مسئولون وإعلاميون ودعاة يحذرون من خطر "معركة الوعى" ويطالبون بالتصدى للتكفيرين
السبت، 13 فبراير 2021 08:00 مأمل غريب – منال القاضي
وزير الأوقاف: نعيش حربا على الوعي والذاكرة.. وهناك فرق شاسع بين التعبير عن الرأي والكذب والافتراء ومحاولات إسقاط الدول أو إفشالها
الكاتب الصحفي كرم جبر: استعادة الوعي يأتي من خلال الفهم الصحيح لتعاليم الإسلام.. والعرب بحاجة ماسة لإعادة الكثير من المفاهيم
الكاتب الصحفي كرم جبر: استعادة الوعي يأتي من خلال الفهم الصحيح لتعاليم الإسلام.. والعرب بحاجة ماسة لإعادة الكثير من المفاهيم
معركة الوعى هي الخطر الذى يداهم المصريين في الوقت الراهن، وفق ما أجمع عليه المشاركين في ندوة دورة الإعلام الديني لشباب الإعلاميين، بعنوان «الإعلام الديني وتحديات المستقبل»، وملتقى "التنمية في سيناء بين الحاضر والمستقبل"، الذين استضافتهما مدينة شرم الشيخ الأسبوع الماضى، برعاية وحضور اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وأسامة العبد وكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب، وعبد الصادق الشوربجي، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وعدد من أعضاء مجلسي الشعب والشورى، ووفدا من تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، والمستشار أحمد عبد العزيز، أمين عام المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والدكتور طارق سعدة، نقيب الإعلاميين، والدكتور عبد العزيز قنصوة، رئيس جامعة الإسكندرية، وعدد من القيادات التنفيذية والدينية، ويوسف أيوب رئيس تحرير صوت الأمة، وعدد من الإعلاميين والصحفيين.
وأكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أنه لا يجب الاستهانة بقوى مصر الناعمة، وعلينا استغلالها لاستعادة الدور الريادي والثقافي المصري في جميع دول العالم، مستشهدًا بوفد الدعاة المصريين في السودان وكيف تم استقبالهم، موضحا أن الحرب المعاصرة هي حرب على الوعي والذاكرة، وأن الفرق شاسعًا بين التعبير عن الرأي الذي كفله الدستور، وبين الكذب والافتراء ومحاولات إسقاط الدول أو إفشالها، فالمفسدون جهرًا خوارج وبغاة، والمفسدون سرًّا هم الجبناء المنافقون.
وأوضح وزير الأوقاف أن النفاق قائم على مخادعة المجتمع وبث الأكاذيب بين أبنائه وإشاعة الفتنة، وأن الخونة والعملاء والطابور الخامس خطرا داهما في ظهور الأوطان، ومرض يجب استئصاله، موضحا أن أخطر أنواع الخيانة ما كانت تحت غطاء الدين والمتاجرة بشعارات زائفة يعرفها الجميع، علاوة على أن كشف الخونة وتخليص المجتمع من شرهم واجب شرعي ووطني، لا غنى عنه للحفاظ على أمن وأمان الدول، مبينًا أن جزاء الخونة والجواسيس القتل بنص القرآن الكريم، لأنه لم تسقط أي دولة عبر التاريخ إلا كانت هناك خيانة من بعض أبنائها، مستشهدًا بالأية الكريمة: «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ».
وأوضح أن ما يحدث في مصر، من مشروعات في مختلف المجالات هو رحمة ولطف من الله، وبحسابات البشر فإن تمويل هذه المشروعات لا يخطر ببال أي شخص، لأن خزائن الله لا تفنى، وعلينا التوكل على الله والأخذ بالأسباب، وتوفيق الله.
ومن ناحيته، أكد الكاتب الصحفي كرم جبر، على أهمية قضية استعادة الوعي، والذي يأتي من خلال الفهم الصحيح لتعاليم الإسلام، فالمسلم الحق هو من تسكن داخله روح حب الحياة والجمال والسكينة، حيث لا يرى المسلم الصحيح في الحياة إلا القيم العليا والمعاني السامية، موضحا أن الأمة العربية في حاجة ماسة لإعادة الكثير من المفاهيم، وأن أفضل من يقوم بذلك هم رجال الدين والخطباء الأجلاء، كونها قضية أمة ونحن مسئولين عن عرض تعاليم الدين بطريقة صحيحة، موضحا أنه من هنا جاءت أهمية إطلاق مبادرة «رفع الوعي 2021» بمشاركة وزارة الأوقاف.
