شباب سانت كاترين يحيون تراثهم البدوي وينظمون سباق للهجن فى حفلات الزواج
الإثنين، 25 يناير 2021 11:00 ص
تتميز مصر، بوجود تراث فني وعادات مختلفة لكل منطقة ففي الصعيد يوجد تقليد الغزف علي الربابة والرقص بالعصا وفي النوبه يوجد تراث الدق علي الدفوف وفي مدن القنال العزف علي السمسمية، وفي هذه الأيام ويقوم أهالى مدينة سانت كاترين بجنوب سيناء، بإحياء أقدم تقليد شعبى لإحياء الافراح بين بدو سيناء، وهى سباقات الهجن المزينة بالألوان، وتشهد المدينة، هذه الفعاليات التراثية مع كل حفل زواج ، حيث يتجمع الشباب يمتطون ظهور الإبل، وينطلقون ذهابا وإيابا وهم يستعرضون مهاراتهم فى التسابق، ومن حولهم خيام المدعوين لحفل الزواج يشاهدونهم ويشجعونهم ما بين تصفيق وزغاريد .
وفي الموضوع قال "سليمان الجبالى"، أحد رموز مدينة سانت كاترين إنه فى كل مناسبة يشارك أكثر من 200 جمل، يتم تجهيزها بـ"الخرج الرياشى"، وهو الذى يوضع على ظهر الجمل ويكون منسوجا بألوان تتدلى منه الخيوط بتشكيلة ألوان منوعة ومن تحته "الشداد"، الذى يستخدم كأداة تساعد راكب الجمل على الإستقرار فوق ظهره .
وأضاف الجبالى، أن الشباب جميعهم من أبناء قبيلة الجبالية التى تسكن منطقة سانت كاترين، وجمالهم هذه يستخدمونها فى خدمة النشاط السياحى بالمدينة، ينقلون السائحين زوار سانت كاترين على ظهورها للتنقل بين الجبال عبر الدروب والممرات والسير على درب الصعود لجبل موسى .
وتابع الجبالى، أنه مع كل مناسبة زواج لشاب من القبيلة، تنصب خيمة مخصصة لاستقبال الرجال وآخرى على نفس الاتجاه وفى موقع أبعد خيمة مخصصة لاستقبال السيدات، وفيها تقدم وليمة الفرح وبدورهم يقدم المدعوين التهنئة للعريس وأسرته .
وأضاف أحد رموز القبيلة، أنه ما أن يعرف "الهجانة" بإنعقاد المناسبة، حتى يتسابقون للحضور بجمالهم المجهزة، وينطلقون فى أشواط سباق تراثية أمام الحضور، كلا يسابق الآخر للوصول لخط النهاية الطولى ثم العودة، وسط تصفيق الرجال وصيحاتهم التشجيعية وزغاريد السيدات تشجيعا لهم، وهو ما يلهب حمساهم ويدفعهم لمزيد من السرعة خلالها يستعرض أقصى ما لديه من مهارة فى قيادة الجمل، والجميع فى حالة إنبساط وسعادة .
وقال الشيخ محمد أبو طعيمة، وهو شاب ثلاثيني، إنه يشارك بجملة فى السباق، الذى يتطلب أن يكون الهجان خفيف الوزن ليستطيع أن ينافس أمام تشجيع الجمهور، موضحا أن هذا اليوم يكون سعيد لكونه يحضر ويشارك.
وتابع الحديث رمضان سعد، شاب فى العشرينيات من عمره بقوله، أنهم مع كل حفل زفاف يتسابقون لإحيائه وكل ما يحصلون عليه هو دعم معنوى لهم كهجانة، وبعد إنتهاء كل مناسبة يفتخر كل هجان بما حقق من أرقام فى الوصول لخط النهاية.
وأشار رمضان، إلى أن هذه السباقات التراثية، هى أساس ما نشاهده اليوم من سباقات منظمة وأنهم يحيونها كما هى فى أصلها ومن على أرضهم بعمق سيناء، حيث لا يوجد جوائز ودروع وغيرها فقط هو تشجيع الجمهور وإستعراض مهارات كل هجان بقوه وتلقائية شديدة .
و مناطق "سيناء" يهتم سكانها بتربية الإبل، التى كانت يستخدمونها قديما فى أعمال نقل حاجياتهم والزراعة فضلا عن الترحال على ظهورها، ومن بينها يخصصون جمال للسفر لتحملها المشاق يطلقون عليها اسم "الهجن" وهى التى يتنافسون فى السباق على ظهورها فى المناسبات السعيدة من الأفراح وغيرها، ومع تراجع الإهتمام بإستخدام الإبل، إندثرت هذه السباقات حتى عادت من جديدة فى شكل سباقات هجن رسمية إبتداء من التسعينيات على غرار ما تم فى دول الخليج العربى، وتطور الإهتمام بسباقات الهجن وأصبحت ضمن الرياضيات المصرية، وتم تشكيل إتحاد رياضى لها تتبعه أندية وأقيمت مضامير سباقات لهذه الرياضة.