قريباً.. "تويتر" يطرد الجماعة الإرهابية ويغلق حساباتهم
السبت، 16 يناير 2021 05:55 مطلال رسلان
قيادات الإخوان يوجهون الأعضاء للبحث عن مواقع بديلة للتواصل خوفا من تتبع "تويتر" للحسابات المحرضة على الإرهاب
موجة غضب كبيرة في الأوساط العالمية ومطالبات بتطبيق قرار الحذف على حسابات الإرهابيين والمتطرفين
موجة غضب كبيرة في الأوساط العالمية ومطالبات بتطبيق قرار الحذف على حسابات الإرهابيين والمتطرفين
قرار شركة تويتر بغلق حساب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد اتهامه بالتحريض على العنف، وقع كالصدمة على قيادات جماعة الإخوان الإرهابية، وتسبب في أرباك حسابات الجماعة التي لم فرحت قليلاً بالقرار، خاصة أنها تنظر لإدارة ترامب نظرة "العدو"، لكن ما هي الا ساعات حتى أدركت الجماعة الإرهابية الخطر الذى يلاحقهم، بعدما تعالت الكثير من الأصوات المطالبة "تويتر" بتطبيق الخطوة نفسها على حسابات الإخوان والداعمين لنشر التطرف في الشرق الأوسط.
قرار شركة تويتر أثار جدلا واسعا بعد حذف حساب دونالد ترامب وهو رئيس أقوى دولة في العالم، بسبب ما اعتبرته الشركة تحريضا على العنف، وفقا لما ذكر بيانها، على خلفية انفجار الأوضاع في الولايات المتحدة الأمريكية أعقاب اقتحام أنصار ترامب مبنى الكابيتول، وسقوط ضحايا بعد تدخل الشرطة الأمريكية، في سابقة لم تحدث في بلد الحريات، ما سيخلف للعالم مزيدا من القرارات والمواقف والسياسات غير المسبوقة.
على حسابات قادة وقنوات الإخوان عبر تويتر بدا الارتباك واضحا، وبرزت تساؤلات بشأن مصير هذه الحسابات إذا ما قررت الشركة تطبيق قرار الحذف فعليا على الحسابات التي لها علاقة بالتطرف ودعوات العنف والإرهاب.
وقال تويتر في بيانه إنه "بعد مراجعة وثيقة للتغريدات الأخيرة من حساب ترامب الشخصي والسياق المحيط بها، وعلى وجه التحديد الكيفية التي تم تلقيها وتفسيرها على تويتر وخارجه، قمنا بتعليق الحساب بشكل دائم بسبب الخطر من حدوث المزيد من التحريض على العنف".
لم يوارب بيان تويتر الباب في إمكانية التشكيك في هدف الخطوة المعلن بوضوح، وهو التحريض على العنف والإرهاب، ما أثار سيلا من التساؤلات بشأن سياسة الموقع تجاه الحسابات التي تدعو إلى العنف والفوضى والإرهاب، كيف سيتم التعامل معها إذا كانت هذه هي سياسة الموقع في يخص التحريض على العنف، لماذا إذا لا يتم إغلاق هذه الحسابات التي طالما انتشرت على المنصة؟!
بتتبع حسابات قيادات الإخوان على تويتر وفيس بوك، دعا أغلبهم أنصارهم على هذه المواقع إلى الاتجاه لبدائل بمواقع أخرى، حال ما اتخذت الشركة الموقف نفسه من حسابات الجماعة على مواقع التواصل الاجتماعي بالحذف واعترفت بما تتضمنه من تحريض على العنف.
7 سنوات من التحريض على منصة تويتر
على مدار 7 سنوات استخدمت قيادات جماعة الإخوان الإرهابية الهاربين خارج مصر وقنواتها منصة تويتر من ضمن أدواتها للتحريض ضد مصر وإثارة الفوضى ودعوة أنصارها إلى النزول في الشارع وقلب نظام الحكم حتى لو اضطر الأمر إلى إراقة الدماء. مئات الحسابات متدرجة من القيادات الكبرى للجماعة حتى التابعين لهم في الداخل لم تكف عن تناقل فيديوهات وصورا وكتابات تدعو إلى العنف والتخريب صراحة.
