول السيارات، ويقومون بقطع الطريق وتعطيل المرور لفترات طويلة.
وأضاف، كما أن الشباب يخترعون تقاليع جديدة وغريبة مثل دهن أجسادهم بالألوان وإشعال النيران والرقص بالأسلحة وهي عادات غريبة عن مجتمعاتنا، مشيرا إلي أنه قديما ومازالت هذه العادة مستمرة حتى الآن أن العفشة يتم إرسالها بالطبل البلدى والفرق الشعبية وكان هذا الأمر محبب للجميع ويعطى طابعا خاصا للصعيد.