العالم يدق ناقوس الخطر.. كورونا يواصل التحور

ما زال الفيروس يفاجئ العالم كل يوم بتحور وشكل جديد لسلالته التي تمكنه من إصابة البشر أكثر وأكثر، فبعد ظهور السلالة الإنجليزية ظهرت أيضا سلالة جديدة بجنوب أفريقيا ونيجيريا واليوم بفرنسا وأيرلندا.

وفي ظل تحور وباء فيروس كورونا وارتفاع أعداد الإصابات بشكل كبي، إذ وصلت الأعداد الى 79.8 مليون شخص ووفاة 1.75 مليونا، أكدت أيرلندا وفرنسا أن نوع المملكة المتحدة الجديد شديد العدوى من فيروس كورونا قد هبط على شواطئهما على الرغم من حظر السفر وسط مخاوف من ارتفاع عدد حالات الإصابة والوفيات في البلدين، ووفقا لتقرير لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.

يأتي ذلك بعد أن حذر مستشارو الصحة البريطانية من أن بريطانيا بحاجة إلى تسريع برنامج التطعيم الخاص بها إلى مليوني جرعة في الأسبوع وإغلاق وطني من المستوى الرابع طوال شهر يناير إذا أرادت منع السلالة الجديدة سريعة الانتشار من فيروس كورونا من مضاعفة فيروس كورونا- 19 حصيلة الوفيات حتى نهاية يونيو 2021.

وفي تنبؤات مرعبة نُشرت يوم الأربعاء الماضى، قال الباحثون الذين ينصحون الحكومة إنهم يعتقدون أن الفيروس المتحور الجديد، الذي تم اكتشافه في كينت وكشفه الوزراء الأسبوع الماضى، هو أكثر عدوى بنسبة 56 % من سابقه، ويمكن أن يموت 83 ألف آخرون إذا لم يتم تطعيم الناس أسرع مما هم عليه الآن.

يأتي ذلك في الوقت الذي سجلت فيه إنجلترا 32725 حالة إصابة بفيروس كورونا خلال الـ 24 ساعة الماضية، وفقًا لأحدث الأرقام، حيث تم إلغاء فقاعات الأعياد للملايين، وأكد الخبراء أنه قد يكون الإغلاق الكامل من المستوى الرابع مع إغلاق المدارس في جميع أنحاء بريطانيا طوال شهر يناير، جنبًا إلى جنب مع معدل التطعيم المذهل، هو الطريقة الوحيدة لوقف عدد الوفيات في الأشهر الستة المقبلة أعلى من عام 2020 بأكمله وحتى أفضل سيناريو يمكن أن يشهد وفاة 35700 شخص آخر بسبب كورونا، مؤكدين إنه على الرغم من عدم وجود دليل على أن الفيروس المتحور أكثر فتكًا، فإن حقيقة أنه ينتشر بشكل أسرع تعني أنه سيؤدي إلى المزيد من الحالات والوفيات ستزداد حتمًا.

وأشار الباحثون إلى أن الأشخاص الذين يعيشون في بعض المناطق التي لم تنتشر فيها السلالة الجديدة من الفيروس بعد يمكن تجنيبهم آثار الفيروس سريع الانتشار إذا كانت اللقاحات سريعة وحالات الإغلاق صارمة، ولكن لا يبدو أن هناك شيئًا أي تدابير قوية بما يكفي لمنعه من التسبب في المزيد من حالات دخول المستشفيات والوفيات في جنوب إنجلترا. يأتي ذلك في الوقت الذي تشير فيه تقديرات مكتب الإحصاءات الوطنية المنشورة اليوم إلى أن أعداد من يحملون الفيروس التاجي عادت الآن إلى مستويات ما قبل الإغلاق، مع إصابة حوالي 646 ألف شخص الأسبوع الماضي، ارتفاعًا من 567 ألفا في الأسبوع السابق.

في غضون ذلك، أكد فريق الطوارئ الوطنية للصحة العامة في أيرلندا (Nphet) اليوم أنه تم تحديد السلالة حيث تم الإعلان عن 1025 حالة جديدة وحالتى وفاة أخريين بسبب المرض. يأتي ذلك على الرغم من تمديد الحكومة الأيرلندية للحظر على الرحلات الجوية ورحلات عبارات الركاب من بريطانيا إلى أيرلندا حتى 31 ديسمبر، وعادت أيرلندا إلى إغلاق المستوى الخامس أمس وستستمر القيود حتى 12 يناير، حيث أُجبرت المطاعم والحانات على الإغلاق لكن المتاجر لا تزال مفتوحة لا يسمح بالتجمعات بين الأسر في المنازل الخاصة والحدائق، يأتي الإغلاق وسط مخاوف من خروج المرض عن نطاق السيطرة مع تزايد أعداد الفيروس الآن بنحو 10 في المائة كل يوم.

وقال كبير المسؤولين الطبيين توني هولوهان في بيان: «يمكنني أن أؤكد أننا اكتشفنا البديل البريطاني الجديد لـفيروس كورونا من خلال تسلسل الجينوم الكامل في المختبر المرجعي للفيروسات الوطني» في كلية دبلن الجامعية، مضيفا: «ستحدد الاختبارات الإضافية في الأيام والأسابيع القادمة مدى وجودها بأيرلندا في غضون ذلك، من المهم للغاية أن يبقى كل منا في المنزل، وأن نتجنب الاتصال الاجتماعي ونتجنب جميع أشكال السفر غير الضروري».

وفي الأيام الأخيرة، أصدر Nphet مزيدًا من النصائح للحكومة يوصي فيها بإغلاق جميع متاجر التجزئة غير الأساسية اعتبارًا من يوم غد، بسبب القلق المتزايد من سرعة انتشار المرض بين جميع الفئات العمرية.