في وقت قريب، استضاف تويتر مئات الحسابات المتطرفة التي حرضت على الإرهاب في الداخل المصري، وانفجر مصريون غضبا في جملة من الأحداث يطالبون بالمقاطعة بعد تحوله لمنصة تحريض على الإرهاب، حسابات مزيفة روجت للتحريض ضد مصر، وتداول المتآمرون خططاً أمام العالم لإثارة الشغب ضد الشرطة والجيش ومؤسسات الدولة، حتى إن دول مختلفة فى العالم حظرت الموقع بعد تكرار أخطائه لصالح التطرف، وخاصة بعد خطوة مماثلة منذ شهور قام بها الموقع بحذف حسابات إيرانية تحرض على الإرهاب وترك شبيهتها الإخوانية.
في السياق نفسه، طالب باحثون وسياسيون بأن يتعامل تويتر مع حسابات شيوخ الإرهاب والتطرف وعناصر الجماعات الإرهابية كتعامله مع دونالد ترامب، مؤكدين أن الجماعات المتطرفة تستخدم تويتر منصة لنشر أفكارها والتحريض على العنف، وقال مراقبون إن ما حدث من تويتر مع الرئيس الأمريكى لابد أن يتم تعميمه على جميع التغريدات المماثلة، وعدم التعامل مع الأمر بشكل منفرد وتصفية حسابات، إذا كان تويتر جاد فيما دعا إليه بشأن نبذ التطرف والإرهاب، حتى لا تفقد الشركة مصداقيتها حول العالم، خاصة وان العالم بأكمله يتابع ما يحدث.
وأشار المراقبون إلى ضرورة غلق كافة الحسابات الوهمية، والتي تدعو للعنف ونشر الفوضى في المجتمعات، على أن يكون للدول التي تعانى من الإرهاب دور في مطالبة تويتر المعاملة بالمثل.
هشام النجار الباحث في شئون حركات التيار الإسلامي علق على هذا الأمر قائلا: «يجب أن نضع في الاعتبار والعلم بأن تويتر هو أحد المنصات المفضلة لتنظيم داعش الإرهابي لعرض مواده الهمجية الدموية وتحريضه على القتل والذبح والتفجير، وهذه الازدواجية تنطوي على أن هناك سياسات معينة وحسابات خاصة تتحكم فيما يسمح بعرضه وما لا يسمح وفيما يجري غلق حسابه أو من يترك له المجال واسعا خدمة لأهداف محددة».
وأوضح النجار، أن هناك ازدواجية واضحة من قبل تويتر بشأن قفل حسابات ترامب لأن الرجل كان يطرح طرح سياسي في سياق خصومات وتنافس حزبي وسياسي معلن ولم يحرض على عنف ولا إرهاب في حين يتغاضى تويتر عن المواد الداعشية والتكفيرية والمحرضة على العنف.
قبل قرار تويتر تجاه حساب ترامب كانت هناك بوادر تشير إلى سياسات أكثر اتساعا لداعمي التطرف والمروجين للإرهاب على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، باختيار شخصية مثل توكل كرمان في مجلس حكماء شركة فيسبوك مثلا للإشراف على محتوى ما يتم نشره على المنصات الاجتماعية، رغم كل الخطايا التي تورطت فيها، وهو الأمر الذي آثار حالة ضجر واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي والغربي.
لم تكتف منصة التواصل الاجتماعي الأشهر على مستوى العالم، ما لحق بكرمان من شواهد تؤكد تورطها في عدد كبير من القضايا المرتبطة بدعم الإرهاب وزعزعة الاستقرار الداخلي في اليمن، ما يعني أن مواقع التواصل الاجتماعي ستترك الباب أكثر مواربة من لرعاة العنف، بل وأعطاهم سلطة للتحكم في المحتوى المنشور بما يخدم توجهاتهم.
خطوة فيس بوك ومن بعدها تويتر فتحت الباب على سيل من التعليقات والتساؤلات بشأن التناقض الكبير بين السياسات المعلنة، ومعايير الاختيار في المؤسسة الأمريكية، التي فشلت على مدار أعوام في تفنيد المحتوى ومنه خطابات الكراهية، بالإضافة إلى نشر الكثير من الصور والمحتويات المضللة الفاقدة للمصداقية.
ومنذ ظهور كرمان على الساحة السياسية، عكفت بكل الطرق على توظيف كافة المنصات الإعلامية للتشهير بالدول العربية، التي تواجه جماعة الإخوان مثل المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر، وبالتالي جاء منصبها الجديد لتقويض جهود تلك الدول إعلامياً.