وأكد جبر أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، أنشأ دولة جديدة في 6 سنوات، ولم يأتي زعيم من قبل حقق ما حققه الرئيس على أرض الواقع، الأمر الذي أكسبه رضاء الشعب، لثقتهم في أن الدولة تتقدم وتبني وتنفذ مشروعات عدة في كافة المجالات، موضحا أن الله أنقذ مصر، في أدق الأوقات التي مرت بها وحباها بالرئيس السيسي الذي يعتز بمصريته ويدير البلاد بحكمة خالصة، لافتا أن هناك توجهات إعلامية خارجية تحاول تشويه صورة مصر، إلا أن بلدنا دولة قوية وصامدة وتحقق معدلات تنمية كبيرة بشهادة جميع المؤسسات الدولة، في ظل قيادة حكيمة حكومة رائدة لديها قدرة على الاستجابة والوعي وتنفيذ تعليمات الرئيس، نحو تنمية الوعي ومواجهة التحديات، مشددا على أن أي دولة ما إذا تعرضت لما واجهته مصر، لكانت أهتزت وسقطت مهما كانت قوتها، إلا أن الرئيس عاهد الله على أن تظل مصر، مرفوعة الرأس وتعود كريمة عزيزة، وأطلق صفارة بدء معركة العمل.
وأوضح أن الرئيس السيسي، أول رئيس يتصدى لملف العشوائيات، بدليل ما يتحقق على أرض الواقع في المشروع القومي لتطوير 4500 قرية، الذي سيحقق نجاحا كبير بمجال تطوير القرى وتوابعها، مشددا على أن أهمية الوعي تظهر في هذه اللحظة الفارقة، لحماية المجتمع من محاولات الجماعات الإرهابية ببث سمومها والتشكيك في المشروعات القومية الكبرى التي تحدث على أرض الواقع، وعلى الإعلام دورا كبير في الانتباه لما يحاك وعليهم شرح المشروعات القومية، وما يحدث في مصر من نقلة حقيقية.
وأعرب اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، عن سعادته لإقامة الندوة على أرض شرم الشيخ، لما لسيناء من قدسية، كونها مهد الأديان السماوية الثلاث، واكتسبت ما لم تكتسبه بقعة أخرى من بقاع الدنيا، وصارت رمزًا من الأماكن الدينية، موجها أسمى معاني الشكر والعرفان إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، على إنشاء جامعة الملك سلمان، في مدينة شرم الشيخ، بشكل يعد من أهم المشروعات التعليمية والجامعية الأكثر تطورات بين الجامعات، تخفيفا للعبء على طلاب المحافظة، مؤكدا أن الرئيس كان لديه حلم كبير، وكلف بتطوير شبكة الطرق والكباري بالمدينة قائلا: "الآن فقط أصبح الحلم حقيقة، بعد أن كلف الرئيس السيسي بخطة التنمية في سيناء منذ 2016 حتى 2020 بهدف توفير الراحة لسكان المحافظة وللسياح على حد سواء".
واستعرض فودة، أهم المشروعات وعمليات التطوير التى تم إنجازها في مدينة شرم الشيخ بشكل خاص، ومحافظة جنوب سيناء بشكل عام، خلال الفترة من 2026 إلى 2020، وعمليات التطوير في المحافظة من خلال عرض فيلم تسجيلي، أوضح خطة تطوير المحافظة، على المستوى الأمني والرياضي والتجاري والبيئي والزراعي والتعليمي والصحي والسكني، وتطوير المواني البحرية، ومحطات المياه والكهرباء والصرف الصحي والطرق والبنية التحتية، وكافة المشروعات الهامة التي كانت تنقص جنوب سيناء، منذ فترة طويلة، موضحا أن المحافظة بها 9 مدن و5 موانئ، وغنية بالمحميات الطبيعية، لافتا إلى أنه تم تنفيذ 9136 وحدة سكنية، و1246 بيتا بدويا خلال 6 سنوات فقط، وهو ما يُعد طفرة قوية، مشيرا أن المحافظة بدأت منذ 6 سنوات في خطة تطوير قوية للعشوائيات، أبرزها منطقة الرويسات، فتم بناء 460 وحدة سكنية بها، بالإضافة لتطوير منطقة السوق بالتعاون مع جهاز العشوائيات، وإنشاء سوق حضاري بمنطقة الطور، معلنا أن محافظة جنوب سيناء، ستعلن العام القادم عن انتشار المدارس على مستوى جميع وديان المحافظ، بالإضافة لوجود مدرسة يابانية واحدة، وأن المحافظة تدعم 50% من المصروفات لتلك المدارس، علاوة على وجود عدد من المدارس الفنية المختلفة، ومصنع لتجميع لمبات الليد بمنطقة أبوزنيمة، وملاعب ونوادي.
