واصلت دول العالم وقف السفر من وإلى بريطانيا مع انتشار السلالة المتحورة من فيروس كورونا بها، حيث أعلن العراق والأردن ونيبال منع السفر إلى المملكة المتحدة.
ودعا الاتحاد الأوروبى مواطنيه إلى عدم السفر إلى بريطانيا إلا فى حالة الضرورة القصوى، قالت صحيفة الجارديان، إن رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون يواجه ضغوطا مكثفة لفرض إغلاق وطنى آخر فى غضون أيام، بعدما بدأت عشرات من دول العالم فى حظر السفر الجوى مع بريطانيا.
وحذر مستشارون علميون للحكومة من أن عدم التحرك يمكن أن يكلفهم عشرات الآلاف من الأرواح ويخاطر بكارثة اقتصادية واجتماعية وبشرية، مع انتشار السلالة الجديدة من كورونا عبر بريطانيا وخارجها، فيما حثت الحكومة المواطنين على تجنب شراء الذعر بعدما تكدس البريطانيين فى المتاجر لتخزين السلع خوفا من الفترة القادمة.
وفي مؤتمر صحفى فى داوننج ستريت، سعى جونسون لطمأنة قادة العالم الآخرين بأن بلاده تحركت سريها، وقال إنه يأمل أن يرى الجميع أنه بمجرد أن تم إخبار الحكومة بالانتقال السريع للسلالة الجديدة من كورونا، تم تقديم كافة المعلومات الضرورية مع منظمة الصحة العالمية، وقاموا باتخاذ التحركات الحاسمة فى اليوم التالى لوقف انتشار الفيروس المتحور داخل بريطانيا.
وأصر داوننج ستريت على أن الإجراءات التى تم اتخاذها بداية هذا الأسبوع، والتى وضعت لندن ومناطق فى جنوب وشرق إنجلترا فى المستوى الرابع من القيود والقريب من الإغلاق يمكن أن تتحكم فى انتشار الفيروس المتحور.
لكن على الجانب الآخر، كانت رسالة مسئولي الصحة والعلماء مختلفة تمامًا. ففى بيان مشترك ، قال مديرو الصحة العامة في مانشستر الكبرى إن أي شخص يصل إلى المنطقة من المستوى الرابع أو من ويلز التى تخضع للإغلاق، يجب أن يعزل نفسه 10 أيام على الأقل.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة التليجراف البريطانية إن وزراء الحكومة البريطانية يبحثون إبقاء المدارس مغلقة طوال شهر يناير، بعد انتهاء عطلة أعياد الميلاد فى ظل مخاوف من أن السلالة الجديدة من كورونا تنتشر أسرع بين الأطفال.
وأوضحت الصحيفة أن علماء الحكومة البريطانية أعربوا عن قلقهم من أن الأطفال ربما يشعلون الزيادة الجديدة فى الإصابات بالفيروس فى انحاء البلاد، مع ارتفاع الحالات بنسبة 55% فى أسبوع واحد.
وكتبت الاتحادات الخاصة بالتعليم لرئيس الحكومة بوريس جونسون تطالب بتأجيل إعادة فتح المدارس للفصل الدراسى التالى فى ظل أدلة متزايدة على أن الفيروس المتحور يصيب الأطفال بفعالية أكبر.
ويأتى هذا مع إثارة علماء من جماعة "نيرفتاج" التى تقدم المشورة للحكومة البريطانية، المخاوف من أن السلالة الجديدة ربما تنتشر بفعالية أكبر بين الأطفال مقارنة بالسلالة الأصلية. وقالوا إن هذا ربما يفسر لماذا ظل الفيروس يزداد انتشارا فى بعض المناطق خلال الإغلاق الثانى، حيث كانت المدارس مفتوحة لكن البالغين ظلوا فى منازلهم.
وكان البروفيسور نيل فيرجسون، خبير الأوبئة بإمبريال كوليدج لندن رئيس جماعة نيرفتاج العلمية، قد حذر من أن السلالة المتحورة من الفيروس تنتشر أسرع بين الأطفال، وقال إن البيانات حتى الآن تشير إلى أن السلالة الجديدة لديها ميل أعلى لإصابة الأطفال بمعدلات أعلى بشكل ملحوظ إحصائيا بين الذين تقل أعمارهم عن 15 عاما مقارنة بمعدلات الفيروس المعتاد.
فيما قال البروفيسور ويندى باركلى، عضو المجموعة نفسها، لإن بعض التغييرات التى تم ملاحظتها فى الطفرات تسببت فى أجراس إنذار لأنها تبدو أنها تسهل انتشار الفيروس. وأشارت إلى أن ذلك قد يفسر سبب انتشار الفيروس بسهولة أكبر بين الأطفال حيث يعتمد الفيروس على مستقبلات يسهل العثور عليها لدى البالغين.