السيناوية «هالة عبد العاطي» تحفظ تراث سيناء بمجسمات متنوعة من الخرز الملون (صور)
الإثنين، 18 يناير 2021 09:30 صكتب - محمد الحر
لم تنتظر أن يمر عليها قطار الوظيفة الحكومية، وبدأت في السعي لتوفير مصدر رزق حلال لها، وسعيا وراء طموحها استطاعت أن تتعلم حرفة يدوية مرتبطة بالتراث السيناوي حيث تقيم في مدينة العريش بشمال سيناء.
السيناوية هالة عبدالعاطى أحمد حسن، إحدى سيدات شمال سيناء الحافظات لتراث سيناء بدأت مسيرة عملها بتعلم واحتراف حرفة الخرزعن طريق إحدى المدربات بمدينة الإسكندرية خلال عام 2013.
التحقت بدورة حرفة الخرز وامتدت لنحو شهرين وتمكنت خلالها من اتقان الحرفة: "كان عندي إرادة وتصميم على أني أتعلم بسرعة لذلك كنت بحضر التدريب وارجع استغل في البيت لتطبيق النظري والعملي حتى تفوقت على الكثير من زميلاتي بالدورة التدريبية".
وعقب انتهاءها من اجتياز الدورة التدريبية بدأت هالة مسيرة العمل: "بدأت العمل من بداية شهر نوفمبر 2013 حتى وقتنا الحالي، وخلال هذه الفترة تحولت حياتي جدا من خلال اكتساب خبرات واجتياز تجارب متعددة لتجويد العمل وتوسعة دائرته".
وأضافت: اخترت العمل بمجال الخرز لأنه حرفة لم تكن منتشرة بشمال سيناء والمكانية تنوع منتجاته التي تتناسب مع مختلف الأشكال والأحجام والألوان سواء كانت تراثية تتناسب مع عشاق التراث أو حديثة تناسب من يسعون لكل جديد، وكان الخرز اختيار موفق استطعت من خلاله أن أقدم اشياء مناسبة لمختلف الأذواق.
وجمعت هالة عبد العاطي بين القديم والحديث من خلال ابتكار أشكال ومجسمات فرضت وجودها وحضورها في المعارض وبيوت أهل سيناء ممن يرتبطون ببيئتهم البدوية والصحراوبة واستطاعت عمل مجسم لحيوان الجمل "سفينة الصحراء" واحد اهم الحيوانات التي يعتمد عليها البدوي في قضاء احتياجاتهم من سفر ونقل المتعه والمياه على ظهره إلى الاستفاده من للن النيابة ولكونها أيضا حيث تذبح وهي صغيره بعد ولادتها لعدة أشهر.
تقول هالة: أبحث عن ما يجذب اهتمامات الناس وتحوله إلى أشكال بالخرز وانتقام مع كافة الظروف، سالني أحد الشباب عن مجيم الحمل فقلت له سيمون جاهز خلال وبالفعل أنجزته له بعد وقت قصير ومن هنا اتجهت لإنجاز مجسمات تراثية لها قيمة كبيرة لدى أبناء البادية ويأتي على رأسها الجمل.
وتوضح السيناوية هالة عبد العاطي، أنها تقوم بتصميم وتنفيذ مجسمات لأدوات وقطع وتستعمل بثفة دائمة داخل المنزل: "قمت بعمل أشياء بسيطة تستخدم داخل كل بيت، مثل علب المناديل والمفارش والبونبري فوانيس رمضان المتنوعة بالاشكال والأحجام ،ثم ذهبت بها إلى المصالح الحكومية وثم العرض على النت وعن طريق معارض التضامن الإجتماعى والشباب والرياضة والمعارض المشهورة مثل معارض التكوين المهني بالعريش، وتراثنا بالقاهرة.
ولفتت السيناوية إلى أنها كانت تعاني من توفير المواد الخام وخاصة الخرز الذي كانت تحصل عليه من الإسكندرية ثم توصلت إلى محلات وأماكن أخرى تبيع هذه المنتجات في أسواق القاهرة، ومن ثم توفرت لها، إلا أنها تواجه صعوبة كبقية أصحاب الحرف اليدوية: "هنآك صعوبة فى الشحن
عن طريق الإنترنت لإرسال المنتجات إلى المحلات والمصالح الحكومية والمعارض".
وتشير مبدعة الخرزبات، إلى أن منتجات الخرز تبقى لسنوات طويلة دون أن تتأثر بعوامل الزمن والعوامل الجوية: "تعيش مده طويلة وسهلة التنظيف وإذا وقعت على الأرض لا تنكسر ولا تنجرح وتحتفظ ببيربقها وألوانها على مر الزمن".
وأشارت هالة إلى أن أكثر المنتجات طلبا واقبالا هي: "علب المناديل والبونبري والفوانيس والستارئر وحامل المصحف وشياله البسكويت والكحك، وجميعها أشياء لا غنى عنها في كل بيت مصري".
وتطمح هالة عبد العاطي إلى إقامة مشغل خاص لها لإنتاج الخرزبات وفتح باب التدريب للفتيات والنساء في شمال سيناء كلها وتوظيف الخرز في إنتاج حرف متعددة لها ارتباط مباشر بالبيئة السيناوية، وتشغيل النساء والفتيات بحرف الخرز المختلفة من المنزل ومن داخل مشغل يلبي طموحاتهم، رغم أن هذا المشغل يحتاج لرأس مال وتمويل يفوق قدرتنا البسيطة ولكن نحلم بأن نجد الدعم المناسب عن طريق المؤسسات الرسمية والأهلية".