أزمة تواجه «التعليم».. المدارس الخاصة تستغني عن المدرسين بعد تحول الدراسة لـ "أون لاين" ومصدر بالوزارة: غير قانوني
السبت، 16 يناير 2021 03:00 م
أولياء أمور: مدارس أغلقت تطبيق "زوم" عن الطلاب للضغط لسداد الأقساط
"من يحمي مدرسي المدارس الخاصة من بطش أصحابها ومعاملتهم معاملة العبيد؟".. سؤال لم تقدم وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، إجابة وافية فيه لكيفية مواجهة البطش بمدرسي المدارس الخاصة، في ظل حالة الاستغناء التي يقوم بها أصحاب هذه المدارس عن المدرسين، بدعوى عدم الحاجة إليهم في ظل إقرار الوزارة الدارسة "عن بعد" بعد التحول إلى "التعليم أون لاين".
الغريب أن بعض المدارس تتعامل مع أعضاء هيئة التدريس بالمدة الزمنية، أي يتواجدوا في المدارس ما دامت المدرسة في حاجة إليهم ومنحهم إجازات دون رغبتهم فيها إذا ما رأت المدرسة أنه يمكن الاستغناء عنهم لفترة زمنية، وهو ما كشف عنه عدد كبير من المدرسين.
وقال "حسين ع"، معلم بإحدى مدارس إدارة أكتوبر التعليمية، إن المدرسة قررت الاستغناء عن المشرفين ومدرسى الأنشطة خلال الأيام الماضية بعد تحويل الدراسة إلى أون لاين، وطلبت من المعلمين والمشرفين والاخصائيين الحصول على إجازة " غير مدفوعة الأجر " لحين عودة الترم الثانى من العام الدراسى إذا كانت الدراسة ستعود من الأساس.
وأشار المعلم إلى أن المدارس تتعامل بشكل غريب، ففي الوقت الذي تسرع فيه بتحصيل المصروفات من أولياء الأمور قبل حلول موعدها بل بعضها قررت هذا العام تحصيل المصروفات "كاش" خوفا من توقف الدراسة، فى المقابل يقرروا الاستغناء عن بعض المدرسين توفيرا للنفقات دون النظر أو مراعاة الجانب الأخلاقى فى عقد العمل.
وطالب المعلمون من الوزارة وضع ضوابط قوية تحكم العلاقة التعاقدية بين أعضاء هيئة التدريس وأصحاب المدارس الخاصة والدولية حفاظا على حقوق المعلمين، موضحين أن المعلم هو أساس نجاح أى منظومة تعليمية ويجب أن تحافظ الوزارة على كرامته وتضمن له كافة حقوقه.
واقترح بعض المعلمين الذين طالبوا عدم ذكر اسمائهم، بأن تكون هناك صيغة موحدة للعقود التى تبرم بين المعلم والمدرسة تنص على استمرارية عمله والحصول على حقوقه المالية سواء فى فترة الدراسة أو وقت توقفها لأسباب قهرية مثل وباء كورونا أو خلال إجازة نهاية العام الدراسى على أن يلتزم المعلم بكافة حقوقه تجاه المدرسة.
من جانبه أكد بدوى علام، رئيس جمعية أصحاب المدارس الخاصة، أنه لا يجوز للمدرسة أن تستغنى عن المعلم طالما على قوتها، موضحا أن أعضاء هيئة التدريس فى المدارس الخاصة لهم كامل الحقوق وهم الجزء الأكبر والأهم فى نجاح منظومة التعليم الخاص.
وأوضح بدوى علام، أن المعلم فى المدرسة الخاصة يحرر له عقد عمل ويتم التأمين عليه وله كافة الامتيازات، موضحا أنه فى حالة طلب إجازة من حقه الحصول عليها لكن غير قانونى أن يتم منحه إجازة أو الاستغناء عنه لمجرد توقف الدراسة أو أى ظروف طارئة.
ومن جانبها أكدت مصادر مسئولة، بوزارة التربية والتعليم، أنه ليس من حق المدرسة الاستغناء عن أعضاء هيئة التدريس وما تقوم به المدارس مخالفة صريحة ويجب على المعلمين تقديم شكاوى للتحقيق فيها من قبل اللجان المختصة وفى حالة التأكد منها يتم توقيع عقوبات على المدارس، مشيرة إلى أن الوزارة تقوم بإعداد كتالوج جديد سيتم الإعلان عن تفاصيله يحكم العلاقة بين جميع الأطراف فى منظومة التعليم الخاص سواء المدرسة أو الطالب أو ولى أمره وأيضا المعلمين.
وعلى جانب آخر، قررت بعض المدارس الدولية بمنطقة فيصل منع الطلاب من الحصول على حصص التعليم عن بعد، حيث قررت إحدى المدارس الدولية غلق تطبيق الزوم الذى يتم من خلاله بث الفيديوهات والدروس التفاعلية للطلاب للضغط على أولياء الأمور من أجل سداد القسط الثانى من مصروفات العام الدراسى الجارى.
وقال أحد أولياء الأمور فضل عدم ذكر اسمه، أن لديه طفلين فى القسم الأمريكى بإحدى المدارس الدولية بمنطقة فيصل، وقام بدفع القسط الأول من المصروفات حسب تعليمات المدرسة ويمثل 80% من إجمالى المصروفات، والقسط الثانى لم يحل موعد استحقاقه، موضحا أنه وفق قرار وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، آخر مهلة لسداد القسط الثانى 30 فبراير المقبل، ولم يتم الانتهاء من الترم الأول.
وأوضح ولى الأمر: رغم عدم انتهاء الفصل الدراسى الأول تم منع الطلاب من التعليم عن بعد والزوم بالمخالفة لقرار الوزارة، مشدد على أن المدرسة نبهت على أولياء الأمور بإجراء تقييم الطلاب أون لاين ومن ثم قد يحرم أى طالب من التقييم بسبب إصرار المدرسة على تحصيل المصروفات قبل موعد استحقاقها.
ووصفت مصادر بالوزارة الضغط على أولياء الأمور لسداد القسط الثانى وغلق وحرمان الطلاب من التعليم عن بعد بالمخالف وبأنه أسلوب غير تربوى وعلى ولى الأمر التقدم بشكوى للتحقيق فى الواقعة.