مازالت منطقة تيجراى شمال إثيوبيا تواجهه تحديات خطيرة ويعيش المدنيون واللاجئون في معاناة بسبب نقص الخدمات الأساسية وعلى رأسها المياه النظيفة، بالإضافة الى انقطاع الاتصالات وتعطل الخدمات المصرفية وعدم إمكانية وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل بسبب الصراع الدائر بين الجيش الإثيوبي وقوات تحرير تيجراى.
المتحدث باسم أمين عام الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك قال إن الأمين العام أنطونيو جوتيريش لا يزال يشعر بالقلق إزاء محنة اللاجئين في تيجراي بإثيوبيا حيث يستمر القتال بين القوات الحكومية والقوات الإقليمية لجبهة تحرير شعب تيجراي.
وأضاف: «الأمين العام يؤكد مرة أخرى أهمية احترام جميع المبادئ الأساسية في التعامل مع اللاجئين»، مشددا على أن «أي عودة قسرية إلى بلدهم الأصلي هي انتهاك خطير لقانون اللاجئين الدولي».
منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أفادت بأنه في الوقت الذى يصل المزيد من الإمدادات وموظفي الطوارئ إلى المنطقة، تظهر «صورة غير مكتملة ولكنها مقلقة» تكشف عن معاناة الأطفال من أضرار جسيمة ومستمرة.
وقالت الوكالة الأممية المعنية بالأطفال: «إن الصورة الجزئية الناشئة عن تأثير الأزمة في تيجراي على الأطفال والأنظمة والخدمات التي يعتمدون عليها توضح أن الأطفال في حاجة ماسة إلى الحماية والمساعدة».
وأضافت الوكالة في تقريرها «بشكل حاسم، لا يزال المجتمع الإنساني بحاجة إلى تخطي المدن والبلدات الرئيسية ليصل إلى المناطق الريفية، حيث يعيش معظم السكان، من أجل الحصول على صورة حقيقية للاحتياجات».
فريق من اليونيسف سافر برفقة مسؤولين صحيين إقليميين إلى بلدة شاير وسط تيجراي منذ أيام قليله ومعهم ست شاحنات من إمدادات الطوارئ. كانت هذه أول بعثة للأمم المتحدة هناك منذ بدء الصراع نوفمبر.
ووفق اليونيسف بلغ عدد سكان مدينة شاير حوالي 170 ألف نسمة، وتستضيف الآن ما لا يقل عن 52 ألف نازح ورصدت المنظمة الأممية أنه لم تكن هناك مياه للشرب لأن محطة معالجة المياه لا تعمل. حيث نقلت اليونيسف واللجنة الدولية للصليب الأحمر المياه بالشاحنات إلى المدينة، كما رصدت انه لا تزال شبكة الهاتف المحمول والإنترنت والخدمات المصرفية معطلة، ويلجأ العديد من النازحين داخليا إلى المدارس التي لا يصلح أي منها للعمل كما أن الظروف في مواقع النزوح مزرية.
قالت اليونيسف: «انفصلت العديد من العائلات أثناء فرارها، وكان هناك العديد من الأطفال غير المصحوبين بذويهم أو المنفصلين عن ذويهم بين النازحين. أبلغت العديد من العائلات عن ضائقة نفسية اجتماعية عميقة، وقالت إنها لا تشعر بأنه من الآمن العودة إلى المنزل، وتحدثت عن خوف من أذى حالي ومستقبلي متواصل ومتفش».
وقال النازحون إن الطعام هو أكثر احتياجاتهم إلحاحا، ووجد تقييم أجراه شركاء اليونيسف أن انتشار سوء التغذية الحاد الوخيم، الذي يهدد الحياة، كان أعلى من مستويات الطوارئ التي حددتها منظمة الصحة العالمية (WHO).
وحذرت الوكالة الأممية من أن «الخطر الحقيقي لتفشي الأمراض، إلى جانب ضعف الوصول إلى المياه والصرف الصحي والنظافة والخدمات الصحية، وزيادة انعدام الأمن الغذائي والتضخم في أسعار المواد الغذائية، يشكل تهديدات خطيرة على الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية».
فيما أرسلت اليونيسف حوالي 655 طناً من الإمدادات إلى المنطقة، بما في ذلك مجموعات الطوارئ الصحية والأغذية العلاجية والبسكويت عالي الطاقة ومعدات الحماية الشخصية. كما أن هناك إمدادات إضافية في الطريق إلى المنطقة.