الصيد الجائر يهدد الحياة البيئية في مصر: أكثر من 30 ألف حيوان ونبتة مهددة
الإثنين، 28 ديسمبر 2020 11:20 ص
أكثر من 63 نوع من النباتات ، و7 أنواع من الثدييات و 143 من الحيوانات والاسماك غير موجودين إلا فى البيئة المصرية.
تنوع البيئة المصرية ما بين ساحلية وزراعية وصحراوية وجبلية جعلها تتمتع بتنوع بيولوجي كبير ساهم في عملية التوازن البيئي، لكن الصيد الجائر للحيوانات والتجارة غير الشرعية بالزواحف والطيور يهدد الحياة البرية، ويساهم فى اختفاء الكثير من انواع الحيونات.
ورصد الاتحاد العالمي للمحافظة علي البيئة ما يعرف بإسم "القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض"، أن 12 ألفاً و259 نوعاً من الحيوانات والنباتات فى مختلف أنحاء العالم، أصبحوا مُهددين بالانقراض، لذلك حظر قانون البيئة المصري فى المادة رقم 28 أى تعامل مع أى نوع من الحياة البرية إلا بعد الحصول على تصريح من جهاز شئون البيئة، والذى يحدد الأنواع المحظور صيدها والمناطق التى يحظر فيها الصيد.
وقال الدكتور أيمن حمادة، رئيس الإدارة المركزية للتنوع البيولوجى بوزارة البيئة، إن التنوع البيولوجى يواجه تحديات كبيرة رئيسية، هى: « التلوث بكل أشكاله، الصيد الجائر للموارد الطبيعية، التغيرات المناخية وارتفاع غازات الاحتباس الحرارى »
وأضاف: أن الصيد الجائر للحياة البرية، كان سببا فى اختفاء أكثر من 46% من الحيوانات المهددة للانقراض، مثال السلحفاة المصرية الصغيرة، والذى يحب كثيرا من المواطنين اقتنائها فى منزلهم، تسبب ذلك فى ضغط شديد على تجميعها، وأصبحت غير موجودة إلا فى نطاق ضيق جدا، رغم أنها كانت موجودة على طول الساحل الشمالى بكثرة، نتيجة للتجارة غير الشرعية بها.
وأوضح حمادة، أن التجارة غير الشرعية بالحيوانات أدت أيضا إلى ظهور التماسيح فى غير مناطقها الطبيعية، وتم ملاحظة ذلك من خلال تداول عدة حالات لوجود تماسيح فى مناطق سكنية، على مواقع التواصل الاجتماعى، لافتا إلى أن التماسيح لا توجد فى مصر إلا فى بحيرة ناصر خلف السد العالى، مؤكدا أن وجودها فى أى مكان أخر بفعل البشر نتيجة للصيد غير الشرعى، والذى أدى أيضا إلى إحداث فقد كبير فى التنوع البيولوجى، وفى أنواع من الحيوانات، مشيرا إلى وجود شواهد تؤكد وجود "الأفيال والزراف، والأسود" فى مصر، من مئات السنين، إلا أنهم تعرضوا للانقراض منها بسبب التجارة غير الشرعية.
وأشار رئيس الإدارة المركزية للتنوع البيولوجى، أن البيئة المصرية غنية فى تنوعها البيولوجى، حيث يوجد 36 نوعا من الأنظمة البيئية فى مصر، مثل البيئة البحرية وهى أكثرهم غناء، حيث يوجد أكثر من 320 من الشعاب المرجانية، وأكثر من 1200 نوع من الأسماك، وخاصة فى البحر الأحمر، بالإضافة إلى بيئة المناطق العالية مثل: جبل علبة وسانت كاترين، وبهم أيضا ثراء فى التنوع البيولوجى، حيث يتواجد بها أكثر من 63 نوع من النباتات غير الموجودة فى أى مكان فى العالم غير مصر، و7 أنواع من الثدييات المتوطنة ولها قيمة فريدة على مستوى العالم، بالإضافة إلى وجود 143 نوعا ذات قيمة عالمية سواء لأنهم مهددين أو لأنهم غير موجودين إلا فى مصر.
ولفت إلى أنه طبقا لأخر الاحصائيات فأن أكثر من 30 ألف نوع من النباتات والحيوانات تعيش فى مصر، وتوفر شبكة المحميات الطبيعية التى تمثل 15% من مساحة مصر، أهم طرق الحفاظ على هذه الكائنات والبيئات، نظرا لاحتوائها على تمثيل لكل الأنظمة البيئية، وأكثرها تمثيلا بيئة الشعاب المرجانية نظرا لأنها الأكثر قدرة على التحمل ومرونة وتفوق نسبتها لأكثر من 60%، وبيئة الأراضى الرطبة فى محميات البرلس والبردويل والزرانيق، والصحراوية فى الصحراء البيضاء، والبيئة الجيولوجية ممثل فى محميات مثل قبة الحسنة.
وأوضح أن التنوع البيولوجى أهميته لا تتوقف فقط على تواجد النباتات والحيوانات، حيث أن 75% من الأدوية الأكثر استخداما فى الصيدليات على مستوى العالم أصلها نباتى أو حيوانى، أبرزها أدوية السرطان ونزلات البرد، بالإضافة إلى أن 4 مليار إنسان يعتمدون فى التغذية على اللحوم، و1.8 يعتمدون على الأسماك كمصدر للبروتين.