موقع «OLX» يكشف تفاصيل تورط "الإخوان" في أزمة الأوكسجين ومافيا السوق السوداء

السبت، 09 يناير 2021 09:00 م
موقع «OLX» يكشف تفاصيل تورط "الإخوان" في أزمة الأوكسجين ومافيا السوق السوداء
موقع OLX
مصطفى الجمل

لجان الجماعة الالكترونية تنشر إعلانات بيع أنابيب الأكسجين على موقع التجارة الالكترونية.. و"الجزيرة" وقعت في الفخ وفضحت اللعبة الإخوانية 
 
لم يقتنع المصريون بأن الفيديو المسرب من إحدى مستشفيات محافظة الشرقية لمرضى يعانون من نقص الأكسجين بسبب تعطل الأجهزة، من قبيل الصدفة، ولا أن هذه هي الحقيقة على أرض الواقع.. أجهزة الاستشعار عن بعد بدأت تفتش فيما وراء التريند المصنوع بهدف موضوع مسبقاً، بحثاً عن الوصول لحقيقة وفاة مرضى بمستشفيات المحروسة بسبب تعطل أجهزة الأكسجين.
 
«صوت الأمة» تتبعت خيوط الأزمة، منذ بداية انتشار فيديوهات مستشفى الحسينية، حتى خروج لجان جماعة الإخوان الإلكترونية، بهجمات على مواقع التواصل الاجتماعي لهز الثقة بين الدولة المصرية والشعب المصري. 

البداية على اوليكس
بعض المغردين على مواقع التواصل الاجتماعي من أتباع الجماعة الإرهابية والمشككين في المنظومة الصحية، اكتشفنا شرائهم قبل انتشار الموجة الثانية من فيروس كورونا لاسطوانات الأكسجين وبيعها على موقع «OLX» لتبادل المنتجات والبيع والشراء.
 
تراوحت أسعار أسطوانات الأكسجين المعروضة من قبل أتباع الجماعة الإرهابية على موقع OLX ما بين 3 آلاف جنيه و8 آلاف جنيه، وكان الفاضح لأمر الجماعة على هذا الموقع، أن الفرد الواحد منهم يعرض كل يوم بدلاً من الأسطوانة عشرات الأسطوانات، مما كشف ضلوعهم في اختلاق هذه الأزمة، التي يعلمون أنها قادرة على إثارة غضب المصريين، إن ثبت إهمال الدولة وتجاهلها توفير اللازم لحفظ حياة المصريين في ظل انتشار جائحة كورونا، الحاصد لأرواح مئات الآلاف من المواطنين حول العالم.
 
غباء الجماعة لم يقتصر على نشر أفرادها بصورهم وأرقامهم المربوطة بمواقع التواصل الاجتماعي لأسطوانات الأكسجين على مواقع تبادل المنتجات والبيع والشراء فقط، بل امتدت لنشرهم أجهزة طبية مولدة للأكسجين غير موجودة سوى في كبرى المستشفيات، مما يشير بوضوح إلى محاولتهم بناء امبراطورية للتحكم في الهواء المنقذ لصحة المصريين، مستغلين مشاعر المصريين القلقة من انتشار فيروس كوفيد 19 وسلالاته المتمحورة أولاً بأول.

الإعلام المعادى يقود المعركة الوهمية
لم تقوت قناة الجزيرة والمواقع الموالية للجماعة الإرهابية في تركيا وقطر الفرصة للنيل من مصر وقياداتها وبث الرعب في قلوب المصريين، وراحت تتناول واقعة المستشفى سالفة الذكر بعناوين لا تخلو من التحريض والكذب والتلفيق، وتصوير الأمر وكأن مصر باتت تعيش في حيز كوني خالي من الأكسجين. 
 
عناوين موقع الجزيرة ومواقع وقنوات الجماعة الإرهابية وضع للعبة السخيفة المدبرة مسبقاً نهاية، وكشفهم جميع الضالعين في تنفيذها بشكل ليس جديداً عليهم. 
 
قطعاً هنا لا ننكر أن هناك محاولات من قبل بعض الخارجين عن القانون للتلاعب واحتكار هذه السلعة الاستراتيجية بغرض ابتزاز المرضى، ورفع الأسعار عليهم، لكن يبقى لأجهزة الدولة قبل حتى بداية الأزمة حملات تحجم وتقلل من توسع هؤلاء المتلاعبين وتضمن للمستشفيات والصيدليات مخزون يعينهم على أي أزمة تتعلق بالتنفس بعيداً حتى عن أزمة كورونا، ومضاعفاته التي تصل إلى عدم القدرة على التنفس عند بعض المصابين، وبشكل خاص كبار السن، والمتعايشين مع الأمراض المزمنة كالسكر والضغط. 

عملية التصنيع السهلة الممتنعة تفضح ألاعيب الجماعة
لماذا تعاني مصر من نقص في أنبوبات الأكسجين؟ .. هل عملية تعبئة هذه الأنابيب صعبة ومكلفة لهذه الدرجة؟،.. كل هذه الاستفهامات، الإجابة عليها تكشف حقيقة ما حاولت الجماعة ادعائه بكذب وفشلت كل الفشل في ذلك. 
 
صاحب أحد أكبر مصانع إنتاج وتعبئة الأكسجين، تحدث مع "صوت الأمة"، طالباً عدم ذكر أسمه، وقال إن عملية إنتاج وتعبئة غاز الأكسجين، عبارة عن كومبروسر هواء يقوم بشفط الهواء من الجو، ويدخل على المرحلة الأولى لضغطه، ثم الدخول على كوندنسر مياه لتبريد الهواء، ثم المرحلة الثالثة وهى ضغط الهواء مرة أخرى، ويتم تمريره على كوندنسر مياه لتبريده مرة ثانية، ويمرر بعد ذلك على كباس فريون، ويخفض درجة حرارة الهواء من 50 درجة مئوية إلى حرارة 10 درجات مئوية، ثم بعد ذلك يمرر على بطاريات عبارة عن خزانات كبيرة مملوءة بأقراص ملوكراسيف تشبه حبات الحمص ويقوم دورها بشفط الرطوبة وثانى أكسيد الكربون من الهواء، ويمر الهواء بعد ذلك على توربين بقوة 66 ألف لفة فى الدقيقة، وتحول الهواء من غاز إلى سائل، ثم عامود الفصل بارتفاع 12 متر عبارة عن طبقات يقوم بسحب الهيليوم والنيتروجين وثانى أكسيد الكربون والأزوت ويتم تسريبها فى الهواء، ويتبقى الأكسجين فى أرضية برج الفصل، ثم تمر على طلمبة تعبئة وتسحب الأكسجين وتحوله إلى غاز ثم تمريره لشبكة ملء إسطوانات الأكسجين.
 
وأضاف قائلاً أنه متعاقد مع عدد كبير من المستشفيات الحكومية والخاصة لتوريد الأكسجين لها وملء الأسطوانات، فضلا عن توريد الأكسجين السائل لتانك الأكسجين ببعض المستشفيات، نافياً احتمالية وجود أزمات نقص في الأكسجين المتوفر بصورة يومية، ولكن هناك ضغط شديد وزيادة في الطلب على الأسطوانات وملء الأسطوانات خاصة لحالات العزل المنزلي والمستشفيات، مؤكدا أن زيادة الضغط على المصانع بدأ منذ 3 أسابيع فقط، ولكن هذا الضغط لم يؤثر على انتاج هذه الأسطوانات، مشيراً إلى أنه قبل تفشى وباء كورونا كانوا يتمنوا أن يأتي أي شخص للمصنع لملء أسطوانة واحدة، ولكن بعد تفشى الوباء زاد الضغط وأصبح العمل في 3 ورديات متواصلة بدون توقف لتغطية احتياجات المستشفيات، وحالات العزل المنزلي لمصابي كورونا، موضحا أنه يتم ملء 12 أسطوانة أكسجين كدفعة واحدة وينتج المصنع 200 أسطوانة أكسجين يوميا، وملء الأسطوانة الواحدة بـ40 جنيها ويتم ملء الأسطوانة البالغة 7 أمتار بأكسجين مضغوط.
 
وأكد أنه قرر عدم ملء أسطوانات الأكسجين لأصحاب الورش، وقرر أن يكون إنتاج مصنعه لملء الأسطوانات للمستشفيات وحالات العزل المنزلي، موضحا أنه حال حدوث عطل مفاجئ فى خط الإنتاج يتم اللجوء إلى الأكسجين السائل والموجود في تانك كبير احتياطي بالمصنع، لسد احتياجات المواطنين وملء الأسطوانات، لحين انتهاء أعمال إصلاح العطل، لافتاً إلى أنه حتى الآن في نطاق محافظته لم يمت شخص بسبب نقص الأكسجين، بل هناك وفرة في الأكسجين ولم تحدث أزمة نهائيا من نقص الأكسجين، وهناك ضغط كبير على مصانع إنتاج الأكسجين، مطالبا بتشديد الرقابة على مصانع الأكسجين من جانب وحدة توحيد القياس لقياس نسبة نقاء الأكسجين للتأكد عما إذا كان نقيا أو به شوائب. 

