بعد 17 يوم من الـ«بريكست».. الشركات البريطانية تعاني البيروقراطية.. والحكومة: "مشاكل تسنين"
الإثنين، 18 يناير 2021 02:00 م
مجرد "مشاكل تسنين".. هكذا وصف وزراء الحكومة البريطانية المشاكل التي ظهرت بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى والتي عانى منها المصدرون البريطانيون منذ الأول من يناير، حسبما قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وقالت الصحيفة، إن الشركات البريطانية والعديد من رواد الأعمال البريطانيين، الكبار والصغار، يعانوا من مشاكل خطيرة للغاية، رغم أن هذه الفترة تمثل بدء "العصر الذهبى" لبريطانيا العالمية.
وكشف الصحيفة عن ماناة مصدرى الأسماك في بريطانيا وعدم قدرتهم علي البيع في الأسواق الأوروبية بسبب التأخير على الحدود، متهمين رئيس الوزراء بوريس جونسون وآخرين بالتضليل بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.
من جانيها حذرت سلاسل محلات السوبر ماركت الرائدة الوزراء من نقص الغذاء في أيرلندا الشمالية، بسبب القواعد الحدودية الجديدة والبيروقراطية.
وأكدت الشركات البريطانية الصغيرة، التى ازدهرت كجزء من السوق الموحدة للاتحاد الأوروبى، إنه قد لا يكون لها مستقبل على الإطلاق فى التصدير إلى أوروبا القارية بسبب التكاليف الجديدة المعوقة.
وقدمت الصحيفة مثالا بنموذج أليكس بول، صاحب شركة عائلية مقرها فى هيندون، شمال لندن، ويعمل بها 50 موظفًا. وقالت إنها شركة متخصصة، كانت فى عائلته منذ إنشائها فى عام 1921. وهى تقوم بتصميم وتصنيع المعدات الرياضية، ولكن من نواحٍ عديدة، تعتبر مثالا لعشرات الآلاف من الشركات الصغيرة التى باعت بعض سلعها فى الداخل وبعضها فى الخارج، وكانت تتمتع بوصول سلس إلى سوق الاتحاد الأوروبى الخالية من الحدود لعقود.
وقال بول: "فى السابق، كان عمل إرسال الطلبات مباشرة إلى العملاء فى أوروبا واضحًا للغاية. تضع شيئًا فى صندوق، ثم ترسله بالبريد السريع وتصل إلى العميل فى غضون يوم أو يومين دون أى احتكاك، تمامًا مثل إرسال شيء ما داخل هذا البلد".
ما يقرب من ثلث مبيعات ليون بول السنوية البالغة 7 ملايين جنيه إسترلينى هى لعملاء فى دول الاتحاد الأوروبى. فى المتوسط، بلغت قيمة كل طلب إلى الاتحاد الأوروبى حوالى 200 جنيه إسترلينى، لكن جانب التصدير الأوروبى من العمل يبدو الآن غير مستدام بشكل متزايد.
أما صحيفة "الإندبندنت" البريطانية فقالت أن أعضاء البرلمان تم إخبارهم بأن اتفاقية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى "غير قابلة للتطبيق إلى حد كبير" بالنسبة لمحلات السوبر ماركت فى المملكة المتحدة، حيث تتفاقم المشاكل فى سلاسل الإمداد الغذائى فى البلاد وتظهر الفجوات فى ممرات المنتجات الطازجة.
أعطت صفقة بوريس جونسون ليلة عيد الميلاد مع الاتحاد الأوروبى تجار التجزئة والموردين ساعات فقط للتحضير للمجموعة النهائية من القواعد التى تم الإعلان عنها فى 31 ديسمبر.
وقالت الصحيفة أن ذلك ترك المتاجر الكبرى تتدافع للتعامل مع جبال من البيروقراطية. فى بعض الحالات، زاد الوقت المستغرق لإكمال الأعمال الورقية على حمولة شاحنة من البضائع المتجهة إلى الاتحاد الأوروبى من ثلاث ساعات إلى خمسة أيام، وفقًا لما استمعت إليه لجنة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
كان أندرو أوبى، مدير اتحاد التجزئة البريطانى (BRC)، لاذعًا فى انتقاده للحكومة لتوصلها للصفقة فى اللحظة الأخيرة، والتى قال إنها نتجت عن نقص فى أرفف المتاجر الكبرى فى أيرلندا الشمالية.
وقال أوبى للجنة: "أيرلندا الشمالية مشكلة خاصة، ولا شك فى ذلك، ومشكلة خاصة للمتاجر الكبرى فى المملكة المتحدة.. كانت النتيجة الحتمية، لذلك أن كلاً من تجار التجزئة والموردين الذين يزودون أيرلندا الشمالية مباشرة باتباع نهج حذر نسبيًا تجاه الحدود، وبالتالى كانت هناك مشكلة أكبر فى بعض المنتجات، وتم إرجاؤها.. إلى أن بدأ تجار التجزئة وبعض الشركات المصنعة النظام."
كتبت جميع المتاجر الكبرى إلى مايكل جوف، وزير مكتب مجلس الوزراء، لدعوته إلى حل عاجل لكيفية انتقال البضائع بين بريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية.
من جانبهم حذر مصدرو الأسماك الاسكتلنديون من أن أسعار الأسماك " تنهار" بسبب تأخير شحن البضائع إلى الاتحاد الأوروبى بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبى، وفقا لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية.
وأوضحت الصحيفة أن عبء الروتين أدى إلى تراكم المأكولات البحرية التى لا يمكنها عبور الحدود فى الوقت المناسب ليتم بيعها فى الأسواق فى فرنسا وخارجها، ومع محدودية الوصول إلى عملائهم الرئيسيين، واجه الصيادون الاسكتلنديون وفرة فى السلع القابلة للتلف.
وانخفضت أسعار بعض المنتجات بنسبة تصل إلى 80 % عن المستويات العادية، حيث سعى البائعون لبيع ما لديهم.
قالت هيئة الصناعة التجارية فى اسكتلندا للأغذية والمشروبات أن ثلث أسطول الصيد الاسكتلندى مقيد الآن فى الميناء مع بعض القوارب التى تبحر إلى الدنمارك بدلاً من المملكة المتحدة لتجنب "بيروقراطية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى".