تفاصيل أزمة منتخب الشباب وضياع حلم اللاعبيين.. من المسئول عن الإهمال وتفشي كورونا؟

الثلاثاء، 05 يناير 2021 10:56 ص

منتخب الشباب

اتهامات متبادلة .. وقرارات متناقضة .. وتداخل اختصاصات.. هذا هو ملخص المأساة التي تعرض لها منتخب مصر للشباب في تونس، والذي تم حرمانه من المشاركة في البطولة المجمعة، والمؤهلة لبطولة كأس الأمم الأفريقية "موريتانيا 2021 "، بعد اكتشاف إصابة أكثر من 15 لاعباً بفيروس كورونا خلال المعسكر المعد في تونس.

وتبادلت الاتهامات بين كلا من ربيع ياسين المدير الفني لمنتخب مصر والدكتور وليد منظور، طبيب منتخب مصر للشباب، بعد أن أدان طبيب المنتخب في تقريره المدير الفني ربيع ياسين، في الوقت الذي أسرع فيه الأخير بتقديم بلاغ ضده الآخر للئائب العام.

تفاصيل الأزمة كشفت عن عدم وجود مؤامرة من " الكاف " لمنع منتخب مصر من خوض مباريات بطولة كأس الأمم، حيث أثبتت التحقيقات أن سبب إصابة عدد من كبير من اللاعبيين هو العشوائية الواضحة التى شهدها المنتخب، كما أثبت التحقيقات التى أجرتها لجنة تقصي الحقائق باتحاد الكرة نفس الأمر، حيث قرر الاتحاد تحويل تقرير لجنة تقصى الحقائق بشأن أزمة معسكر تونس إلى لجنة الانضباط برئاسة المستشار سيد البندارى، وتجتمع اللجنة اليوم، الاثنين لاتخاذ القرارات اللازمة.

طبيب المنتخب يتهم ربيع ياسين

من جانبه وجه الدكتور وليد منظور، طبيب منتخب مصر للشباب، اتهامات لربيع ياسين المدير الفني السابق بتحمل مسؤولية تفشي فيروس كورونا فى معسكر تونس قائلاً، "هناك نقاط كثيرة ذُكرت ليس لها أساس من الصحة، أولها كلام جمال محمد على عن إيجابية عينة محمود صابر منذ بداية المعسكر، وهذا غير صحيح وعينته جاءت سلبية فى البداية ودخل قائمة أول مباراة".

وأكد طبيب المنتخب، فى تصريحات تليفزيونية، أن ربيع ياسين أصيب بفيروس كورونا في مصر ونقله إلى اللاعبين، موضحاً: "هل تعرفون لماذا أصيب ربيع ياسين فقط دونا عن بقية الجهاز الفني؟ لأنه كان لاغيا الجهاز المعاون تماماً ويحاضر اللاعبين وحده، لذلك عندما نُقل إلى المستشفى لم يستطع بقية الجهاز السيطرة على اللاعبين.. أحد اللاعبين نُقلت إليه العدوى عن طريق ربيع ياسين لأنه كان يجلس معه 4 ساعات يوميا لينسق له المحاضرة على الكمبيوتر".

وأضاف طبيب المنتخب، "كان لدى طلبات عند الوصول إلى تونس من أجل الإجراءات الاحترازية، منها تخصيص حافلة صغيرة يتحرك بها الجهاز الفنى ليتم فصله عن اللاعبين، كما طلبت عمل مسحة يوم 10 بعد يومين من الوصول إلى تونس، وطلبت قاعة اجتماعات أكبر مثلما فعلت بعثة المغرب التي دفعت مبلغا للحصول على قاعة أكبر".

وتابع منظور، "فى صلاة الجمعة وقف ربيع ياسين وقال أنا الدكتور وأنا المسؤول، طالبته بالصلاة فى مكان مفتوح فقال لى لا، إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر، محدش كان بيقدر يعارضه للأسف".