ومنذ الإعلان عن ضم الناشطة اليمنية للهيئة المكونة من 20 فردًا- محكمة فيس بوك العليا- أعلنت كرمان عن أن الحكومات لم تعد قادرة على احتكار وسائل الإعلام والمعلومات بفضل المنصات الإلكترونية مثل "فيس بوك"، وأنها ستواجه خطط الحكومات الهادفة إلى قمع الحريات.
ووجه رواد مواقع التواصل الاجتماعي وسياسيون إلى الشركات شواهد على دعم كرمان للإرهاب في المنطقة العربية، بداية من تورطها في أعمال عنف باليمن، مرروا ودعمها الواضح لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، وهجومها المتكرر على ثورة 30 يونيو 2013.
عناصر جماعة الإخوان الإرهابية تتخذ من "تويتر" منصة للتحريض على مصر، لمحاولة التشكيك في القيادة والحكومة، وزعزعة استقرار الدولة، وإثارة الفوضى والشغب وتدمير الممتلكات العامة والخاصة، وبث السموم ووصل الأمر لحد الدعوة للقتل الصريح والقيام بالاغتيالات، فضلا عن إطلاق لجان إلكترونية دعوات تحريضية.
حماية الأوطان لمنع استخدام السوشيال في التحريض
تحريض العناصر الإرهابية التي تقيم في دولٍ معادية لمصر، أكبر دليل على ضرورة أن يعيد "تويتر" النظر فى سياساته تجاه المستخدمين، وتطبيق سياسة واحدة على الجميع، وأن يكون لديه معيارًا واحدًا تجاه المستخدمين وهو معيار "حماية الأوطان"، ومنع أى مستخدم من استغلال الموقع ليكون منصة تخريب وتدمير للأوطان بدلا من أن يكون منصة حماية الدول من الانهيار، ومساعدة من لا صوت له من ايصال صوته للمسئولين أو أصحاب المناصب وهو الدور الذى لأجله قامت مواقع التواصل الاجتماعي.
وهو الأمر الذي عانت منه أيضًا سوريا والعراق وليبيا، فحسابات المُحرضين على حرق سوريا ممن يتعمدون بث الشائعات وفبركة مواد تصويرية عديدة، وشاهدنا عبر السنوات الماضية لجان إلكترونية يتم إدارة حساباتها من دول معادية تدعو للقتل والدمار.
"تويتر" الذي فرض حظرا مؤقتا في وقت سابق على حسابات مسئولين في العالم على غرار المرشد الإيراني علي خامنئي في بعض المناسبات، وحسابات بعض المسئولين الإيرانيين من الحرس الثوري الإيراني بسبب تحريضهم على العنف أو نشر أخبار مضللة أحيانا، وهو الأمر الذي ينتظر تطبيقه مليارات حول العالم على المستخدم العادي المحرض على العنف تجاه بلده أو أى بلدا آخر، ليصبح للموقع دورا فى حماية الأوطان فى وقت تسعى فيه "قوى الشر" من أن تنال من خصومها ليس بإعلان الحرب عليها بل عبر تمويل معارضين وفتح حسابات وهمية تعمل ليل نهار على بث شائعات تخريبية.
مع عاصفة الغضب من ازدواجية التعامل مع حسابات التطرف والإرهاب من قبل مواقع التواصل الاجتماعي، اعترف جاك دورسي الرئيس التنفيذى لتويتر في أكثر من موقف بوجود مشكلة تتعلق بالمحتوى الموجود على المنصة، وبأنه بمثابة مشكلة متشعبة، فيما كانت الشبكات الاجتماعية على مدار السنوات الماضية ساحة لنشر الأخبار المضللة والكاذبة، فضلا عن الترويح للعديد من المحتويات العنيفة، ولعل ما فعلته المنصة من ترك حسابات الإرهابيين والإخوان دون حظر رغم دعواتهم للعنف، فهناك العديد من التغريدات التى نشرتها الجماعة الإرهابية خلال الفترة الماضية على موقع تويتر والتي تحرض فيها علي العنف ضد الدولة المصرية خير دليل.
وبالنظر إلى ذلك نجد أن هذا ربما يكون هو السبب في حالة التعجب من المنصة في كونها لا تطبيق سياستها على الجميع وبشكل متساو، وهو الأمر الذى دفع الكثيرين لمطالبة المنصة بضرورة تطبيق سياستها على الجميع واعتماد أدوات ووسائل فعالة لضمان التطبيق المتوازن لسياسة المنصة على كافة الأطراف.