ماذا يحدث داخل «الوفد»؟ وهل يستقيل أبو شقة من «حزب البشوات»؟

ما زالت الرؤية ضبابية داخل حزب الوفد بسبب حجم المشاكل والأزمات التي يعاني منها الحزب، والذي يعرف بـ «حزب البشوات» خاصة عقب إعلان المستشار بهاء أبو شقة رئيس الوفد، اعتزام استقالته والتفرغ لمهامه كوكيلا لمجلس الشيوخ، حيث سبق وعقد الحزب اجتماعا قبل أسبوعين لاختيار رئاسة الهيئة البرلمانية والتي حسمت بشكل مبدئي لصالح النائب محمد عبد العليم داوود بالتزكية، بعد انسحاب كلا من النائب محمد مدينة والنائبة شيرين طايل عن الترشح لرئاسة الهيئة البرلمانية.

 

ولكن حتى الآن لم يتم إعلان اختيار محمد عبد العليم داوود رئيس للهيئة البرلمانية بشكل رسمي، حيث من المفترض أن تحسم في اجتماع الهيئة العليا المقبل والذي يتضمن سلسلة من الإجراءات الهامة لعل أبرزها إجراء انتخابات هيئة مكتب الحزب، وهي الجهة المسئولة عن تنفيذ قرار الهيئة العليا، وتنتخب كل سنة بعد أن كانت تنتخب كل 5 سنوات وتتكون من 18 عضوا من أعضاء الهيئة العليا التي تتكون من 54 عضوا من بينهم أعضاء الهيئة البرلمانية للحزب.

 

اللافت للنظر أنه هذه ليست أول مرة تخرج تصريحات سواء على لسان أبو شقة أو أحد من قيادات الوفد باستقالة رئيس الحزب، والبدء في إجراءات انتخابات رئاسية مبكرة، ففي شهر أكتوبر قرر المستشار بهاء الدين أبوشقة، رئيس حزب الوفد، دعوة الهيئة العليا الوفدية للانعقاد يوم 16 من نفس الشهر للنظر في قراره بعدم استكمال مدته الرئاسية، وذلك على خلفية اعتراض أعضاء الهيئة العليا على أسماء المرشحين إلى الانتخابات البرلمانية.

 

أبرز المرشحين

 

في المقابل، كشف مصدر داخل الحزب، أن هناك عدة أزمات تدفع ،بو شقة للاستقالة من بينها أموال تبرعات أعضاء الهيئة البرلمانية للحزب حتى الآن حيث يوجد حاول 11 نائبا تعهدوا بتقديم تبرعات تقدر بعدة ملايين عقب فوزه في الانتخابات وهو ما لم يحدث، كذلك انشغال أبو شقة بمهامه في مجلس الشيوخ علاوة على حالته الصحية، حيث يبلغ من العمر 83 عاما.

 

وأضافت المصادر، أن هناك 3 مرشحين هم الأبرز لتولي مسئولية رئيس الحزب خلافا لـ «أبوشقة»، لعل من بينهم النائب السابق فؤاد بدراوي سكرتير عام الحزب، وهو قيادي وفدي منذ عقود وينتمي لعائلة وفدية ويتمتع بشعبية كبيرة داخل الحزب، كذلك يأتي الدكتور هانى سري الدين، السكرتير العام السابق للحزب وعضو الهيئة العليا، ضمن أبرز المرشحين بجانب النائب ياسر الهضيبي عضو مجلس الشيوخ، وأحد قيادات الحزب.

أموال التبرعات
 

نفى الدكتور محمد عبدة، وجود اعتراض من جانب المستشار بهاء أبوشقة، حول اختيار «داوود» رئيسا للهيئة البرلمانية، حيث لما يعلق خلال الاجتماع الأخير للهيئة العليا علي اختيار داوود، مشيرا إلى أن اجتماع الحزب المقبل سيحسم الكثير من الأمور المتعلقة داخل الحزب، من بينها ملف التبرعات وعدم التزام النواب الحزب بدفع التبرعات المتفق عليها بجانب انتهاء هيئة المكتب.

 

وأضاف  عبده في تصريحات خاصة لـ «صوت الأمة»، أن هذه ليست أول مرة يعلن فيها ابو شقة استقالته ثم يتراجع بعد ذلك حيث سبق وتم اعلن تقديم استقالته اكثر من 4 مرات خلال آخر 6 أشهر، لافتا إلى أنه في حالة جدية ابو شقة في تقديم استقالته سيتم  البدء في انتخابات رئاسة الحزب ودعوة الجمعية العمومية أو ما يعرف بالهيئة الوفدية للاجتماع وانتخاب رئيسا جديدا للحزب علي أن يتولي السكرتير العام مهام رئيس الحزب بشكل مؤقت ويتم الدعوة للانتخابات خلال 60 يوما.

 

بيان الحزب

 

في المقابل أصدر حزب الوفد بيانا قال فيه، إن هناك وفدا من نواب حزب الوفد بمجلسى الشيوخ والنواب، قام بزيارة المستشار بهاء الدين أبو شقة رئيس الوفد ووكيل أول مجلس الشيوخ،  فى مكتبه المجلس، وأكدوا رافضهم ما نشر عن اعتزام أبو شقة تقديم استقالته وترك الحزب للفوضى والفتن.

 

وتابع البيان: «طالب النواب المستشار بهاء الدين أبو شقة خلال زيارتهم أن يترأس الهيئة البرلمانية للوفد بمجلس الشيوخ باعتباره أكثر شخصية تعبر عن سياسة الحزب وآراء الوفديين بما له من باع طويل فى السياسة ومشهود له بالكفاءة وسياسى بارع وهو الوحيد القادر على العبور بسفينة الوفد إلى بر الأمان، ويأتي هذا في إطار ثوابت ومبادى حزب الوفد العريق ومساندة الدولة المصرية والوقوف إلى جوار القيادة السياسية».