ورحل ملك الميكروفون.. من هو لاري كينغ؟
السبت، 23 يناير 2021 06:00 مكتب- حسن شرف
منذ أن تم الإعلان عن وفاته قبل ساعات، عن عمر ناهز 87 سنة، انتشرت الأخبار والتقارير، والصور النادرة من حياته المهنية التي امتدت لنحو 6 عقود، كما انتشرت الألقاب التي تضعه في مكانة رفيعة. نجم المحاورات التلفزيونية الأميركي، لاري كينغ توفي اليوم السبت بعد أسابيع من إصابته بفيروس «كوفيد19». حيث كان نقل إلى مستشفى في لوس أنجلوس أواخر ديسمبر 2020.
فيروس «كوفيد19»- يبدو أنه المرض الذي أنهى حياة لاري كينغ، إلا أنه كان مريضًا بمرض السكري من النوع الثاني، كما عانى من سرطان الرئة، والذبحة الصدرية والنوبات القلبية في السنوات الأخيرة.
الراحل الذي يعد أبرز المذيعين في الولايات المتحدة، والذي نال شهرة عالمية، ذاع صيته منذ سبعينيات القرن الماضي، بسبب برنامجه الإذاعي- آنذاك "ذا لاري كينغ شاو" ثم توالت النجاحات ومن ثم الشهرة الواسعة.
وعلى قناة "سي إن إن" بين عامي 1985 و2010. كان برنامج "Larry King Live" ساحته التي حاور فيها نجوم السياسة والرياضة، ومشاهير المجتمع. لينتقل بعدها للعمل في قناة RT America (روسيا اليوم - أميركا) حيث قدم برنامج Politicking with Larry King الأسبوعي.
لورانس هارفي زيغير- هو الاسم الأصلي للاري كينغ. ولد لأسرة يهودية روسية مهاجرة في بروكلين في نيويورك، إلا أنه تحول إلى (اللاأدرية) عام 1966- (وهي توجه فلسفي يُؤمن بأن القيم الحقيقية للقضايا الدينية أو الغيبية غير محددة ولا يمكن لأحد تحديدها، خاصة تلك المتعلقة بالقضايا الدينية). وتوفي والده بأزمة قلبية مفاجئة وهو في التاسعة من عمره واضطرت والدته للعيش على المعونات لتربية لاري وشقيقه الأصغر.
فقد اهتمامه بالدراسة بعد وفاة والده، وبعد تخرجه من المدرسة الثانوية اتجه إلى العمل لمساعدة والدته. وكان يحلم منذ سن الخامسة أن يعمل في الإذاعة خاصة وأنه كان يقلد في صغره مذيعي الراديو.
وانتقل في وظائف عدة، حتى وصل إلى سن العشرين وهو يعمل بإيصال الطرود. والتقى حينها أحد العاملين في قناة سي بي إس (CBS) الذي نصحه بالتوجه إلى ميامي الذي كانت سوقا ناميا في مجال الإعلام وكان تتوفر فيها فرص العمل لأشخاص قليلي الخبرة في مجال الإعلام.
وجد لاري بعد بحث طويل عملا في مجال التنظيف في إذاعة صغيرة تدعى (WIOD) وبعد استقالة أحد مذيعيها تم تعيينه مكانه وقام في بداية شهر مايو من عام 1957 بأول بث له كدي جي من التاسعة صباحا إلى الظهر.
وبعدها عمل في نشرات الأخبار والنشرات الرياضية وكان يتلقى 55 دولارا في الأسبوع. وقام مدير المحطة بتغيير اسمه من لاري زيغر إلى لاري كينغ لأن زيغير كان له مدلول عرقي بالنسبة للمدير.
بدأ لاري كينغ في يونيو من سنة 1985 تقديم برنامجه الشهير لاري كينغ لايف، ويقول كينغ الذي وصفته مجلة أميركية بـ "سيد الميكروفون" إنه ينطق أكثر من 18 ألف كلمة في المتوسط باليوم الواحد، إذ تمكن خلال مشواراه الإذاعي والتلفزيوني من إجراء مقابلات مع أكثر من 40 ألف شخصية.
وكان لاري كينغ قد وقع عام 2004 عقداً جديداً مع قناة (سي إن إن) بقيمة 58 مليون دولار ليصبح الصحافي الأعلى دخلاً في تاريخ صناعة الإذاعة والتلفزيون في العالم.
وبموجب الاتفاق الذي استمر لمدة أربعة أعوام تقاضى كينج مرتباً سنوياً 15 مليون دولار تقريبًا، فضلاً عن مزايا إضافية مغرية تتضمن استخدام طائرة خاصة لتسهيل تنقله بين منزله في نيويورك ومكان عمله في لوس أنجلوس.
ولم يقتصر لاري كينغ على العمل التلفزيوني، بل ظل يكتب مقال رأي في "يو إس إي توداي" طيلة عشرين عاما. كما فاز بالعديد من الجوائز، منها جائزتا بيبودي، عن عمله المستمر على قناة سي إن إن" من 1985 وحتى 2010.
وأجرى قرابة 50 ألف مقابلة على الهواء، وفي 1995 شارك في قمة للسلام حول الشرق الأوسط مع ياسر عرفات، رئيس منظمة التحرير- آنذاك، والملك حسين ملك الأردن الراحل، ورئيس الوزراء الإسرائيلي حينها إسحاق رابين.