المفتي: الإخوان يعتبرون الوطن حفنة من تراب عفن.. ونحن نعتبره كالذهب ونفديه بالنفس والروح
الجمعة، 26 فبراير 2021 09:44 ممنال القاضي
مفتي الجمهورية:
- دعاوى المحرضين ضد الوطن وبخسهم لإنجازات الدولة المصرية بمثابة شهادة الزور
- المتآمرون على الدولة وإنجازاتها من الهاربين في الخارج أحدثوا عقوقًا تجاه الوطن لا يقل عن عقوق الوالدين
- لا يوجد تعارض شرعي بين مفهوم الانتماء للوطن والانتماء والولاء للدين
- حُب الوطن سمة إنسانية مُتجذِّرَةٌ في وجدان وشعور الإنسان المصري
- السلام الوطني يمثل رمزًا والوقوف له هو إظهار للاحترام والتقدير والإكرام لما يُمَثِّلُه
- علينا الوقوف بإجلال وإرسال رسالة تحية وتعظيم لكل أفراد الجيش والشرطة لحمايتهم ولحفاظهم على هذا الوطن
- حب الوطن مِن المطلوبات الشرعية كما هو متقرر في أدلة الشريعة
- دعاوى المحرضين ضد الوطن وبخسهم لإنجازات الدولة المصرية بمثابة شهادة الزور
- المتآمرون على الدولة وإنجازاتها من الهاربين في الخارج أحدثوا عقوقًا تجاه الوطن لا يقل عن عقوق الوالدين
- لا يوجد تعارض شرعي بين مفهوم الانتماء للوطن والانتماء والولاء للدين
- حُب الوطن سمة إنسانية مُتجذِّرَةٌ في وجدان وشعور الإنسان المصري
- السلام الوطني يمثل رمزًا والوقوف له هو إظهار للاحترام والتقدير والإكرام لما يُمَثِّلُه
- علينا الوقوف بإجلال وإرسال رسالة تحية وتعظيم لكل أفراد الجيش والشرطة لحمايتهم ولحفاظهم على هذا الوطن
- حب الوطن مِن المطلوبات الشرعية كما هو متقرر في أدلة الشريعة
قال الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: "إن حُبَّ الوطنِ سمة إنسانية مُتجذِّرَةٌ في وجدان وشعور الإنسان المصري، وهو أمر مثبت في الرسائل والكتابات الأكاديمية والدوريات البحثية والفكرية التي تناولت بالفحص والدراسة طبيعة البنية الشخصية المصرية في الخطاب العلمي والثقافي، وهي سمة ثابتة لهذا الشعب، مما يقضي بوجوب المحافظة عليها وعلى هويتها، وإعادة إحياء ما اندثر منها؛ إسهامًا في تنمية قدرات هذا الشعب العظيم صاحب الحضارة العريقة الممتدة عبر العصور والدول".
جاء ذلك خلال لقائه الأسبوعي في برنامج "نظرة" مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد، اليوم الجمعة، مضيفًا فضيلته أن الانتماء للوطن والحنين له مما جُبِل عليه الإنسان، فنرى كثيرًا من العائدين لأوطانهم من السفر يحرصون على السجود لله شكرًا، بل يُقبِّلون الأرض بعفوية ودون تصنُّع لأنهم جُبِلوا على حب الوطن، وكذلك الجندي المحارب يضحي بنفسه استشهادًا من أجل الانتماء للوطن وحبه له وحماية لأهله ولذويه، بل لكل أفراد وطنه.
وأوضح مفتي الجمهورية أن صنع الحضارة لا يتوقف عند إرادة الدولة فقط وسعيها نحو تحقيقها، بل بمشاركة الأفراد الذين يَعْظُم عندهم الوطن وتتشرب قلوبهم حبه، ولا جرم فإن حبَّ الوطن فطري غريزي نابع من شعور الإنسان بالانتماء والحنين إلى المكان الذي ترعرع فيه وأصبحت له فيه ذكريات تربطه بمن نشأ بينهم من أهلٍ وأحبابٍ.
وشدد المفتي على أنه لا يوجد تعارض شرعي بين مفهوم الانتماء للوطن والانتماء والولاء للدين؛ فالوطن المستقر الآمن يحمي الدين والعقيدة والأخلاق والقيم، بل المطالع لأحكام الفقه يجد الأحكام تكون مخففة في حالات السفر؛ وذلك مراعاة للمشقة الداخلية التي يشعر بها الإنسان نتيجة فراقه وبُعده عن وطنه.
ولفت مفتي الجمهورية النظر إلى أن قيمة حب الوطن هي قيمة جليلة تعمق الانتماء والارتباط بين الفرد والأرض؛ فالوطن رمز عظيم، والانتماء إليه مطلوب فطرةً وشرعًا.
وقال إن فكرة الوطن ثابتة، ومن يرى غير ذلك ويعتبر الوطن حفنة من التراب العفن كما يقول الإخوان، فهي أفكار قبيحة وشاذة وغريبة عن المنهج الإسلامي الصحيح، وعن طبيعة النفس البشرية، مضيفًا أن هذا التراب بالنسبة لنا كالذهب نفديه بالنفس والروح، فهو الذي مشى عليه الأنبياء عليهم السلام والصحابة وفقهاء التابعين رضوان الله عليهم أجمعين.
