خطة في باكستان لإيواء الفيل «كافان» المعروف «بالأكثر وحدة في العالم» داخل حديقة حيوان
الإثنين، 22 فبراير 2021 11:36 ص
خطة جديدة وطموحة أعلنت عنها السلطات في إسلام أباد لإصلاح حديقة حيوان متهالكة بقيمة 7.5 مليون دولار كانت "كافان" الذي لقّب بـ"الفيل الاكثر وحدة في العالم" وتعرضت لانتقادات دولية بسبب ضعف مرافقها وسوء رعاية الحيوانات وأغلقت أبوابها في ديسمبر.
من جانبهم أطلق ناشطون في مجال الدفاع عن حقوق الحيوانات حملة ضد هذه الحديقة لسوء معاملتها "كافان" البالغ 35 عاما، وهو آخر فيل آسيوي متبقٍ في البلاد عاش وحيدا منذ نفوق رفيقته قبل ثماني سنوات.
وقامت السلطات في إسلام أباد بنقل "كافان" إلى كمبوديا أواخر العام الماضي بعدما لفتت محنته انتباه المغنية الأمريكية شير التي ساهمت في جمع الأموال من أجل نقل هذا الفيل.
ويتمتع "كافان" الآن برفقة عشرات الرفاق في شمال كمبوديا، فإن هذا الفيل لم ينعم براحة البال خلال سنواته الأخيرة في باكستان.
فقد كانت الحظائر الإسمنتية التي تحبس فيها الحيوانات ضيقة وخالية من أي نباتات طبيعية. كما أن العديد من الحيوانات طوّرت سلوكا نمطيا، مثل تحريك الرأس من جانب إلى آخر لساعات. ولم يتمكن العاملون في الحديقة التي افتتحت في العام 1978 من رعاية الحيوانات كما يجب. وكان وضعها كارثيا لدرجة أن قاضياً في المحكمة العليا أمر العام الماضي بإغلاقها ونقل كل الحيوانات منها. لكن ذلك لم يحل دون وقوع مأساة. فقد نفق أسدان فيما كان العاملون يحاولون إخراجهما من حظيرتيهما بإشعال القش.
وباتت وزارة التغير المناخي الباكستانية تتولى مسؤولية إعادة تأهيل حديقة الحيوانات، مع خطة لتحويلها مركزاً رعاية للحيوانات مع ظروف أفضل بكثير. وقال وقار زكريا من اللجنة المخصصة لحماية الحياة البرية في إسلام أباد "لقد نقلنا موقتا حوالى 380 حيوانا من بينها قرود وظباء وحمير وحشية ودببة، إلى محميات مختلفة داخل باكستان وخارجها". وأضاف "ستتم إعادتها، ليس لتبقى في الأسر بل لتعيش في حديقة وطنية في بيئة طبيعية".
وسيشمل المركز أيضا مرافق لمعالجة الحيوانات المصابة وإعادة تأهيلها، وهي الأولى من نوعها في البلاد. وأوضح راب نواز مدير الصندوق العالمي للطبيعة في باكستان، أن المبادرة التي حظيت بدعم خاص من منظمة "فور بوز" النمسوية غير الحكومية التي نظمت عملية نقل "كافان" كانت "استثنائية".
ويعتبَر سوء معاملة الحيوانات في حدائق الحيوان أو تلك المستخدمة للترفيه، أمراً شائعاً في باكستان، لكن السلوكيات بدأت تتغير. كما أن الصندوق العالمي للطبيعة في باكستان يضغط على الحكومة من أجل إقرار قوانين جديدة تستهدف الصيادين غير الشرعيين الذين يصطادون بانتظام الطيور والقردة وحتى الدببة السوداء، بحسب ما قالت رئيسة الصندوق رينا سعيد. لكن رحيل "كافان" إلى مكان أفضل تسبب بالحزن لعمران حسين، آخر مروض له في حديقة الحيوانات.
فقد عيّن حسين لتدريب "كافان" العام الماضي عندما خرجت معاناته إلى الضوء، لكنه سرعان ما نشأ رابط وثيق بينه وبين صديقه. وقال لوكالة فرانس برس "أشعر بشيء ما ينكسر بداخلي عندما آتي إلى الحديقة وأرى قفصه الفارغ". وأضاف "اعتاد أن يرحب بي بنهيم عالٍ وبرفع خرطومه كل صباح. كان يرشقني بالماء للتعبير عن سعادته... أو غضبه".