نجوى فؤاد.. الراقصة التي «هزت» وَقار السَاسة
الثلاثاء، 05 يناير 2021 10:29 مكتب: حسن شرف
في إحدى الليالي من عام 1976، وصلت الراقصة نجوى فؤاد إلى مكان عملها بفندق شيراتون القاهرة، وجدته فارغًا، إلا من مقاعد تسأل عن الجالسين، وزجاجات تفتقد أفواه الشاربين، ووفد من وزارة الخارجية يبلغها بوصول وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر مع وفد بلاده- للاستمتاع بفنها. من هنا كانت البداية، وقع الرجل في غرامها، وبدأ يتعقبها في زياراته إلى القاهرة، يسأل فور وصوله عن مكان عملها حتى يجلس على طاولة أسفل قدميها تائهًا في بحر إبداعها.
وزير خارجية أقوى دولة عبرّ بشتى الطرق للراقصة المصرية عن حبه، حتى أنه اشترى «حصان وفرسة» من مزرعة سيد مرعي، وأطلق عليهما (نجوى وفؤاد)، وذلك بعد أن طلبها للزواج في الوقت الذي كانت في عصمة رجل آخر؛ وهو سامي الزغبي مدير الفندق-آنذاك. وبعد عام ونصف تقريبًا، وصل كيسنجر إلى فندق هوليداي إن، حيث ترقص نجوى بعد طلاقها من الزغبي، مصطحبًا زوجته نانسي التي كانت تشبه نجوى فؤاد إلى حد كبير، وكأنه يُصرح بحبه دون كلمات.
كيسنجر قال عن نجوى فؤاد: "ما زالت منطبعة في مُخيلتي، لا تفارقني أثناء زيارتي في القاهرة، وبعد يوم طويل من المفاوضات ودهاليز السياسة، أستريح في سهرة أحرص فيها على وجود الراقصة المصرية التي فُتنت بها نجوى فؤاد، وكنت أحرص قبل وصولي إلى القاهرة على التأكد من الراقصة الجميلة في مصر، وأسأل عن أماكن تواجدها حتى آراها، وكانت تبهرني، بل أعتبرها من أهم الأشياء الجميلة في الوطن العربي، إن لم تكن الشيء الوحيد".
ليس كسينجر وحد الذي فُتن بنجوى فؤاد، حيث إن الرئيس الأمريكي الأسبق "جيمى كارتر" كانت حريص على أن يجلس على طاولة فى فندق "المريديان" ليشاهد نجوى فؤاد وهي ترقص، إلا أن الصورة المتدولة تظهر وجود ابنته وزوجته روزالين كارتر، وذلك فى بداية الثمانينات عقب تركه لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.
ولدت نجوى فؤاد في 6 يناير من عام 1943 بالإسكندرية، وعملت كراقصة في الصالات ثم مزجت بين الرقص والتمثيل وقامت ببطولة العديد من الأفلام.
أسست شركة إنتاج سينمائية وأنتجت العديد من الأفلام التي قامت ببطولتها منها ألف بوسة وبوسة وحد السيف. كما عملت في بعض المسرحيات منها بداية ونهاية ولا العفاريت الزرق، كما قدمت استعراضات راقصة منها «قمر 14» من ألحان محمد عبد الوهاب و«ليلة الدخلة» كما عملت في التلفزيون في مسلسل عاشت بين أصابعة. حصلت على جوائز سينمائية من بعض المؤسسات التي تقيم مهرجانات.
تعتبر إحدى الممثلات الأكبر تواجدا في عدد الأفلام على الشاشة ورغم أدوار الراقصة المتكررة في هذه الأفلام فإنها حاولت أن تعطي نفسها مكانة كممثلة خاصة في فيلم حد السيف. أعلنت اعتزالها الرقص في عام 1998.