وأردف قائلًا: إن الحفاظ على الوطن واجب مقدس؛ ولذا علينا الوقوف بإجلال وإرسال رسالة تحية وتعظيم لكل أفراد الجيش والشرطة لحمايتهم ولحفاظهم على هذا الوطن.
وأضاف: لا يشغلنا البذاءات ولا التطاول علينا ممن خانوا الدولة المصرية فنحن نحمل أمانة الإفتاء ويشغلنا أداؤها اقتداءً بأسلافنا في دار الإفتاء المصرية على مر العصور، وكل هدفنا إظهار الحكم الشرعي الصحيح والمنضبط.
وعن حكم التحريض على الدولة المصرية من الهاربين بالخارج أوضح فضيلته أن المتآمرين على الدولة وإنجازاتها من الهاربين في الخارج أحدثوا عقوقًا تجاه دولتهم لا يقل عن عقوق الوالدين؛ لأن الدولة لم تبخل عليهم بشيء طوال حياتهم قبل تحولهم واختيارهم الطريق الخطأ.
وأضاف قائلًا: دعاوى هؤلاء تجاه الوطن بمثابة شهادة الزور، فهم يبخسون إنجازات الدولة المصرية الواضحة للجميع ويمجدون ويفتخرون بأي إنجازات أخرى ولو بسيطة في الدول التي تؤويهم، فهذا من قول الزور وعدم الإنصاف، وقد فشلوا في حشد الشعب المصري واستخدامه كمعول هدم ولم يستجب لهم الشعب المصري نتيجة وعيه وإدراكه فكان بمثابة استفتاءات صامتة على رفض دعاويهم وتحريضهم.
وقال: إن عادة "تحية العلم" ارتبطت عند الناس بحب الأوطان، فصارت بذلك وسيلة عامة للتعبير عن حب الأوطان وإظهار الانتماء، وقد تقرر في قواعد الشريعة أن الوسائل لها أحكام المقاصد، فإذا كان حب الوطن مِن المطلوبات الشرعية، فإن وسيلتَه الجائزةَ في أصلها تكون كذلك مشروعة.
وأضاف أن السلام الوطني الشأن فيه هو الشأن في العلم؛ من حيث كون كل منهما رمزًا، والوقوف عند عزفه ليس المراد منه إلا إظهار الاحترام والتقدير والإكرام لما يُمَثِّلُه، وهو الوطن، مضيفًا أن حب الوطن أمر قد جُبِل عليه الإنسان؛ ثم إن هذه الممارسات والأفعال هي مما ارتبط عند الناس بحب الأوطان، وتواضعوا على دلالتها على ذلك، فصارت بذلك وسيلة عامة للتعبير عن حب الأوطان وإظهار الانتماء وتأكيد الولاء، وقد تقرر في قواعد الشريعة أن الوسائل لها أحكام المقاصد، فإذا كان حب الوطن مِن المطلوبات الشرعية كما هو متقرر في أدلة الشريعة فإن وسيلتَه الجائزةَ في أصلها تكون كذلك مشروعة مطلوبة، ويتأكد ذلك إذا كان عدمُ القيام أمارةً عند الناس على عدم الاحترام.
وأشار المفتي إلى أن المسلم الذي يُحَيِّي العَلَمَ أو يقوم للسلام الوطني الشأنُ فيه أنه لا يخطر بباله التشبه بغير المسلمين، فضلًا عن قصده، فمن الأصول الشرعية اعتبار قصد المكلف، وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد ورد عنه أنه اتخذ الرايات والألوية والأعلام، وعقد عليه المحَدِّثون أبوابًا في كتبهم؛ من ذلك: "سنن أبي داود" (باب في الرايات والألوية)، و"سنن الترمذي" (باب ما جاء في الألوية)، و"سنن البيهقي" (باب ما جاء في عقد الألوية والرايات)، ونحوه.
وعن الدلالة الرمزية للأعلام والرايات، أوضح فضيلته أنه قد جرتِ العادة بأن يعمد العدو إلى ضرب حامل الراية وإسقاطه قبل غيره؛ ليثبط من عزيمة الجيش؛ فمتى كان العَلَم مرفوعًا كان ذلك دالًّا على العزة والقوة والصمود، ومتى نُكِّس وسقط كان ذلك دالًّا على الهزيمة والذل والانكسار، وفي المقابل كان حامله يحرص على إبقائه مرفوعًا، ولو بذل في سبيل ذلك نفسه وروحه، لا لخصوص تعظيم القماش، بل لما يرمز إليه، وقد روى الإمام البخاري في "صحيحه" عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ -يعني: في غزوة مؤتة-، ثُمَّ أَخَذَهَا جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ وَإِنَّ عَيْنَىْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَتَذْرِفَانِ ثُمَّ أَخَذَهَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مِنْ غَيْرِ إِمْرَةٍ فَفُتِحَ لَهُ».