ماذا يفعل بايدن في سوريا؟.. تركة أثقلها ترامب بقرارته الغير محسوبة
الأحد، 24 يناير 2021 12:00 صمحمد الشرقاوي
يظل الملف السوري أحد أهم الملفات المطروحة على أجندة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، خاصة بعد التركية الثقيلة التي خلفها دونالد ترامب.
يقول مراقبون إن الملف السوري إرث ثقيل على الرئيس الجديد، لما خلفه الرئيس السابق من قرارات تسببت في تعقيده أكثر، خاصة أن الديمقراطي بايدن، سيتخذ سياسات مغايرة عن سلفه الجمهوري، ومن المرتقب أن يعيد النظر في عملية الانسحاب الأمريكي من مواقع شمال شرقي سوريا.
ويقول تقرير لشبكة "سكاي نيوز عربية"، أن بايدن سينطلق من أربعة 4 مرتكزات رئيسية، تحدد أجندته في سوريا، أولها العودة لدعم الأكراد شرقي الفرات كما فعل أوباما، إضافة إلى ملف الوجود العسكري الأمريكي والموقف منه، وكذا مواصلة الحرب على الإرهاب، وأيضاً الموقف من الاتفاق النووي الذي سيحدد كثيراً من معالم السياسة الأمريكية في سوريا، وقد يكون ضمن عملية مقاربة أو مقايضة جديدة.
ورغم أن بايدن لم يتحدث عن استراتيجيات مفصلة بخصوص الشرق الأوسط، مكتفياً بإطلاق تصريحات مؤكدة لرغبته في التغيير وإحلال السلام، يقول مراقبون إنه يُتوقع ألا ينخرط بشكل مباشر في تلك الملفات المشتعلة، وذلك خلال أول عامين من ولايته على أقل تقدير؛ نظراً لوجود جملة من الملفات على سلم أولويات الإدارة الأميركية الجديدة، إلا إذا حدث ما يُعجل بذلك الانخراط.
الخبير الاستراتيجي المصري، اللواء سمير فرج، علق على سياسة بايدن، بقوله إن طبيعة التغيّرات المتوقعة في الموقف الأمريكي إزاء الملف السوري خلال عهد بايدن، يجب أن تكون مربوطة بجملة التطورات التي طرأت على تعامل الولايات المتحدة مع الملف خلال عهد ترامب، والتي شملت عملية سحب القوات الأمريكية من شمال شرقي سوريا، وتخلي ترامب عن الأكراد الذين ساعدوه في القضاء على تنظيم داعش، ومن ثمّ السماح بالتوغل التركي في شمال سوريا.
ويتوقع فرج، أن يلجأ الرئيس الأمريكي الجديد إلى طريقة أخرى في التعاطي مع الملف السوري، لاسيما أن الولايات المتحدة لن تسمح بأن يتواصل التوغل والسيطرة الروسية على الوضع الكامل في سوريا، بعد ما أحرزته روسيا هناك، واحتفاظها بقاعدتين عسكريتين في سوريا، ومن ثمّ فلن تسمح واشنطن في الفترة المقبلة بأن تكون اليد العليا لموسكو في إدارة الأمور في الملف السوري، بالإضافة إلى عودة الدعم الأمريكي بقوة للأكراد في سوريا، مشيراً إلى أنه من الممكن أن يتطور ذلك الدعم، بوجود أمريكي آخر في المنطقة، ولربما أقوى، بعد سحب ألفي جندي في عهد ترامب.
ونقلت الشبكة الصحفية، عن السياسي والمفكر السوري، رياض نعسان أغا، قوله إنه من المُتوقع أن تستمر سياسة الولايات المتحدة على ما هي عليه في موقفها من القضية السورية، وأن تبقى مصرة على تنفيذ القرارات الأممية، خاصة القرار 2254 وبيان جنيف، مع رفضها الانتخابات الرئاسية المقبلة واعتبارها غير شرعية ما لم يتم تنفيذ القرار الدولي.
ويرجح الخبير السوري، استمرار تنفيذ "قانون قيصر"، وربما يتوسع أيضاً، على حد قوله، مردفاً: "ولا أستبعد تحريك ملف استخدام الأسلحة الكيماوية، وهذا كله يتفق مع موقف الاتحاد الأوروبي المعلن، وأتوقع أن ينظر الرئيس بايدن بإمعان إلى موقف مجلس التعاون الخليجي بإيجابية، ولاسيما موقفه الحاسم المعلن في بيان العلا من القضية السورية، عندما تم التأكيد على ضرورة تشكيل هيئة حكم انتقالي حسب تراتبية القرار 2254".
ويتوقع أغا أن الرئيس بايدن سيتجه إلى معالجة العديد من القضايا الشائكة في العالم بحكمة واعتدال، بوصفه رجل دولة متزنا ومتمرسا، وأن ينشد العدالة والسلام كما أعلن، وربما يكون موقفه صارماً في تعديل الاتفاق النووي مع إيران، وفي منعها من العدوان على الدول العربية وتهديد السلام والأمن في المنطقة والعالم.