هل كل مرضى كورونا بحاجة للأكسجين
الدكتور عماد قراعة، أستاذ الأمراض الصدرية بطب عين شمس قال إن نسبة مرضى كورونا الذين يحتاجون إلى الأكسجين لا تزيد على 8 إلى 10%، وليس كل مريض كورونا بحاجة إلى الأكسجين، مؤكدًا أن بعض المرضى قد لا يشعرون بحاجتهم إلى الأكسجين، وهذا ما يسمى نقص الأكسجين بدون أعراض، أما في بعض الأحيان يمكن أن يشعر المريض بضربات قلب سريعة، وزرقان في الأطراف مع وجود صداع واضطراب في الأعصاب.

المستشفيات والصحة تردان 
الدكتور أشرف عمر عبد العزيز عميد كلية الطب جامعة عين شمس، نفى وجود أي عجز بالأكسجين، بمستشفيات جامعة عين شمس أو بمستشفيات العزل، مضيفًا أن كليات الطب في مصر وبما فيها مستشفى جامعة عين شمس تمتلك شبكة كبيرة من شبكات الأكسجين ولا تستعين بالأسطوانات إلا عند الضرورة وعند نقل مريض من مكان لآخر، مؤكداً أن جامعة عين شمس التي تمتلك 7 مستشفيات كبرى، ولديها عدد من مستشفيات عزل كورونا، التي تستقبل مرضى كورونا من جميع المحافظات، وهم مستشفى العبور، والمستشفى الميدانى، ومستشفى المسنين، مؤكدًا أن مستشفى العبور بها 42 رعاية والمستشفى الميدانى بها 22 سريرًا و29 سريرا بمستشفى المسنين وجميعهم يصلهم أكسجين بوفرة والرعاية ممتازة، مجدداً التأكيد أن المستشفيات الكبرى لديها شبكة من الأكسجين ونستعين بالأسطوانات عند الحاجة اليها.
 
الدكتور عماد قراعة، أستاذ الأمراض الصدرية بطب عين شمس، قال إنه لا يمكن التعامل مع الأكسجين على أنه مضاد حيوي، متى أحس المريض بألم أسرع لجلبه وتنشقه، فنقص الأكسجين يجب أن يتم تحديد نسبته بالجسم من خلال قياسه بجهاز معين أو من خلال تحليل غازات الدم، موضحًا أن نسبة التشبع بالأكسجين إذا انخفضت عن 93% في مرضى فيروس كورونا فإن المريض يحتاج إلى الأكسجين.
 
وقال إنه يمكن إعطاء المريض القليل من الأكسجين من خلال قسطرة الأنف، وإذا لم يستجيب للجرعات المنخفضة من الأكسجين يتم زيادة النسبة تدريجيًا حتى تصل نسبة التشبع بالأكسجين إلى أعلى من 93%، أما المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة بالرئة فيمكن إعطاء الأكسجين عندما يكون أقل من 90 %
وأضاف أن تناول الأكسجين له فوائد ومضاعفات وتتمثل المضاعفات فإذا تم إعطاء الأكسجين بنسبة تدفق عالية بدون داعى قد يؤدى إلى زيادة نسبة ثانى أكسيد الكربون، ويسبب فشل تنفسي من الدرجة الثانية وقد يسبب الوفاة، موضحاً أنه إذا كان الشخص سليما أو مصابا بفيروس كورونا، ولا يحتاج إلى أكسجين قد يؤدى إلى حدوث التهابات غير بكتيرية في الشعب الهوائية والقصبة الهوائية.

فرق لمتابعة الإمداد بالهواء 
ومن جانبها وجهت وزيرة الصحة بتخصيص فريق طبي بكل مستشفى لمتابعة عملية إمداد مرضى فيروس كورونا بالأكسجين طبقًا لبروتوكولات علاج فيروس كورونا، جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقدته الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، مع وكلاء الوزارة ومديري المستشفيات المخصصة لاستقبال مرضى فيروس كورونا المستجد على مستوى الجمهورية، موضحة أنها راجعت مخزون الأدوية والمستلزمات الطبية وكذلك الحد الاستراتيجي للأكسجين الطبي بالمستشفيات، مشيرة إلى تفعيل نظام إلكتروني يتم من خلاله متابعة بيانات معدلات الاستهلاك للأكسجين الطبي وعدد الأسرة المشغولة على أجهزة التنفس الصناعي وتحديثها  على مدار الساعة، على ألا يقل الحد الاستراتيجي للأكسجين بأي مستشفى عن 12 ساعة تشغيل بنسبة إشغال 100%.
 
