مسئول لمجلة "بوليتيكو": فوضى داخل الإدارة إزاء كيفية التعامل مع الأزمة.
سى إن إن: واشنطن تبحث ما إذا كانت سيطرة الجيش على السلطة انقلابا.
لم يمهل القدر وقتا طويلا للرئيس الأمريكي الجديد جون بايدن ليواجه أولي التحديات الخارجية، فبعد أقل من أسبوع على توليه مقاليد الحكم في أمريكا واجه أزمة سياسية دولية تمثلت في الانقلاب العسكري الذي وقع في ميانمار وأدي إلى اعتقال رئيسة البلاد على خلفية تزوير الانتخابات، وهو ما سيضع بايدن في مواجهة قوية مع الصين التي تنظر لواشطن على أنها الخصم الأول لها، خاصة في ظل الارتباك الواضح لدي الإدارة الأمريكية وتصنيف تحرك الجيش عما إذا كان انقلابا أم لا.
وتري مجلة بولتيكو إن الطريقة التي سيتعامل بها بايدن وإدارته في هذه الأزمة سواء باستعراض القوة أو بالتنسيق مع الشركاء الأوربيين ستحدد الشكل الذي ستتعامل به الإدارة الأمريكية على الساحة العالمية في الأشهر القادمة، خاصة مواجهتها التحدى الأوسع المتمثل في صعود الحركة الاستبدادية في دول كثيرة حول العالم.
وأشارت المجلة إلى أن الموقف يقدم أيضا فرصة نادرة لنهج متفق عليه من كلا الحزبين في واشنطن، نظرا لمصالح النواب الديمقراطيين والجمهوريين في الكونجرس، الذين أعرب العديد منهم عن رغبة لفرض عقوبات صارمة وإجراءات أخرى ضد القيادة العسكرية في ميانمار.
وكشف مسئولون مطلعون على المداولات الداخلية لإدارة بايدن لمجلة بولتيكو أن المسئولين الأمريكيين محبطون من التطورات، لا سّيما بسبب توقيتها، ويسارعون لمعرفة كيفية التنسيق والرد داخليا ودوليا، وما إذا كانوا سيصفون ما يحدث بأنه انقلاب. ووصف أحد المسئولون المشهد بالفوضى.
إلا أن متحدثة باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى نفت هذا التوصيف، وقالت إن رد فعل إدارة بايدن كان واضحا ومتسقا وقويا. وأشارت المتحدثة إيميلى هورن، إلى أن الإدارة أصدرت ثلاث بيانات منفصلة، منها واحدا من بايدن نفسه.
كان بايدن قد سارع ببيان أمس، الاثنين، قال فيه أن استيلاء الجيش على السلطة في بورما واعتقال أونج سان سو تشى ومسئولين مدنيين آخرين وإعلان حالة الطوارئ هو هجوم على انتقال البلاد إلى الديمقراطية وحكم القانون. مضيفا أنه على مدار عقود، كان شعب بورما يعمل بجد لتأسيس الانتخابات والحكم المدني والانتقال السلمى للسلطة، وهذا التقدم ينبغى احترامه.
وأضاف الرئيس الأمريكى أن الولايات المتحدة ستلاحظ من يقفون بجوار شعب بورما في هذه الساعة العصيبة. وردا على سؤال خلال مؤتمر صحفى عما إذا كانت هذه رسالة إلى الصين، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكى إنها رسالة إلى جميع البلدان في المنطقة والدول التي سيطلب منها الرد أو التفكير في كيفية الرد المناسب ردا على الأحداث التي وقعت خلال اليومين الماضيين.
أحد النقاشات التى تجرى داخل الإدارة يدور حول ما إذا كان ينبغى على الولايات المتحدة أن تفرض فورا بعض الإجراءات على جيش ميانمار، مثل عقوبات اقتصادية، أم ستحاول اتخاذ إجراءات أخرى مثل إرسال مبعوث خاص للبلاد لمحاولة درء الجنرالات عن مسارهم الحالى.
من ناحية أخرى، قالت شبكة "سى إن إن" نقلا عن مسئولين، إن إدارة بايدن تخوض نقاشا داخليا بشأن ما إذا كانت ستصنف استيلاء الجيش على السلطة فى ميانمار انقلابا، وهو التصنيف الذى سيكون له تداعيات على المساعدة الأمريكية لحكومة البلاد.
وأوضحت الشبكة أن هذا القرار سيتعين على الإدارة الجديدة اتخاذه، وهى تواجه أولى التحديات الكبرى فى السياسة الخارجية.
وكان الرئيس جو بايدن قد أشار إلى أن العقوبات ستكون مطروحة على الطاولة ردا على سيطرة القوات المسلحة فى ميانمار على السلطة.
وقام الجيش فى ميانمار بالسيطرة على السلطة بعد اعتقال كبار مسئولى الحكومة فى مقدمتهم الزعيمة أونج سان سو تشى، وجاء التحرك، الذى تسميه "سى إن إن" انقلابا، بعد أشهر من الانقسام المتزايد بين الحكومة المدنية والجيش القوى، المعروف باسم تاتماداو، حول مزاعم بتزوير الانتخابات.
ونقلت "سى إن إن" عن مسئول بالخارجية الأمريكية قوله إن الأحداث الأخيرة فى بورما تمثل بشكل واضح انقلاب، لكن وزارة الخارجية تقوم بالتحليل القانونى للأمر. وأضاف أنهم سينتظرون النتيجة قبل التقييم.