احتكار الخدمات الطبية بعد تحذيرات حماية المنافسة.. ماذا يعني استحواذ كليوباترا على مجموعة "ألاميدا" للرعاية الصحية؟
الجمعة، 01 يناير 2021 09:00 مطلال رسلان
بعد إعلان مجموعة كليوباترا الاستحواذ على "مجموعة ألاميدا للرعاية الصحية"، فإن المجموعة في طريقها لاحتكار فئة من الخدمات الطبية، وهو ما سبق وحذر منه جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية في بيانه الأسبوع الماضى.
وقالت "كليوباترا"إنها وقعت اتفاقية مشروطة للاستحواذ على مجموعة ألاميدا للرعاية الصحية، واندماج تشغيل المستشفيات والمراكز الطبية، موضحة في بيان للبورصة، أن شركة ألاميدا تمتلك وتدير من خلال شركاتها التابعة عددا من المستشفيات والمراكز الطبية في مصر منها مستشفى السلام الدولي في المعادي، ودار الفؤاد في السادس من أكتوبر، ودار الفؤاد في مدينة نصر، والسلام الدولي في القطامية، لافتة إلى أنه من المتوقع إتمام الصفقة وبدء عملية التشغيل في النصف الأول من 2021.
وسبق أن أعلنت شركة مستشفى كليوباترا، إنها وقعت اتفاقية نقل نشاط وأصول "شركة بداية للخدمات الطبية" فى مجال الإنجاب والإخصاب المساعد للمجموعة، موضحة أنه بموجب الاتفاقية الجديدة يتم نقل أصول مستشفى بداية لمؤسسها الدكتور إسماعيل أبو الفتوح، إلى شركة جديدة تحت التأسيس بملكية نسبتها 60% لكليوباترا و40% للمؤسس الدكتور أبو الفتوح، وقالت الشركة، إن الصفقة قدرت قيمة المعدات الطبية والأصول والعقارات بقيمة 105 ملايين جنيه، على أن يتم تحديد باقي قيمة الصفقة بناء على نتائج أعمال الشركة الجديدة خلال 2021 و2022.
وأصبحت شركة "كليوباترا" تستحوذ رسميًا على 1450 سريرا من القطاع الصحي، وذلك بعد صفقتها بالاستحواذ على مجموعة "الاميدا" الطبية، لتصبح الأكبر بالقطاع الخاص، وتبلغ حصتها السوقية نحو 15% من إجمالي الأسرة العلاجية الخاصة بمنطقة القاهرة الكبرى و4% على مستوى الجمهورية.
والأسبوع الماضى أصدر جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية برئاسة إبراهيم السجيني؛ قرارًا مبدئيًّا بعدم منح الموافقة على صفقة الاستحواذ لوجود مؤشرات بالتأثير سلبًا على قطاع الرعاية الصحية في مصر، وقال الجهاز أن قراره جاء في ضوء حرصه على منع إنشاء كيانات احتكارية في سوق المستشفيات في مصر، وما قد يتبع ذلك من الإضرار بالرعاية الصحية للمواطن المصري ورفع أسعارها.
وقرر مجلس الإدارة إخطار وزيرة الصحة والسكان الدكتورة هالة زايد، بتقريره المبدئي بشأن الآثار المحتمل حدوثها في حال استحواذ مجموعة مستشفيات كليوباترا على مجموعة مستشفيات ألاميدا، حيث إنه بعد القيام بدراسة مبدئية لسوق المستشفيات الخاصة متعددة التخصصات في نطاق محافظتي القاهرة والجيزة فقد تبين للجهاز أن من شأن الاستحواذ المذكور أن يؤدي إلى خلق كيان احتكاري في سوق الرعاية الصحية من خلال تعزيز هيمنة شركة كليوباترا على مستشفيات الدرجة الأولى والثانية في نطاق 80 كيلو متر أو نطاق محافظتي القاهرة والجيزة على أقصى تقدير باعتباره سوق معني منفصل.
أشار مجلس إدارة الجهاز في خطابه إلى أنه من شأن ذلك أن يؤدي إلى التأثير بالسلب على قطاع الرعاية الصحية الخاصة في مصر من خلال؛ رفع أسعار الخدمات الطبية وانخفاض جودتها وإضعاف فرص الاستثمار المحتملة أو المرجوة في هذا القطاع، ورفع أسعار الخدمات الطبية المقدمة للدولة بالنظر إلى إمكانية مشاركة مستشفيات القطاع الخاص في منظومة التأمين الصحي الشامل وخدمات الطوارئ الإلزامية.
ومن الآثار السلبية المحتملة كذلك التي رصدها الجهاز، أن يؤدي ذلك إلى سيطرة شركة كليوباترا على الكفاءات الطبية من الأطباء والأطقم الطبية المختلفة، والتحكم في أجورهم لعدم وجود بديل أو منافس قوي يمكن الاستعاضة به عن شركة كليوباترا في حال قيامها بالاستحواذ على أقرب منافسيها وهي شركة ألاميدا للرعاية الصحية.
يذكر أن جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية سبق وتلقى إخطارًا أوليًّا باستحواذ شركة مستشفى كليوباترا والمرتبطة بإدارة وملكية كل من مستشفى القاهرة التخصصي والنيل البدراوي والشروق والكاتب وكوينز ومستشفى بداية على مجموعة ألاميدا للرعاية الصحية المرتبطة بإدارة وملكية كل من مستشفيات السلام الدولي بالمعادي والسلام الدولي بالقطامية ومستشفى دار الفؤاد 6 أكتوبر ومستشفى دار الفؤاد مدينة نصر ومعامل يوني لاب والمركز الالماني لإعادة التأهيل ومجموعة عيادات طبيبي 24/7