ارتفاع الأسعار يطفئ شجرة الكريسماس .. الأزمة الاقتصادية تؤثر على احتفالات رأس السنة فى لبنان؟
الأربعاء، 23 ديسمبر 2020 05:00 م
المدن اللبنانية لم تشارك في مسابقة "أعظم شجرة"عيد ميلاد والمنافسة على "أجمل زينة "
كان عام 2020 عامًا قاسيًا وصعبًا للغاية على لبنان، الذى عانت من أزمات متتالية ابتداءً من جائحة فيروس، للانفجار الضخم الذى هز مرفأ بيروت، إلى أزمة اقتصادية طاحنة، أثرت بشكل كبير على أجواء الكريسماس هذا العام، إذ غابت أجواء الزينة عن الطرقات والساحات، حيث خرجت المدن اللبنانية من لعبة "أعظم شجرة"عيد ميلاد والمنافسة على "أجمل زينة".
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة اندبندنت عربية، فإن العائلات اللبنانية لم تتمكن من شراء زينة الميلاد، وتأثرت بالوضع الاقتصادي ، واستغنى البعض عن الشجرة والمغارة، فيما أصرّ آخرون على تزيين المنازل فقط من أجل الأطفال الصغار والأحفاد.
وقالت السيدة كلود عواد، وهى أم لثلاثة أطفال: "الزينة لم تعُد تعنى شيئاً، وبالتحديد في هذا العام "، إلا أنها تركت خيار تركيبها لأحفادها، وكذلك اختيار الزينة من بين المواد والأدوات التي سبق واستخدموها في الأعوام السابقة، واحتفظت بها لارتفاع الأسعار.
وقارنت السيدة اللبنانية وضع هذا العام بالسنوات السابقة، مشيرة إلى أنهم اعتادوا على التجهيز والتحضيرات قبل العيد بشهر، وكانت تنتشر الفرحة والزينة في كل مكان وكذلك أغاني وتراتيل العيد، موضحة أن هذا العام أصبح كل شيء مؤجلاً ومعلّقاً.
وأشار التقرير أن الترشيد الذى اعتمده اللبنانيين هذا العام أمتد أيضا إلى تبادل الهدايا، إذ يستشعر الأهالى الحرج بين رغبتهم في شراء الأغراض التي يتوق الأولاد لاقتنائها وعجزهم عن الوفاء بهذا، في وقت خرجت الأسعار عن السيطرة من مجوهرات، وعطور، وملابس فاخرة، وأغراض شخصية.
حيث وجدت العائلات اللبنانية نفسها مضطرة لتقليل هامش تبادل الهدايا والتجمعات العائلية بسبب الوضع الصحى، من جهة، والأزمة الاقتصادية من جهة أخرى.
وقالت كريستين يمين، أن العائلة اعتادت على تبادل الهدايا على نطاق واسع، وعدم اقتصارها على الدائرة القريبة الضيقة، ووصفت أسعار هذا العام بالخيالية، لذلك تم تخفيف الزينة، واكتفت بإهداء الأطفال الصغار لأن "براءة الطفل لا تُقدر القيمة المادية للهدية".
كما استنكرت سبب مضاعفة الأسعار بصورة كبيرة لدى المؤسسات التي تمتلك بضائع قديمة في مستودعاتها، وتقول أنها أثناء محاولة شراء نجمة لوضعها على رأس الشجرة أزالت الثمن عنها واكتشفت أن الثمن الجديد يمثل أربعة أضعاف ثمنها العام الماضى.
كما تأثرت أجواء العيد بجائحة كورونا، فقد انعكس التباعد الاجتماعي وسادت حالة من فتور العلاقات، وزيارات المعايدة، والطقوس والصلوات الجماعية. ومن المتوقع استمرار هذا الأمر لسنوات، مما سيؤدي إلى تغييرات دائمة في الثقافة والمجتمع.