يا هناه يا هناه اللي يتعلم عندنا
السبت، 06 فبراير 2021 08:00 مإسلام ناجي
مصر تتقدم 11 مركزاً في مؤشر المعرفة العلمي ببرنامج الأمم المتحدة.. و23 مركز في التعليم الفني .. التعاقد علي مليوني جهاز تابلت في الفترة بين 2017 إلي 2020
واصلت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني الليل بالنهار لتذليل العقبات في ظل جائحة كوفيد 19 التي ضربت العالم أجمع العام المنصرم، فرغم ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا وقتها، وتوقف الدراسة، حرصت الوزارة على تحقيق المعادلة الصعبة، وهي استكمال العملية التعليمية مع الحفاظ على صحة الطلاب، وبالفعل نجحت الوزارة في ذلك باستخدام أحدث الوسائل التكنولوجية.
وفي النهاية كللت مجهودات الوزارة بتقدم مصر 11 مركزا دفعة واحدة في مرحلة التعليم قبل الجامعي في مؤشر المعرفة العلمي الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، هذا إلى جانب تقدمها 23 مركزا خلال عام في التعليم الفني طبقا لنتائج المؤشر ذاته، وتؤكد هذه النتائج المبشرة على نجاح الخطوات التي تخطوها الوزارة بحرص شديد في طريق تطوير منظومة التعليم القديمة، والعمل على بناء نظام تعليم عصري.
وعلى الرغم من العقبات التي واجهتها وزارة التربية والتعليم خلال السنوات الماضية، إلا إنها نجحت في خدمة ما يزيد عن 23 مليون طالب على مستوى الجمهورية من مرحلة الروضة وحتى الصف الثالث الثانوي، فقامت الوزارة بإنشاء المدارس والفصول الجديدة، فضلا عن الفصول الذكية وذلك لتقليل الكثافات داخل المدارس، كما استكملت تحديث نظام الثانوية العامة الجديد واعتماد العملية التعليمية على تابلت لكل طالب.
التابلت والتعليم الإلكتروني
وقد أطلقت الوزارة نظام التابلت قبل عامين، في سبتمبر 2018، ويقوم النظام الجديد في الأساس على تطويع التكنولوجيا، حيث يتلقى الطلاب دروسه عبر التابلت، الذي تم تسليمه بشكل مجاني لطلاب المدارس الحكومية والخاصة في الصف الأول الثانوي، ممن يدرسون المناهج المصرية، وحلَّ التابلت محل الامتحان الورقي، كما عملت الوزارة على تدريب المعلمين والكوادر الجديدة على استخدام النظام الإلكتروني الجديد.
وكانت قد تعاقدت الوزارة على شراء 700 ألف تابلت لتوزيعها على طلبة وطالبات الصف الأول الثانوي خلال عام 2020؛ ليصل عدد أجهزة التابلت التي تم التعاقد عليها منذ 2017 إلى أكثر من مليوني جهاز، كما انتهت وزارة التربية والتعليم من توصيل شبكات الإنترنت فائقة السرعة في 2530 مدرسة.
وبالإضافة إلى ذلك، تمكنت الوزارة من إطلاق منصات إلكترونية وقنوات تعليمية، مثل منصة "ادمودو" التعليمية، وبنك المعرفة المصري، حيث بلغ عددها حتى الآن 7 منصات إلكترونية، كذلك نجحت في تحويل الكتب الدراسية الورقية إلى كتب إلكترونية من خلال بنك المعرفة والمنصات الإلكترونية.
المناهج الجديدة
ونظرًا لحرص الوزارة على تطوير التعليم، فقد انتهت من إعداد المناهج الجديدة حتى الصف الثالث الابتدائي، وجاري العمل على إعداد المناهج الجديدة للصف الرابع وحتى الصف السادس الابتدائي، ومن المقرر الانتهاء منها ربيع العام الجاري، وتعتبر المناهج الجديدة واحدة من أفضل المناهج الدراسية على مستوى العالم، وهذه المناهج تم إعدادها بالتعاون مع دول تحتل المراكز الأولى في التصنيفات العالمية الخاصة بالتعليم، خاصة لمصر.
