يضم أجمل صالات الأعمدة فى مصر ..استكمال ترميم وتطوير وإظهار ألوان "معبد خنوم" بالأقصر
الإثنين، 25 يناير 2021 04:00 م
تتواصل بمدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، العمل على قدم وساق فى ترميم وتطوير وإظهار ألوان "معبد خنوم" الفرعونى بمدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، حيث بدأت مؤخراً البعثة المصرية الألمانية المشتركة بين مركز تسجيل الآثار بوزارة السياحة والآثار، وقسم المصريات بجامعة توبنجن الألمانية، أعمال الموسم السادس فى مشروع ترميم وتوثيق معبد إسنا بمحافظة الأقصر، حيث انطلقت أعمال البعثة الموسم الماضي.
ومن جانبه يقول الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن أعمال الترميم تهدف إلى إظهار الرسومات التى يتفرد بها المعبد، حيث تتضمن الأعمال داخله القيام بالترميم والتنظيف للحوائط، بجانب تثبيت الألوان وإزالة السناج فى المقصورات والجدران المختلفة، كما سيتم إعادة تركيب بعض البلوكات الحجرية التى تساقطت عبر الزمان، وتشمل أعمال ترميم وتنظيف طبقات السناج والإتساخات وإزالة الأملاح من جدران وسقف المعبد وإظهار الألوان الأصلية للنقوش، خاصة النقوش الفلكية التى تزين سقف المعبد، والتى سبق وتمكن فريق الترميم من إظهار جزء كبير منها خلال أعمال المواسم السابقة.
وعلى مر قرون، تجمعت طبقات سميكة من السناج والأتربة والاتساخات علي نقوش المعبد، بالإضافة إلى مخلفات الطيور والوطاويط، وعشش العناكب ، حيث بدأت خلال الفترة الماضية منطقة آثار الأقصر، أعمال مشروع ترميم وتطوير معبد إسنا، أواخر عام 2018، وذلك فى إطار خطة وزارة الآثار لتطوير المناطق الأثرية، وأعمال الترميم وقتئذٍ كانت تهدف إلى إظهار الرسومات التى يتفرد بها المعبد، حيث تضمنت الأعمال ترميم وتنظيف الحوائط وتثبيت الألوان وإزالة السناج وإعادة تركيب بعض البلوكات الحجرية التى تساقطت عبر الزمان.
وأضاف الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، فى تصريحات صحفية، أن معبد خنوم بمدينة إسنا يتواجد على بعد حوالى 55 كم جنوب مدينة الأقصر على الضفة الغربية لنهر النيل، وتم إكتشافه وتنظيفه من الرديم عام 1843م أى فى أواخر عصر محمد على باشا، وكان المعبد قديما مخصص لعبادة المعبود خنوم وعائلته منحيت ورت، وهو خالق البشر وكذلك المعبودة نيت وعائلتها بجانب معبودات أخرى، موضحاً أن أن أهم ما فى المعبد صالة الأعمدة التى تعتبر من أجمل المبانى فى مصر وترجع للعصر اليونانى الرومانى، فهى عبارة عن صالة مستطيلة الشىكل ذو واجهة ذات طراز معمارى خاص ويحمل سقفها 24 إسطوانا بإرتفاع 5,13م ومزخرفة بنقوش بارزة ذات تيجان نباتية متنوعة، وتعتبر هذه القاعة (الصالة) من أجمل صالات الأعمدة فى مصر على وجه العموم من حيث تماثل النسب وطريقة نحت تيجان أعمدتها وبقاءها فى حالة جيدة من الحفظ، والمناظر الداخلية للمعبد تتعلق أغلبها بالديانة والعقيدة فى تلك الفترة وتتكون من مؤلفات دينية ونصىوص عن خلق العالم.
أما أحمد حسن أمين مدير عام آثار إسنا وأرمنت ومدير معبد إسنا السابق، قال إن المعبد يعتبر من أهم المعالم السياحية بمدينة إسنا، حيث أنه الوحيد الباقى من أربعة معابد كانت موجودة فى إسنا ثلاثة منها فى شمال غرب إسنا فى (أصفون – كوم الدير – غرب اسنا)، أما الرابع فكان يقع فى شرق إسنا (الحله)، وفى عام 1830 تم إكتشاف معبد آخر فى كومير جنوب غرب إسنا بحوالى 10 كم، إلا أن هذه المعابد إختفت منذ القرن الماضى ولم يبق منها غير ما يدل عليها، مؤكداً أنه قام العالم الفرنسى (شمبليون) بزيارة معبد إسنا فى عام 1828م، وذكر أنه رأى نقوشا تحمل اسم الملك تحتمس فى هذا المعبد، ويعتقد أن المعبد الحالى أقيم على أطلال معبد قديم يرجع بدايته إلى عصر الأسرة الثامنة عشرة، حيث عثر على نقوش تحمل إسم الملك تحتمس عام 1468 – 1436 ق.م الذى جاء ذكر مدينة إسنا بإسمها فى عهده.
ويضيف أحمد حسين أمين ، أن أغلب المؤرخون رجحوا أن المعبد يعود إلى عصر الدولة الوسطى الأسرة الثانية عشرة 1991- 1778 ق.م، حيث تعرض المعبد للتهدم وأعيد بناؤه فى العصر الصاوى للأسرة السادسة والعشرين، ويرقد معظمه أسفل المنازل الحديثة بإسنا، أما المعبد الحالى فقد بدأ تشييده فى عهد الملك البطلمى بطليموس الملقب باسم فيلوميتور أى المحب لأمه، وقد أضيف إليه فى العصر الرومانى قاعة أساطين ترجع لعصر الامبراطور الرومانى (كلوديوس) 40م، وتمت زخرفة الصالة فى عصر كل من فيسيان وتراجان وهادريات، وآخر نقوشها ترجع لعهد الإمبراطور دكيوس حوالى سنة 249 – 250م على الجدار الغربى للمعبد، أى أن هذا المعبد إستمر فى بنائه وزخرفته خلال 400 عام على فترات منفصلة ما بين عام 181 ق.م – عام 250 م.