دخل المستشفى للعلاج فحقنوه بسرنجات غير معقمة.. حكم نهائي بتعويض شاب أصيب بفيروس سي
الثلاثاء، 16 فبراير 2021 11:52 صأحمد سامي
فى حكم جديد يؤكد الأولوية المطلقة لمرضى الفيروسات الكبدية، قضت المحكمة الإدارية العليا فحص دائرة التأمين الصحى اليوم الثلاثاء، برئاسة المستشار سيد سلطان نائب رئيس مجلس الدولة، برفض الطعن المقام من وزارة الصحة ضد الشاب (م.ف.ا) المصاب بفيروس سى، وأيدت حكم محكمة القضاء الإدارى بالإسكندرية بإلغاء قرار وزير الصحة بالامتناع عن تنفيذ الحكم الصادر للشاب المريض بفيروس سي الصادر بعلاجه على نفقة الدولة من مرض التهاب كبدى فيروسى سى، وعلاجه مدى الحياة حتى تمام الشفاء.
وألزم حكم الإدارية العليا وزير الصحة بأن يؤدى للمدعى تعويضا مقداره عشرون ألف جنيه عن الأضرار المادية والنفسية التى ألمت به لامتناعه عن تنفيذ الحكم الصادر بعلاج الشاب على نفقة الدولة لمدة أربع سنوات من عام 2012 حتى 2016 وإلزمت وزير الصحة المصروفات.
وقد أقرت محكمة القضاء الادارى بالإسكندرية الدائرة الأولى بالبحيرة برئاسة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة مبدأ جديداً بأنه لمرضى الفيروسات الكبدية الأولوية المطلقة وعلاجهم مجانا حق دستورى وأن الدولة ملزمة بتعويضهم عند الامتناع عن علاجهم حال كونهم من غير القادرين , وأن العلاج على نفقة الدولة وفقا للقانون المنظم له يكون للمواطنين الذين لا تشملهم مظلة أى تأمين صحي أو علاجي عام أو خاص، ومنح الحالات الآتية الأولوية المطلقة فى العلاج : (أ) مرضى الأورام الخبيثة. (ب) مرضى القلب. (ج) مرضى الفشل الكلوي . (د) مرضى الفيروسات الكبدية .
قالت محكمة القضاء بالإسكندرية برئاسة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة أنها سبق أصدرت حكمها الأول بجلسة 28 مايو 2012 بعد ثورة 25 يناير 2011 بعلاج الشاب المصاب بفيروس سى على نفقة الدولة، والثابت بالأوراق أن الشاب كان يعانى من مرض التهاب كبدى فيروسى سى مزمن وأن اصابته بهذا المرض كانت بسبب علاجه من البلهارسيا بسرنجات غير معقمة فى مستشفى رشيد العام , ويوصى له - حسبما هو ثابت بخطاب صادر من مستشفى القوات المسلحة بالإسكندرية موجه إلى مستشفى شرق المدينة - بعلاج الانترفيرون طويل المفعول والريبافيرين لمدة 12 أسبوع تحت الملاحظة الطبية وفى حالة وجود استجابة يستكمل العلاج لمدة 48 أسبوع .
وأضافت المحكمة فى حكمها الثانى الصادر بجلسة 30 مايو 2016 الذى أيدته المحكمة الإدارية العليا صباح اليوم ورفضت طعن وزارة الصحة بإجماع الاَراء أن الأوراق أجدبت عن أن وزارة الصحة قامت بمنح المدعى ثمة علاج لفيروس سى منذ عام 2012 حتى عام 2016 بالمخالفة للحكم السابق الذى يقضى بعلاجه على نفقة الدولة مما يمثل ركن الخطأ لوزارة الصحة، فى عدم احترام حجية الحكم ومخالفة قواعد الدستور التى أوجبت على الجهات الإدارية أن تصدع لتنفيذ الأحكام التى تصدر باسم الشعب، وهو ما يتكون معه ركن الضرر المتمثل فى أصابة الشاب بأعباء نفسية نالت من كيانه النفسى وتغولت على احساسه الذاتى بأن المرض ينهش كبده كل يوم فى ظل عدم مقدرته على العلاج، ولما كانت تلك الأضرار قد أصابته بسبب خطأ وزارة الصحة بامتناعها عن تنفيذ الحكم السالف منذ صدوره بجلسة 28 مايو 2012 حتى 30 مايو 2016 ، ويتوافر ركن السببية بين هذا الخطأ وذاك الضرر، ومن ثم تتكامل أركان المسئولية الإدارية الموجبة للتعويض فى جانب وزارة الصحة ويتعين الحكم بإلزام وزارة الصحة بأن تؤدى للشاب المصاب بفيروس سى تعويضا مقداره عشرون ألف جنيه جبراً له عن تلك الأضرار التى حاقت به، فضلاً عن إلزام الوزارة كذلك بعلاجه على نفقة الدولة مدى الحياة .