وتهدف المناهج الجديدة إلى ترسيخ الهوية المصرية داخل الطلاب، وتعد هذه الكتب والمناهج استثمار لمصر لمدة 50 عاما على الأقل، كما وجه الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بتدريس كتاب (القيم واحترام الآخر.. معًا نبني) بداية من الصف الثالث الابتدائي في العام الدراسي السابق، حرصا على تربيى الأجيال الجديدة تربية سليمة وليس فقط تعليمها.
ونظرًا لحرص الوزارة على إنجاح المنظومة التعليمية، ولأن المعلم هو العنصر الأساسي بها، ويوجد أكثرمن مليون و300 ألف معلم على مستوى مدارس مصر، فقد عملت الدولة على تدريبهم فنظمت دورات مكثفة لمعلمي رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي على مدار العام المنصرم مع وجود معلم الفصل الذي يصعد مع الطلاب إلى الصف الرابع الابتدائي وفق العمل بالمنظومة الجديدة.
هذا بالإضافة إلى تنظيم الدورات التدريبية لمعلمي الصفوف الثانوية مع التركيز على نواتج التعلم وليس نواتج الامتحانات فقط، ولم تهتم الوزارة بتطوير الطالب والمعلم فقط، بل اهتمت كذلك بتدريب القيادات ومديري المدارس والمديريات، وتحسين مستواهم ليتمكنوا في النهاية من إدارة المدارس وفق المنظومة التعليمة الجديدة التى تسعى الوزارة إلى تطبيقها بخطوات ثابتة، وهذا التدريب مستمر على مدار العام بوسائل متعددة باستخدام التكنولوجيا الحديثة.
ونجحت الوزارة في إتمام تدريب 101698 معلما من الصف الرابع الإبتدائي وحتى الثالث الإعدادي موزعين على 10 برامج وهي برنامج تنمية مهارات معلمي اللغة العربية للمرحلة الابتدائية وتم تدريب 16093 معلمًا وبرنامج تنمية مهارات معلمي اللغة الإنجليزية للمرحلة الابتدائية، حيث تم تدريب 12274 معلمًا، وبرنامج تنمية مهارات معلمي الرياضيات للمرحلة الابتدائية وتم تدريب 13185 معلمًا، وبرنامج تنمية مهارات معلمي العلوم للمرحلة الابتدائية، فتم تدريب 7584 معلمًا.
وبرنامج تنمية مهارات معلمي الدراسات الاجتماعية للمرحلة الابتدائية حيث تم تدريب 6775 معلمًا، وبرنامج تنمية مهارات معلمي اللغة العربية للمرحلة الإعدادية، وتم تدريب 11640 معلمًا، وبرنامج تنمية مهارات معلمي اللغة الإنجليزية للمرحلة الإعدادية وتم تدريب 10016 معلمًا، وبرنامج تنمية مهارات معلمي الرياضيات للمرحلة الإعدادية، حيث تم تدريب 9688 معلمًا، وبرنامج تنمية مهارات معلمي العلوم للمرحلة الإعدادية وتم تدريب 8069 معلمًا، وبرنامج تنمية مهارات معلمي الدراسات الاجتماعية للمرحلة الإعدادية، حيث تم تدريب 6401 معلم.
امتحانات الثانوية العامة والمشروعات البحثية
وتعد أمتحانات الثانوية العامة في ظل جائحة كورونا هي أهم إنجازات وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في العام المنصرم، حيث تم امتحان وتقييم 652 ألف طالب وطالبة في الثانوية العامة، وجاء ذلك وسط اتخاذ كافة التدابير الاحترازية لتأمين الامتحانات وتجهيز وتعقيم 2216 لجنة بإجمالي 56 ألفا و591 لجنة فرعية.
وللحفاظ على سلامة الطلاب والمعلمين، وفرت الوزارة 34 مليون كمامة طبية، ونحو 6 ملايين و500 ألف قفاز، بالإضافة إلى توفير 16575 جهاز كاشف حراري لقياس درجة الحرارة، وبوابات تعقيم بكافة لجان الثانوية العامة، وتوزيع المطهرات على الطلاب وماسك طبي وغطاء للأحذية قبل كل امتحان، وكذلك تعقيم لجان سير الامتحانات بصفة يومية عقب انتهاء كل امتحان.
