رسائل أفيخاى أدرعى
الأحد، 24 يناير 2021 03:00 م
يمثل الحساب الشخصى للناطق باسم الجيش الإسرائيلى "أفيخاى أدرعى" على مواقع التواصل الاجتماعي حالة استثنائية جديرة بالدراسة والتدقيق والتحليل.
يُتقن "أفيخاى" اللعبة جيدًا، ويمارسها بدهاء ومكر شديدين، غير مهتم بما يناله من سخائم وسخائف وشتائم من رواد الفضاء الإلكترونى، يستحقها بطبيعة الحال عن جدارة.
تارة..يتحدث "أفيخاى" فى منشوراته الفيسبوكية المدعومة أحيانًا بالصور والفيديوهات عن السلام فى القرآن الكريم، وعن الاصل الاشتقاقى لكلمة "التطبيع" فى اللغة العربية، تزامنًا مع اليوم العالمى لها، لمغازلة الرأى العام العربي.
فى منشور حديث.. نشر "فيخو"، كما يسميه رواد الفيسبوك، فيديو استهله بقوله: " إسرائيلى وأفتخر"، فتهافتت عليه التعليقات الساخرة والغاضبة مثل: "قُطعت يابعيد، إنت واسرائيل فى يوم واحد"، و"تاريخ ايه يابني.. ده إنت عمرك أكبر من تاريخ دولتك؟
وفى منشور آخر كتب المسؤول الإسرائيلى الذى يتقن العربية كتابة ونطقًا: "يحتفل العالم في الواحد والعشرين من كل عام #بيومالعناقالعالمي، وبالطبع نفتقده هذا العام نظرًا لضرورة المحافظة على #التباعد_الاجتماعي في ظل جائحة #كورونا - لكل المتابعين نرسل #معانقة معنوية عربون احترام وتقدير"، فانهالت عليه التعليقات، حيث كتبت إحداهن: "ممكن أقبل العناق ده.. بس لو لابسة حزام ناسف"!!
وعندما زفَّ "فيخو" إلى متابعيه أنه سوف يلتقيهم عبر تطبيق "تيك توك"، ردت إحدى المتابعات: "هتخش تترقص ع التيك توك كمان .. شربتى بانجو ولا لسه يا سعدية"؟!
وفى منشور آخر مدعوم بالصور نشر "أفيخاى": "ليس من السهل أن يكون جدك رجلًا عظيمًا، أسس دعائم السلام تاركًا إرثًا للأجيال، وهذا الإرث يجب أن يُصان، فلا عجب أن تسير "شيرا بيجين" على خُطى جدها صانع السلام مع مصر #ميناحيم_بيجين والحائز على جائزة نوبل للسلام، وتتخرج ضابطة، لتستكمل مسيرة العائلة من أجل الوطن"، فجاء التعليق سريعًا: " أفيخاي.. إنت بجد بتاخد مرتب علشان تكتب الهبل اليومي ده، ولا إنت متطوع لصالح وطنك المزعوم يا عديم الوطن والأرض"؟!
وفى منشور آخر كتب "أفيخاى": ثقتنا خوذاتنا، إيماننا حرابنا ، سندنا جنودنا، هذا هو جيشنا المقدس"، فجاءه الرد سريعًا: "الكيان الفاشي سيزول، وأنتم على يقين أنكم اقتربت نهايتكم".
وتتضاعف موجة الهجوم على "أفيخاى" فى ذكرى السادس من أكتوبر كل عام، حيث يسعى إلى تشويه النصر والتقليل منه، فكتب ذات مرة: "في مثل هذا اليوم، في السادس من أكتوبر 1973..اندلعت نيران حرب يوم الغفران، تُسمى في إسرائيل حرب يوم الغفران، وفي مصر تُسمى حرب أكتوبر.
إسرائيل بوغتت في أقدس أيامها، يوم الغفران، وكانت هنالك مفاجأة كبرى. لقد حقق الجيشان المصري والسوري بعض الإنجازات الميدانية المهمة في مراحل الحرب الأولى حيث عبر الجيش المصري قناة السويس وانتشر على امتداد ضفتها الشرقية بينما اخترقت القوات السورية الجولان"، فانهالت التعليقات من مصر والدول العربية، حيث قال أحدهم: "فاكر خط بارليف وأسطورة الجيش الذي لايُقهر، وبعدين هو إنت حاربت بنفسك، ده حبايبك الأمريكان، هما اللى كانوا بيمدوك بأحدث الأسلحة، مش هننسي أبدًا لما دفنتوا عساكرنا في 67 أحياء في سينا، وانتظرونا قريبًا جدًا لتحرير فلسطين، ولو مش إحنا، فأولادنا وأحفادنا لكم بالمرصاد"، وعقَّب آخر: "كده أزعل يافيخو، فين صور البيچامات الكستور اللي روحناكم بيها، دى أخرتها يعني بلاش البيجامات، مذكرتش ليه طيب خراطيم المياه، إخص عليك، مكنش العشم"، كما ذكره ثالث بما قالته جولدا مائير تعليقًا على الهزيمة قائلًا: " لا شيء أقسى على نفسي من كتابة ما حدث في أكتوبر؛ فلم يكن ذلك حدثًا رهيبًا فقط، وإنما كانت مأساة عاشت وسوف تعيش معي حتى الموت، فلقدت وجدت نفسي فجأة أمام أعظم تهديد تعرضت له إسرائيل منذ نشأتها ولم تكن الصدمة فقط في الطريقة التي يحاربوننا بها، ولكن أيضًا لأن عددًا من المعتقدات الأساسية قد انهارت أمامنا"، فيما اتهمه رابع بأنه يكتب منشوراته من منطلق "كيد النسا"، وربما كان هذا الوصف هو الأنسب والأعظم بلاغة لحالة "أفيخاى" على مواقع التواصل الاجتماعى، فهو يكتب تارة بهدف استفزار مشاعر العرب والمسلمين، وتارة بغرض جس النبض العربى فيما يتعلق بالسلام والتطبيع، ويدرك فى كل مرة أن الشتائم سوف تنهال عليه من كل صوب وحدب، حتى تسد سماء الفضاء الألكترونى.