ولفت فودة إلى أن تكلفة تطوير ميناء نويبع بلغ 350 مليون جنيه، بينما يحتاج مينائي شرم الشيخ والطور أيضا في حاجة للتطوير، إلا أن الأخير جاري الانتهاء من المرحلة الأخيرة لتطويره، ليكون جاهزا لاستقبال السائحين، بينما يحتاج الأول لإنشاء محطة ركاب سياحية ومارينا لليخوت وشبكات ومرافق كبرى، موضحا أن المحافظة تسير حاليا بالتعاون مع وزارة النقل، ومحافظة البحر الأحمر، في اتجاه دعم رؤية جنوب سيناء 2020 – 2025، علاوة على العمل حاليا في إنشاء ميناء عالمي لليخوت بمنطقة بيت القرش شمال خليج نعمة، بتوجيهات من الرئيس سيتم إنجازه خلال عامين لدعم سياحة الأثرياء، فيما تم افتتاح المرحلة الأولى من تطوير ميناء نويبع، عام 2014 المؤدي لخليج العقبة، ومنه للسعودية والعراق وسوريا، موضحا أن المحافظة بصدد إنشاء مركز للخدمات المتكاملة لتنمية القطاع الزراعي بكافة مدن المحافظة، بتكلفة أكثر من 180 مليون جنيه، تنفيذا لتوجيهات الرئيس بزيادة الرقعة الزراعية وتشجيع الشباب على التوسع في استصلاح الأراضي، ودعم المزارعين لزيادة إنتاجية الفدان للمحاصيل الزراعية، مؤكدا أنه المركز الأول من نوعه على أرض جنوب سيناء، لتقديم الخدمات الزراعية لكبار وصغار المزارعين، ودعم الأمن الغذائي بالمحافظة، كونه سيقدم كافة الخدمات الزراعية التي تساهم في تعزيز الزيادة الإنتاجية للمحاصيل الإستراتيجية، وتحسين جودة المحصول وتقليل استخدام الأسمدة والمبيدات، وتوفير المياه وتحسين جودة الأراضي الزراعية، حيث به أكثر من 7 أقسام منها لشبكات الري والتنقيط، وبيع الأسمدة والمبيدات، والأدوات البيطرية، والآلات الزراعية، ومعمل تحاليل، وقاعة اجتماعات، علاوة على تقديم مجموعة من الخدمات لتنمية القطاع الزراعي من تدريب واستشارات الزراعية للمزارعين، وطلاب المدارس الزراعية وكليات الزراعة التابعة لجامعة الملك سلمان، والجامعة الحكومية المقرر إنشاؤها بمدينة أبو رديس، وبعض الخدمات والاستشارات البيطرية وتحليل عينات التربة الزراعية والمياه والنباتات، من خلال معمل مجهز بأحدث الأجهزة التكنولوجية.
وفي نفس السياق، أكد الدكتور أسامة العبد، أن أهل الشر لا يرون الخير إلا شر، سواء كان في أنفسهم أو في غيرهم أو وطنهم، لأن أهل الشر ليس لهم وطن، موضحا أن الرئيس السيسي، أقام مصر جديدة، مشددا على رجال الإعلام الذين يتحدثون بأسم الإسلام، أن تتوافر بهم صفة الداعية من حيث الدعوة إلى الله والقول الحسن، فدائما وأبدا مصر، ستظل بلد السلام التي حباها الله بالأزهر الشريف قبلة العلماء والعلم، مؤكدا على أن عقارب الساعة لن تعود إلى الخلف ولن يتمكن أهل الشر من إيقاع الفتنة في البلد.
في ذات السياق، أثنت الدكتورة منى الحديدي، عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة، الأسبق، وعضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، على عمل المرأة في مجال الدعوة الإسلامية، معربه عن سعادتها لعقد دورة الإعلام الديني والتحديات المعاصرة، والتعاون المشترك بين المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، ووزارة الأوقاف، والذي يؤكد على أهمية التأهيل الثقافي بمفهومه الشامل والعميق بالنسبة للإعلاميين، مشددة على ضرورة تضمن الرسائل الإعلامية غرسا للقيم الإنسانية العالية، وأن يمحو الإعلام الديني الأمية الموجودة لدى البعض ويمنع سيطرة قوى الشر على الغالبية العظمى أبناء الشعب، مشيرة إلى التطور الجاري بشأن تضامن أجيال مختلفة الشباب والخبرات، بهدف تحقيق التكامل بين المؤسسات الإعلامية الوطنية بمفهومها الشامل، سواء الرسمي منها أو الخاص، وكذلك التكامل بين الإعلام الإلكتروني والتقليدي، ما يسهم في نشر الثقافة والوعي بين العقول والأقلام التي تقدم رسائل إعلامية دينية.