ولم تكتف الوزارة بإجراء امتحانات الثانوية العامة فقط، بل استحدثت المشروعات البحثية كوسيلة لتقييم الطلبة والطالبات في صفوف النقل، فتم تقييم أكثر من 19 مليون مشروع بحثي في مختلف المناهج، هذا إلى جانب امتحان مليون و200 ألف طالب إلكترونيا في الصفين الأول والثاني الثانوي باستخدام التابلت، بمعدل 10.4 مليون امتحان إلكتروني.
المدارس اليابانية والدولية الحكومية
افتتحت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني مدرستين جديدتين خلال عام 2020، ضمن خطتها في بناء المدارس المصرية اليابانية، ويأتي ذلك بالتعاون مع مؤسسة "جايكا" اليابانية، حيث وصل عدد المدارس اليابانية إلى 43 مدرسة داخل 24 محافظة، ويجري حاليًا الانتهاء من 55 مدرسة أخرى سيتم افتتاحها تباعا خلال العام الحالي.
كما شرعت الوزارة في إنشاء المدارس المصرية الدولية الحكومية، ويأتي ذلك في إطار سعيها لتقديم خدمة تعليمية متميزة بأسعار مخفضة تنافس المدارس الدولية الخاصة، فبدأت الوزارة بافتتاح مدرستين في المعادي والشيخ زايد، قبل أن تصل هذا العام إلى 17 مدرسة، وتنقسم المدارس الدولية الحكومية إلى نوعين، الأول المدارس المصرية الدولية لتدريس المناهج البريطانية IG، والثاني المدارس المصرية الدولية لتدريس مناهج البكالوريا الدولية IB.
كذلك اهتمت الوزارة بمنظومة التعليم الفني، وسعت إلى تطوريرها أملا في تخريج عمالة فنية تجيد المهارات المطلوبة، وتغيير الصورة الذهنية الراسخة في أذهان المصريين عن التعليم الفني، وتعد مدارس التكنولوجيا التطبيقية من أهم المشروعات التي تعمل عليها الوزارة، وافتتحت الوزارة 5 مدارس جدد العام الماضي، ليرتفع عددها من 11 مدرسة إلى 16 مدرسة بمحتلف أنحاء مصر، ومن أبرز تلك المدارس، مدرسة في مجال الذكاء الاصطناعي وأنظمة الإنذار والحريق ومدرسة في مجال صناعة الألبان وتصديرها للخارج.
كما وقعت الوزارة بروتوكول تعاون لانشاء مدرسة ريادة للتكنولوجيا التطبيقية بمحافظة بورسعيد، والتي تعتبر أول مدرسة تكنولوجيا تطبيقية متخصصة بمجال تكنولوجيا إنتاج وتصنيع الألبان بمصر، وبروتوكول تعاون مع شركة مصر لتكنولوجيا الصناعات الحيوية؛ لإطلاق مدرسة مصر للتكنولوجيا الحيوية الثانوية الفنية بمحافظة القاهرة.
كذلك وقعت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بروتوكول تعاون مشترك مع شركة HST للأنظمة الإلكترونية والتكنولوجيا، لانشاء مدرسة HST للتكنولوجيا التطبيقية، والتي تعتبر أول مدرسة متخصصة في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، المراقبة والإنذار، الألعاب الرقمية، الفنون الرقمية، كما سعت الوزارة للتعاون مع وزارة الثقافة لافتتاح مدرسة الفنون للتكنولوجيا التطبيقية، وهي أول مدرسة تكنولوجيا تطبيقية متخصصة بمجال تكنولوجيا الحرف والمهارات التقنية للصناعات الثقافية في كافة مجالات الفنون.
وأهتمت الوزارة بالتعاون الدولي كذلك، فوقعت اتفاقية التعاون مع إيطاليا؛ للتوسع في مشروع مدارس التكنولوجيا التطبيقية، وتعزيز مهارات المعلمين بقيمة 40.8 مليون جنيه، واتفاقية مع بنك التعمير الألماني؛ لتطوير مراكز الكفاءة في مدارس التكنولوجيا التطبيقية ومدارس التعليم الفني، بالإضافة إلى إنشاء مركزي كفاءة متخصصين في مجالات الطاقة المتجددة وكفاءة استخدام الطاقة في مدارس التكنولوجيا التطبيقية في كل من محافظتي الغردقة وأسوان، بقيمة 41.5 مليون يورو.