وأضاف طبيب المنتخب، "طلبت أن يقيم كل لاعب فى غرفة فردية وليس بغرف ثنائية، كما حدث، لكن كل هذه الطلبات لم تتحقق لأننا سافرنا تونس دون أموال لدرجة أننا أقمنا في الفندق 4 أيام دون أن ندفع وبدأوا مطالبتنا بالسداد، وهنا قام فرجاني ساسي بتحويل الأموال وحدثت تلك القصة، وعندما دخل ربيع ياسين المستشفى أنا من دفعت له، لأنهم لم يقبلوا استقباله قبل السداد".

تقرير ربيع ياسين يتهم الجهاز الطبي

علي الجانب الأخر قدم ربيع ياسين المدير الفني السابق لمنتخب الشباب، تقريرا للجبلاية، حمل فيه المسئولية للجهاز الطبي للمنتخب بعد ظهور عدد من حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19، والتي نتج عنها انسحاب المنتخب الوطنى من البطولة فى دور المجموعات أمام منتخبي ليبيا وتونس وضياع حلم المنتخب فى التأهل الي أمم أفريقيا وبطولة كأس العالم للشباب، التي كان من المقرر إقامتها فى بيرو عام 2023

وجاء التقرير كالتالي ..

أولا: حصولي على موافقة من قبل اللجنة الخماسية بالاتحاد المصري لكرة القدم، بسفر البعثة إلى تونس قبل البطولة بثمانية أيام.

ثانيا: تتحمل اللجنة الطبية كل إصابات كورونا، التي ظهرت خلال تواجده في معسكر المنتخب الوطني للشباب في بطولة شمال أفريقيا، التي أقيمت فاعلياتها في تونس.

ثالثا: ليس لي أي علاقة بأي حديث عن الإصابات، التي ظهرت بمنتخب الشباب، وكذلك خروج المنتخب الوطني من بطولة شمال أفريقيا على هذا النحو.

ربيع ياسين يتقدم ببلاغ للنائب العام

من ناحية أخري تقدم ربيع ياسين ببلاغ للنائب العام ضد ما وصفه " أكاذيب طبيب منتخب الشباب " ، حيث قال في بيان له "إذ تقدم الكابتن ربيع ياسين بتقرير مفصل عن الجوانب الخاصة بعمله كمدير فنى كطلب لجنة تقصى الحقائق المعنيه بالأمر، فضلا عن تقدمه باستقالته الرسمية فى تاريخ 23 /12 /2020 وحتى تاريخه لم يصدر قرار رسمى أو توصية رسمية من تلك اللجنة أو الاتحاد المصرى لكرة القدم حتى يتسنى له اتخاذ الموقف المناسب.

وإذ يتحفظ الكابتن ربيع ياسين على تناول البعض اسمه وسيرته وأخلاقه التى يعلمها الجميع تناولا لا يليق ببعض وسائل الإعلام وتعمد الكذب والتحايل للتنصل من المسئوليه ولن ينحدر إلى الرد عليها فتاريخه لا يسمح بذلك، مع تمسكه باتخاذ الإجراءات القانونيه الأزمه ضد أى خروج على النص، وتم تكليف المستشار القانونى الخاص بالتعامل الفورى مع الموقف.. وفى النهاية تزول الأسماء ويبقى علم مصر عاليا خفاقا، حفظ الله مصر وشعبها".

القصة كاملة لأحداث منتخب الشباب

خضع لاعبو منتخب الشباب للمسحة الخاصة بفيروس كورونا قبل ثلاثة أيام لمباراة ليبيا، حيث أظهرت وجود 16 حالة مصابة بفيروس كورونا، بالإضافة إلى ربيع ياسين المدير الفني للمنتخب، واعتبر الكاف المنتخب المصري مٌنسحبا أمام ليبيا في الجولة الأولى من بطولة شمال إفريقيا تحت 20 سنة، والمؤهلة لكأس الأمم الإفريقية للشباب 2021 بموريتانيا، حيث تنص لائحة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" للبطولات المجمعة لموسم 2020/2021 تقول بأن الحد الأنى لأي فريق لخوض مباراة هو 15 لاعبا، بينهم حارس مرمى، وهذا ما لم يتوفر في صفوف منتخب الشباب الذى سافر إلي تونس بقائمة تضم 28 لاعب بدلاً من 30 لاعب .

