حكاية وجدي زهران.. الطبيب الذي نقل تجربة التحول الرقمي بمستشفيات فرنسا للقاهرة
الجمعة، 19 فبراير 2021 11:30 م
استعانت الحكومة الفرنسية بشركته الخاصة في ميكنة منظومة التأمين الصحي في البلاد، وتعول عليه حاليا لتنفيذ مشروع يوصف بأنه "مستقبل الطب" في فرنسا والعالم.
ولخبراته الواسعة في مجال ميكنة النظم الصحية، قرر مسؤولون في الحكومة المصرية الاستعانة بخبراته لنقل التجربة الفرنسية في مجال التحول الرقمي للمستشفيات.
إنه الدكتور وجدي زهران أحد الخبراء المصريين في الخارج والمقيم في دولة فرنسا منذ 40 عاما، صاحب إحدى الشركات المتخصصة في ميكنة النظام الصحي بباريس، والتي جرى اعتمادها من الحكومة الفرنسية كأول شركة للعمل بميكنة المنظومة في البلاد.
وغادر زهران القاهرة إلى باريس عام 1979، بعد تخرجه من كلية الهندسة وحصل على درجة الدكتوراه عام 1983.
وعمل المهندس المصري في منظومة التأمين الصحي بفرنسا منذ بدايتها عام 1998، حيث ساهمت شركته في إحداث تطورات كثيرة بميكنة المنظومة، التي تعمل عن طريق إعداد "كارت" إلكتروني لكل مواطن مسجل عليه كافة المعلومات الخاصة بالتأمين الصحي.
التحول الرقمي للمستشفيات
ويرى زهران في حديث خاص لـ"سكاي نيوز عربية" أن "منظومة التأمين الصحي في فرنسا من أفضل المنظومات الصحية في العالم، وميكنة المنظومة أقرب مثال لما تريد مصر أن تصل إليه في الرعاية الصحية".
وانطلاقا من إسهامه في ميكنة نظام التأمين الصحي، أسندت الحكومة الفرنسية للمهندس المصري رئاسة مشروع يستهدف التحول الرقمي الشامل للمستشفيات الحكومية، وصف بأنه "مستقبل الطب" في فرنسا والعالم.
وقال: "أفخر بأن أكون أول مصري يتم تكليفه بالمسئولية المباشرة عن مشروع التحول الرقمي للمستشفيات والذي يوصف بأنه (مستقبل الطب في فرنسا".
تتبع للمرضى خارج المستشفيات
ويتحدث المهندس المصري عن مشروع "مستقبل الطب"، قائلا: "سنقوم بتصميم وتنفيذ برنامج إلكتروني خاص للمستشفيات الحكومية؛ يشمل جميع التفاصيل المتعلقة بسير العمل داخل المستشفيات، بداية من إدارة عملية تسجيل المريض وميعاده، مرورا بمنظومة الأسرة، والغرف، وتخصيص أيضا ملف إلكتروني لكل مريض وتاريخه المرضي، وكل ما يتعلق بالمعامل والتحاليل والمناظير والأشعة وغرف العمليات والصيدليات".
وأضاف: "التحول الرقمي الشامل للمستشفيات الحكومية في فرنسا، يمهد الطريق إلى إدخال منظومة الذكاء الاصطناعي، التي ستسهم في تتبع حالة المريض في حياته اليومية داخل وخارج المستشفى، وإعطائه كافة التوجيهات للمساعدة في منع حدوث المرض قبل وقوعه، عملا بقاعدة الوقاية خير من العلاج".
ودعا زهران إلى ضرورة مشاركة مصر في هذا المشروع الرقمي، من أجل تطبيقها لاحقا ف مصر.
حفاوة رسمية
ولإسهاماته في مجال ميكنة المنظومات الصحية، استقبلت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، زهران أمس الأول لاستعراض تجربته والاستفادة منها.
وبحسب بيان أصدرته وزارة الهجرة عقب اللقاء، رحبت الوزيرة بالدكتور وجدي زهران، وثمنت رحلته الكبيرة ونجاحه في الخارج.
وطالبت الوزيرة، زهران بإعداد تصور كامل حول مشروع (الميكنة والتحول الرقمي)، وتجربته الخاصة في فرنسا، تمهيدًا لعرضها على وزارة الصحة والجهات المعنية، مقدمة له الشكر لحرصه على أن يفيد وطنه بكل ما اكتسبه من خبرات كبيرة في مجال ميكنة منظومة التأمين الصحي.
ومن جهته، وصف زهران اللقاء، بـ"جيد جدا"، قائلا: "أنا متفائل بشكل كبير.. وشرف عظيم أن نكون جزء من مشروع التحول الرقمي في مجال الصحة بمصر".
ونوه إلى إنه يسعى إلى وضع كافة الخبرات التي اكتسبها في الخارج لخدمة الوطن، معربا عن رغبته في "نقل تكنولوجيا ميكنة المنظومة الصحية وتوطينها بمصر لتكون مُصدرًا لها لدول إفريقيا والشرق الأوسط وليست مستهلكة".
حماس للتطبيق العملي
وعمليا، لمح المهندس المصري وجدي زهران إلى لقاء أخير جمعه بالمسؤول عن مشروع التأمين الصحي الشامل بوزارة الصحة، وقال: "عرضت خبراتنا في المجال، ولاحظت تجاوبا وحماسا كبيرا للتطبيق العملي، وتوطين تلك التكنولوجيا في مصر".
وأشار زهران إلى قيامه بزيارة محافظة بورسعيد للاطلاع على تطبيق مشروع التأمين الصحي الشامل، واصفا المشروع بـ"إنجاز عظيم بجميع المقاييس بحسب تجربتي في باريس".
وحرص على التأكيد بأن "الأيدي العاملة في مصر ثروة لا تقدر، والتكنولوجيا والتحول الرقمي فرصة كبيرة للبلاد وستعطيها قفزة كبيرة للأمام".
وجاء لقاء وزيرة الهجرة المصرية بزهران، واجتماعات الأخير بمسؤولين في وزارة الصحة المصرية، بعد أيام من إطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي من مجمع الإسماعيلية الطبي بمحافظة الإسماعيلية، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، إشارة بدء التشغيل التجريبي لمنظومة التأمين الصحي الشامل في 3 محافظات بالمرحلة الأولى للمنظومة، وذلك لبدء تفعيل المنظومة الجديدة بمحافظات الإسماعيلية والأقصر وجنوب سيناء، إلى جانب محافظة بورسعيد التي تم افتتاح المنظومة رئاسيًا بها في نوفمبر 2019.
وكان الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة في مصر، قد أكد في تصريحات صحفية أمس، أن الدولة تسعى إلى تنفيذ التأمين الصحي الشامل في مصر لأنه مستقبل الرعاية الصحية في البلاد، خاصة في ظل التطورات التي يشهدها مجال الطب في العالم.
وأشار إلى أن الخريطة الصحية أصبحت كبيرة وتوسعت ودخل مجال الطب أمراض كثيرة لم تكن معلومة وتحتاج لمواكبتها.