إجراءات صارمة في النمسا ضد الجماعة
على مدار العامين الماضيين تدرجت إجراءات النمسا ضد الإخوان الإرهابية حتى بات 2021 هو عام الحسم وأصبح الحظر وإن كان جزئيا خيارا متوقعا، ففى عام 2019، بدأت جهود النمسا فى مواجهة خطر الإخوان بعد أن نشطت الجماعة لأكثر من 60 عاما على أراضيها، واستغلتها كملاذ آمن فى أوروبا بسبب مناخ حرية الرأى والتعبير والنظام البنكى المتقدم، وفقا لما ذكرته صحيفة العين الإماراتية.وكان أول القرارات القوية ضد الجماعة فى النمسا هو حظر جميع رموز وشعارات الإخوان فى كل الأراضى النمساوية فى مارس 2019.
أما فى صيف عام 2020، أسست النمسا مركز توثيق الإسلام السياسي، على غرار مركز توثيق اليمين المتطرف، وخصصت ميزانية أولية بقيمة نصف مليون يورو له ليتولى مراقبة الإخوان والتنظيمات التركية وغيرها فى البلاد، بما يشمل المساجد ومواقع التواصل الاجتماعي.
ومع اقتراب العام من نهايته، نفذت الشرطة النمساوية فى 9 نوفمبر الماضي، مداهمات فى 4 ولايات اتحادية، بينها فيينا، استهدفت أشخاصا وجمعيات مرتبطة بالإخوان الإرهابية وحركة حماس الفلسطينية، فى أقوى تحرك أمنى ضد الجماعة وأذرعها.
وخلال المداهمات فتشت الشرطة أكثر من 60 شقة ومنزلا ومقرا تجاريا وناديا، وألقت الشرطة القبض على 30 شخصا مثلوا أمام السلطات لـ"الاستجواب الفوري"، وفق بيان رسمي.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر أمنية قولها أن "التحقيقات تجرى مع المشتبه بهم حول الانتماء لمنظمات إرهابية، وتمويل الإرهاب، والقيام بأنشطة معادية لدولة النمسا، وتشكيل تنظيم إجرامى وغسل الأموال".
ووفق تقارير صحفية، فإن التحقيقات لا تزال جارية فى ملف الإخوان بالنمسا، وينتظر أن تستمر لوقت طويل وتشمل الأنشطة الداخلية وروابط الجمعيات مع مؤسسات الإخوان خارج النمسا، وأنشطتها داخلها.
وتتكتم السلطات الحكومية فى النمسا على الخطوات المقبلة ضد الإخوان، ولا تريد استباق نتائج التحقيقات الجارية، وفق التقارير ذاتها.
الحرب على الإخوان فى فرنسا
وضع الإخوان في فرنسا لا يختلف كثيرا عن وضعهم في النمسا، خاصة وأن فرنسا باتت عرضة للهجمات الإرهابية بشكل كبير الفترة الأخيرة، فبعد حادث ذبح مدرس التاريخ الفرنسى صامويل باتى، قرر المسئولون الفرنسيون شن الحرب على المؤسسات المتطرفة وخاصة اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا التابعة للإخوان، والذى مسئول عن كم كبير من المساجد والمدارس الداعية للعنف والكراهية والتطرف فى البلاد.
كشف النائب الفرنسى، والقيادى بحزب التجمع الوطنى، جوردان بارديلا الدور المشبوه الذى تلعبه الجماعات المتطرفة داخل بلاده، وخاصة جماعة الإخوان الإرهابية، مشيرًا إلى أن ما يعرف بـ"اتحاد المنظمات الإسلامية" التابع لها، يشرف ويدير 200 مسجد فى فرنسا وجميعها يعمل بها أئمة تنشر التطرف وخطاب الكراهية فى عقول الشباب، محذرًا من استهداف أبناء الجاليات المسلمة وذات الأصول العربية، وتسميم عقولهم.
محمد حبيب يكشف الضربة القاضية للإخوان
من جانبه كشف الدكتور محمد حبيب نائب مرشد جماعة الإخوان السابق، عن الضربة القاضة لتنظيم الإخوان، مؤكدا أن انتهاء الإخوان يتمثل فى انتهاء الدعم والتمويلات الخارجية، وربط بين نهاية الإخوان والخارج قائلا :" المسألة ليست مرتبطة بالإخوان بقدر ارتباطها بالتمويلات الخارجية واستخدامها من قبل أعداء العرب، فإذا قرروا هؤلاء استخدام أداة غير الإخوان لتفتيت المنطقة ستنتهى الإخوان، أما لو استمروا فى استخدام الجماعة الإرهابية ستستمر الجماعة فى تنفيذ مخططاها لتفتيت المنطقة.
وأضاف "حبيب":" عناصر الإخوان يبدوا للمواطنين وكأنهم يحبون الخير ويفعلونه وأنهم أناس طيبون ولكن بداخلهم يخططون وينفذون خططا تهدم الدولة وكل منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة لذلك هناك دول تمول هذا التنظيم الإرهابى".
وحذر "حبيب" من جماعة الإخوان الإرهابية، قائلا :" علينا جميعا أن ندرك خطوة هذه الجماعة على المجتمعات العربية، وأن نحذر ونُحذر منهم، فالجماعة الإرهابية أصبحت واضحة للجميع، والدولة المصرية بالنسبة لهم هى الجائزة الكبرى ولذلك علينا جميعا أن نحافظ على بلادنا ومؤسساتها".
وشدد نائب المرشد السابق للجماعة الإرهابية على أن جماعة الإخوان الإرهابية يتم استخدامها من قبل أعداء الدولة المصرية والعرب جميعا، وأن هذا التنظيم أداة تُستخدم لهدم منطقة الشرق الأوسط، داعيا أن يتم مواجهة الفكر الإخوانى على كل المستويات سواء المؤسسات الدينية والمساجد والمدارس وأن نكشف فكرها للمواطن البسيط حتى لا ينخدع فى هذا التنظيم الإرهابي".