وبعد قرار الانسحاب واستمرار إيجابية الحالات، أصر لاعبو منتخب الشباب بالاستمرار في البطولة وعدم الرجوع إلي مصر، مما تسبب فى اتخاذ اتحاد الكرة ر قرار باستدعاء لاعبين من مصر وهما مصطفى "ميسي" لاعب سيراميكا ، وأحمد حسام لاعب الجونة لإكمال العدد، وخوض باقي مباريات البطولة أملا في التأهل.

سافر اللاعبان إلى تونس رفقة دكتور محمد أبو العلا طبيب منتخب مصر الأول، ومحمد محمود أخصائي العلاج الطبيعي، للإشراف على علاج المصابين.

وظهرت نتيجة المسحة الجديدة والخاصة بمباراة تونس، والتي أظهرت إيجابية عينة لاعبين جديدين من القوام المتواجد في تونس من الأساس، ليعود الوضع كما كان ويصبح العدد الجاهز للقاء هو 14 لاعبا فقط، ما يمنع إقامة المباراة، وكشف منتخب مصر سلبية لاعبين في منتخب مصر، وبالتالي إمكانية إقامة اللقاء. لكن المشكلة تكمن في أن المسحة الأخيرة كانت خارج الإطار الرسمي، وبالتالي لابد من الحصول على موافقة اللجنة الطبية لاعتماد نتيجة المسحة وإقامة اللقاء.

وقرر الاتحاد الأفريقي إلغاء المباراة واعتبار منتخب مصر خاسرا بنتيجة 2-0 أمام تونس، وتقدم اتحاد الكرة بطلب رسمي إلى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بإعادة المباراة، قبل أن يقرر الاتحاد إعادة البعثة إلى مصر.

تقرير لجنة تقصي الحقائق

قررت اللجنة الثلاثية تحويل أزمة منتخب الشباب إلي لجنة تقصي الحقائق برئاسة مصطفى عزام ، وبوجود محمد سلطان رئيس اللجنة الطبية لاتحاد الكرة، والمستشار حسين حلمي، وعلاء عبد العزيز أعضاء اللجنة، ما توصلوا له نتيجة تقصيهم لحقيقة ما جرى مع البعثة.

وكشف الدكتور مصطفى عزام مقرر لجنة تقصى الحقائق فى أزمة انسحاب منتخب الشباب في دورة تونس، تفاصيل جديدة فى الملف، قائلا، طلبنا تقارير من المسؤولين عن البعثة وطلبنا وليد ماهر المنسق الإعلامي تقديم تقرير عن الأمر.

وأضاف عزام، أن المستشار حسين حلمى رئيس اللجنة قام بالتحقيق مع وليد منظور طبيب منتخب الشباب عما ما دار فى رحلة تونس، موضحا أنه تم الاطلاع على تقرير من جانب عادل محفوظ إدارى منتخب الشباب الخاصة بمسحات منتخب الشباب، إلى جانب تقرير وليد ماهرالمنسق الإعلامى الذى تضمن أنه تم تكليفه بأعمال إدارية وأنه أبلغ بعدم التزام اللاعبين بارتداء الكمامة.

وتابع، تقرير ربيع ياسين تضمن أن تغيير موعد السفر إلى تونس كان بموافقة اللجنة الخماسية المؤقتة واللجنة الطبية، مؤكدا أن المدير الفني للمنتخب أكد علي أن البعثة عندما سافرت إلى تونس كانت خالية من رئيس بعثة أو ادارى وأن كافة الإجراءات الإدارية تسأل عنها اللجنة الخماسية المؤقتة أما الإجراءات الاحترازية يسأل عنها اللجنة الطبية للجبلاية.

وأضاف، تقرير الدكتور جمال محمد على بصفته مشرفا على منتخب الشباب رفضت سفر المنتخب إلى تونس قبل البطولة إلا أن رئيس اللجنة الخماسية المؤقتة وافق على ذلك.

وأشار إلى أن جمال محمد على سافر إلى تونس وعقد جلسة مع البعثة وأن السفر المبكر وضم لاعب بالنجم الساحلي إلى منتخب تونس دون إجراء مسحة من الأسباب التي أدت الى الأزمة.

موضوعات متعلقة..