في صالون الإعلام.. كيف تساند النخبة الدولة في مواجهة التطرف؟
السبت، 26 ديسمبر 2020 08:05 م
التنوير ودور القوى الناعمة والنخبة المثقفة فى بناء الوعى كان موضوع النقاش خلال اللقاء الشهرى لصالون الاعلام الذى تعقده مكتبة مصر العامة وشارك فيه الكاتب والمفكر حلمى النمنم وزير الثقافة السابق والدكتور رمضان الحضرى أستاذ النقد الأدبي.
وأكد المشاركون على أهمية مساندة النخبة المثقفة للدولة الوطنية وعدم التخلى عن دورهم فى بناء الوعى الشعبى فى مواجهة الفكر المتطرف واهداف الجماعة الارهابية، مشيرين إلى أن بناء الدولة كما يعتمد على المؤسسات المعنية بذلك لكنه أيضاً يحتاج إلى سواعد شعبية وثقافية خاصة فى ظل ما تواجهه الدولة من مخططات لنشر الفوضى والخراب.
وقال حلمى النمنم إن طه حسين كان نموذجا للمثقف الذى يساهم فى بناء الوطن وإذا كان البعض قرأ كتابه "مستقبل الثقافة فى مصر" باعتباره يخص الثقافة والتعليم فقط، لكن الحقيقة أن هذا الكتاب كان الجزء الأكبر منه يتحدث عن الهوية المصرية وضرورة الحفاظ عليها كما تضمن تصورا شاملا لفكرة بناء الدولة ثقافيًا وتعليميًا وسياسيًا.
وأشار حلمى إلى أن عميد الأدب العربى تنبه مبكراً لخطر جماعات التأسلم السياسى وتحديداً الجماعة الإرهابية، ولذلك أطلق صرخته للتحذير من الوقوع فى فخ أكاذيبهم وخداعهم والتأكيد على أهمية التمسك بالدولة الوطنية، وطالب الراشدين فى المجتمع المصرى بضرورة مواجهة هذه الجماعة التى لا تؤمن بالوطن ولا تحترم الهوية المصرية بل تسعى لتدميرها ولذلك كانت ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو هدفها الأول إنقاذ الهوية المصرية من تلك الجماعة، قائلاً إن ثورة 30 يونيو تؤكد ان الهوية المصرية راسخة ولن يستطيع أحد المساس بها.
ولفت النمنم إلى أن طه حسين كان من المطالبين مبكراً بضرورة وجود جيش وطنى يدافع عن الارض والمقدرات والهوية المصرية ولذلك كان من اشد المؤيدين لثورة يوليو لأنه كان يرى أن الجيش هو القادر على حماية مصر وإنقاذها، وقد ثبت تاريخيا صدق رؤيته وما زال الجيش يمارس دوره سواء فى الدفاع عن الوطن او هويته وفى الوقت نفسه المساهمة فى بناء الدولة.
وقال الدكتور رمضان الحضرى إن أي تأخر أو تخلف يصيب المجتمع معناه أن النخبة المثقفة لم تقم بدورها ومثلما قام جيل طه حسين بدوره فى بناء الوعى فالمطلوب من الجيل الحالى من المبدعين والمثقفين أن يواصلوا هذا الدور الوطني خاصة في ظل ما تواجهه مصر الآن من تحديات، مضيفاً أن طه حسين لم يكن يطمع فى منصب أو مجد شخصى ولكنه كان يمتلك أمانة المثقف والمفكر ويدرك حق الوطن.
ولفت إلى أن قدر الإنسان المصري أن يكون هو من يتحمل مسئولية الأستاذ، وأن يقود مشاعل التنوير ليس للمنطقة بل للعالم كله، مشيراً إلى أن طه حسين سيظل بفضل فكره نموذج حاضر فى كل العصور وكل الأجيال وكلما واجهت مصر تحديات رجعنا إلى ما كتبه وتركه لنا عميد الأدب العربى لنجد فيه الحل.
وأشار إلى أن كتاب مستقبل الثقافة رغم صدوره منذ أكثر من 83 عاماً، لكنه استوعب كل ما تحدثت عنه كل المؤلفات التى صدرت حتى الآن وتناقش تطوير التعليم.