أثار تأثير الصراع في تيجراى على الآلاف الأطفال ممن يعيشون في منطقة تيجراى، استنكار من قبل الكثير من المنظمات الدولية التي حذرت من تداعياته، مشيرين إلى أن الفارين إلى الحدود السودانية من بينهم المئات غير المصحوبين بذويهم وأيضا مئات النازحين الى مناطق أخرى في اثيوبيا وسط تعتيم على أوضاع الأطفال بالمنطقة وعدم الوصول إلى حقائق واضحة عن تأثير الصراع عليهم .. وفق المنظمات الدولية.
منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أعربت عن قلقها البالغ إزاء محنة الأطفال في منطقة تيجراى الاثيوبية بعد ثلاثة أشهر على اندلاع القتال في إقليم تيجراي شمال إثيوبيا.
هنرييتا فور المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف، قالت" إن المعروف عن تأثير الصراع "قليل جدا" ومع ذلك فهو يثير القلق، والمصدر هو "تقارير محدودة للشركاء وتقييمات للأمم المتحدة"، وأضافت تقول: "ما يشغلنا هو أن ما لا نعرفه يمكن أن يكون أكثر إثارة للقلق".
وأضافت فور " لمدة 12 أسبوعا، كان وصول المجتمع الإنساني الدولي محدودا للغاية إلى السكان المتضررين من النزاع في معظم أنحاء تيجراي.
ويأتي التحذير بعد قرابة أسبوعين من إرسال اليونيسف والشركاء 29 شاحنة محملة بإمدادات الطوارئ والتغذية والصحة والحماية إلى تيجراي. وقالت هنرييتا فور: "كانت تلك القافلة خطوة في الاتجاه الصحيح، ولكن لم تكن قريبة من مستوى الوصول وحجم الدعم المطلوبين بالفعل".
ووفق المنظمة الأممية تفيد التقارير بوجود 300 طفل غير مصحوبين أو منفصلين عن ذويهم من بين أكثر من 57 ألف شخص فرّوا إلى السودان المجاور، وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف إنه من المحتمل أن يكون هناك عدد أكبر بكثير من بين الـ 280 ألف نازح داخليا في مناطق تيجراي وأمهرا وعفار.
وأشارت إلى أن هناك القليل من الوقود لتشغيل أنظمة المياه والصرف الصحي، محذرة من مستويات سوء التغذية الوخيم بين الرضّع والأطفال الصغار.
وأظهر تقييم أجرته المنظمات الإنسانية في يناير في منطقة شاير أن معدلات سوء التغذية الحاد الوخيم تصل إلى 10% بين الأطفال دون سن الخامسة وأوضحت هنرييتا فور: "هذا أعلى بكثير من الحدّ الذي تضعه منظمة الصحة العالمية البالغ 3% ويمكن أن يعرّض حياة ما يصل إلى 70 ألف طفل للخطر".
وفقا لليونيسف، في منطقة تيجراي ارتفع مستوى سوء التغذية الحاد العالمي إلى 34% مما أثار مخاوف من أن الأطفال المتضررين قد يتعرّضون في النهاية لسوء التغذية الذي يهدد حياتهم.
وشددت المسؤولة الأممية على أنه بالإضافة إلى تقديم الإمدادات، فإن استعادة الخدمات الأساسية أمر مهم. وقالت: "لكي يحدث ذلك، يجب دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية والسماح بوصول العاملين في المجال الإنساني، لمساعدة السلطات الإقليمية على تقييم الاحتياجات المتزايدة وتحديد الأولويات وتقديم الخدمات التي تشتد الحاجة إليها".
وتشير رئيسة اليونيسف إلى أن الأمر متروك لجميع أطراف النزاع لاحترام "التزامهم الأساسي" بتوفير "وصول سريع ودون عوائق ومستدام إلى المدنيين المحتاجين للمساعدة"، ودعت إلى وصول غير مشروط للأفراد والسلع.
وقالت: "الشيء الوحيد الذي نعرفه هو أن كل يوم إضافي يذهب في انتظار المساعدة لن يؤدي إلا إلى تفاقم معاناة الأطفال".
فيرجينيا جامبا ، التي ترأس مكتب الأطفال والنزاع المسلح ، قدمت تقرير الى مجلس حقوق الانسان ، وقالت إنها تشعر بقلق بالغ إزاء التأثير السلبي للوباء على الأطفال المتأثرين بالنزاع المسلح. وحثت الدول الأعضاء في المجلس على مراعاة حقوق الطفل في تدابيرها لاحتواء انتشار كوفيد-19 وضمان استمرار خدمات حماية الطفل على الرغم من الوباء.
كما شددت جامبا على أهمية احترام أطراف النزاع للطبيعة المدنية للمدارس والبنية التحتية الصحية والأفراد المحميين المرتبطين بها.