هؤلاء أساءوا "لنوبل للسلام"... كسينجر وبيجين وأبي أحمد وزعيمة ميانمار على رأس القائمة
الإثنين، 01 فبراير 2021 04:00 م
ظاهرة غريبة بدت ملفتة لكل من تابع جائزة نوبل خلال الفترة الأخيرة، بعد أن وجدت الجائزة طريقها لعدد من الزعماء والرؤساء ارتدوا ثوب البطولة رغم تورطوهم في جرائم حرب وإبادة، لتنحرف الجائزة عن مسارها الذي ظهرت من أجله وهو إرساء السلام في العالم، وهو ما حدث مع هنري كسينجر وزير خارجية أمريكا، مرورا بمناحم بيجن رئيس وزراء إسرائيل، وصولا ل أبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا، لتنتهي بزعيمة ميانمار أون سان سو تشى.
إذا كان الهدف من جائزة نوبل للسلام تكريم من يحصلون عليها لجهودهم فى إرساء السلام والاستقرار فى بلدانهم أو حول العالم، فإن الحال لم يكن هكذا دائما مع العديد من الفائزين بالجائزة المرموقة.
وقد شهدت ميانمار خلال الساعات القليلة الماضية تحرك الجيش واعتقال عدد من كبار المسئولين فيها فى مقدمتهم أون سان سو تشى زعمية البلاد، والحاصلة علي جائزة نوبل للسلام لدعوتها إلى المقاومة السلمية أثناء وضعها قيد الإقامة الجبرية فى منزلها.
سو تشى التي التزمت الصمت حيال قيام جيش بلادها بممارسة الوحشية ضد مسلمى الروهينجا التى صنفتها الأمم المتحدة بأنها إبادة جماعية، وهو ما أدى إلى مطالب عديدة بسحب الجائزة التى منحت لها عام 1991. إلا أن قوانين الجائزة لا تسمح بسحبها.
لم تقف سو تشي وحدها في صفوف القتلة ومجرمي الإبادة الجماعية ، فقد سبقها اليها رئيس وزراء إثيوبيا أبى أحمد الحاصل على نوبل للسلام، حيث شن حملة عسكرية لأشهر ضد إقليم تيجراى، والتى شهدت مقتل الآلاف من المدنيين، بحسب تقديرات مجموعة الأزمات الدولية، وفرار مئات الآلاف الآخرين فى ظل أزمة إنسانية مروعة.
وقالت صحيفة فاينانشبال تايمز البريطانية، إنه بغض النظر على ما صحيح أو خطأ فى المواجهة القائمة فى إثيوبيا، فإن من المؤكد أن سمعة أبى أحد كصانع للسلام قد تضررت بشدة. وقالت إن رئيس الوزراء الأثيوبى يقدم درسا للمسئولين عن الجائزة بضرورة الانتظار عند وجود شكوك بشأن مرشحها لنيل الجائزة.
كما انضم ارئيس الأمريكي الأسبق باراك اوباما لقلئمة مجرمي الحروب والإبادة الجماعية حسبما رصد تقريرلموقع ذا ديفينس بوست عدد من الحائزين على جائزة نوبل الذين انحرفوا عن المسار، من بين هؤلاء الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما الذى حصل على نوبل للسلام عام 2009 بعد 10 اشهر فقط من توليه الحكم. وقبل أيام قليلة من قبوله الجائزة فى أوسلو، أرسل أوباما 30 ألف من القوات الإضافية إلى أفغانستان. ودافع عن ذهابه إلى الحرب فى خطاب قبوله للجائزة، وقال إن القول بأن القوة ضرورية فى بعض الأحيان ليس دعوة للسخرية، إن اعتراف بالتاريخ، بعيوب الإنسان وحدود العقل".
ولم يفشل أوباما فقط فى وضع نهاية للصراعات فى العراق وافغانستان خلال فترته من الحكم، ولكنه كثف من استخدام هجمات الطائرات المسيرة. وضربت الولايات المتحدة فى عام 2016، سبع دول بأكثر من 26 الف قنبلة، أى ثلاث قنابل فى الساعة، وفقا لمركز العلاقات الخارجية الأمريكية.
وقال الأمير العام السابق لجائزة نوبل للسلام أن التوقعات التى وضعت على أوباما لم تكن واقعية على الإطلاق.
وفى عام 1973، حصل وزير الخارجية الأمريكى هنرى كسينجر على الجائزة مناصفة مع زعيم فيتنام الشمالية لوديوك ثم للتفاوض على هدنة. لكن السلام لم يستمر، ودبر لو دوك قو الهجوم الأخير ضد فيتنام الجنوبية بعد عامين، ورفض نصفه من الجائزة. وعرض كسينجر أيضا إعادة نصفه. وقال المؤرخ النرويجى أسلى سفين أن زعيم فيتنام الشمالية واصل الحرب ومنح الضوء الأخضر لأندونيسيا لغزو تيمور الشرقية، حيث عزز كسينجر قوة الحكام المستبدين فى أمريكا الجنوبية الذين كانوا أصدقاء للولايات المتحدة.
وفى عام 1978، شارك رئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجين الرئيس أنور السادات فى توقيع اتفاق كامب ديفيد، وحصلا بعدها على نوبل للسلام، لكن بيجين أمر فى عام 1982 بغزو لبنان وحصار بيروت وقاد مذبحة الفلسطينيين فى صابرا وشاتيلا.