كما وجهت الوزيرة بتخصيص فريق طبي بكل مستشفى لمتابعة عملية إمداد الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد بالمستشفيات على مدار الساعة وفقًا للممارسات الإكلينيكية السليمة وبروتوكولات علاج فيروس كورونا المحدثة في هذا الشأن، بالإضافة إلى تشكيل غرفة عمليات إمداد مركزية بالوزارة لمراقبة عملية الإمداد والمتابعة المستمرة لمعدلات استهلاك الأكسجين بالمستشفيات ورفع تقريرين يوميًا إلى الوزيرة للوقوف على مستجدات الأوضاع أولاً بأول.
وأكدت الوزارة في بيان لها أن منظومة إدارة إمداد الأكسجين الطبي للمستشفيات التي تستقبل مرضى فيروس كورونا المستجد تشمل ثلاثة طرق وهي التعاقدات التي تبرمها مديريات الصحة مع شركات الأكسجين السائل بكل محافظة وفقًا للاحتياج الروتيني، والتعاقد المركزي مع كبرى شركات الغازات حيث يتم توريد 400 ألف لتر يوميًا مركزيًا تحت تصرف الوزارة يتم استخدامهم في الإمداد الطاريء للمديريات في حالة الزيادة المفاجئة للاستهلاك عن المعدل الطبيعي، فضلاً عن إمداد روتيني مركزي للمحافظات الكبرى التي لديها ارتفاع في معدل الاستهلاك وهي (القاهرة، الجيزة، البحيرة، القليوبية، دمياط، الشرقية، الدقهلية، الغربية).

المحافظ ينسف ادعاءات الإخوان
ونفى الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، كل الأنباء التي تم تداولها عن وفاة 4 حالات بمستشفى الحسينية نتيجة نقص الأكسجين، موضحاً أن الحالات المتوفاة أعمارهم فوق الستين عدا حالة واحدة، ومنهم من يحمل أمراض مزمنة، وقال غراب، أن مخزون الأكسجين في محافظة الشرقية يتم متابعته يوميا من قبل رئيس مجلس الوزراء، مشيرا إلى أن هناك مخزون احتياطي من الأكسجين فى المحافظة يكفي المستشفيات لمدة 10 أيام، وهناك 81 لتر أكسجين بالأنابيب السائلة تكفى أيضا 4 أيام إضافيين.
 
وأكد محافظ الشرقية أن مخزون الأكسجين في المحافظة لم يتأثر، وهناك 1700 لتر احتياطي من الأكسجين في المستشفى، وخزان يحمل 6 آلاف لتر من الأكسجين، والشبكة الاحتياطية يتصل بها 25 أنبوبة أكسجين وهناك أيضا 44 أنبوبة أكسجين في الغرف احتياطية.
 
وخلال الأيام الماضية، واصلت الإدارة العامة لشرطة التموين والتجارة بالتنسيق مع إدارات وأقسام شرطة التموين وفروعها الجغرافية، حملاتها التموينية المكبرة لضبط جرائم الغش التجارى ولاسيما التصدى لممارسات احتكار المستلزمات الطبية وإسطوانات غاز الأكسجين لبيعها بأسعار أعلى من السعر المتداول، ونجحت مديرية أمن القاهرة في ضبط (50 إسطوانة غاز أكسجين "فارغة") تم حجبها عن التداول بغرض بيعها بسعر اعلى من السعر الرسمى وتحقيق أرباح غير مشروعة، بحوزة (المدير المسئول عن إحدى شركات لتجارة العدد والأدوات "بدون ترخيص")، و ضبط (20 إسطوانة غاز أكسجين "ممتلئة")، تم حجبها عن التداول بغرض بيعها بسعر أعلى، وضبط 30 أسطوانة غاز أكسجين.
 
كما تمكنت مديرية أمن الجيزة من ضبط (56 أسطوانة غاز أكسجين "فارغة") بحوزة (المدير المسئول عن إحدى شركات لتجارة العدد والأدوات "بدون ترخيص")، كما نجحت مديرية أمن الشرقية في  ضبط (37 إسطوانة غاز أكسجين "ممتلئة" بدون مستندات ومجهولة المصدر).
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة