رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان: السجون المصرية أفضل بكثير من سجون دول تنتقدنا.. وانتخابات مجلس النواب نزيهة
الثلاثاء، 22 ديسمبر 2020 02:45 م
كشف عصام شيحة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الانسان، عن أبرز الملفات والأنشطة التى ستكون على رأس أولوياته خلال الفترة المقبلة عقب انتخابه رئيسا للمنظمة، مؤكدا أن الدولة المصرية فى السنوات الأخيرة تمتلك رؤية واستراتيجية للدفاع عن حقوق الإنسان، وأنها حققت نوعا من الردع فى قضايا الفساد، فتم الحد كثيرا من تلك القضايا، وأن استضافة مصر للمؤتمر الدولى للدول المعنية بمكافحة الفساد فى 2021 يأتى تقديرا للإنجازات الكثيرة التى حققتها.
نحن نقدر المجتمع المدنى، ومدركين حجم التحديات التى تواجهه، فالمجتمع المدنى المصرى، وفى القلب المنظمات الحقوقية، يعتمد بشكل كبير على التمويل الخارجى، لأن التمويل الداخلى عليه صعوبات شديدة وكبيرة، نأمل فى أن تمكن الدولة رجال الأعمال والقطاع الخاص والمصريين من أن يساهموا فى دعم منظمات المجتمع المدنى على أن تخصم هذه المبالغ من الضرائب. المواطنون لوقت طويل كان لديهم تخوف من التبرع لمنظمات المجتمع المدنى وللمنظمات الحقوقية، لأنهم يستشعرون أن هناك موقفا منهم إذا تم ذلك، علينا كمنظمات مجتمع مدنى دور كبير فى تصحيح الصورة الذهنية لدى المواطن المصرى، ولدى بعض مؤسسات الدولة عن المنظمات الحقوقية، ولكن فى الوقت ذاته على الدولة ومؤسساتها والمواطنين أن يتفهموا طبيعة عمل منظمات حقوق الإنسان، لنا علاقات دولية متعددة، هذه العلاقات نستثمرها فى الحفاظ على حالة حقوق الإنسان فى مصر، وتوضيح الصورة الحقيقية لما يحدث داخل مصر، لدينا مصداقية كبيرة فى المجتمع الدولى، نحن مضطرون ومصرون على الحفاظ عليها وعدم الإساءة إليها، لأنها فى النهاية تخدم على الدولة المصرية والمواطن المصرى.
وحول معاناة المنظمة المصرية لحقوق الإنسان فى الفترة الأخيرة من أزمة مالية قال:" بالفعل المنظمة المصرية لحقوق الإنسان تعانى من أزمة موارد مالية، ويكفى أن أذكر أنه فى السنة الأخيرة كان أغلب أنشطتنا، بما فيها المرتبات والإيجار، كان يتحملها حافظ أبوسعدة على حسابه الشخصى، وعندما أخبرنا زوجة الراحل حافظ أبوسعدة عن أن المنظمة مدينة للراحل حافظ أبوسعدة بمبالغ مالية، كان ردها أنه قال فى وصيته، إنه متبرع بهذه المبالغ للمنظمة، ورفضت زوجته اعتبار تلك المبالغ دينا على المنظمة".
وحول تعليقه على التقارير التى تخرج من منظمتىّ «هيومان رايتس ووتش» و«العفو الدولية» قال إن البعض يتصور أن مهمة منظمات حقوق الإنسان، هى الدفاع عن مصر فى مواجهة المنظمات الدولية، أو الاتحاد الأوروبى، أو البرلمان الأوروبى، لكن حقيقة الأمر أن منظمات حقوق الإنسان معنية بالدفاع عن حالة حقوق الإنسان داخل مصر، تدافع عن الدولة من خلال تقاريرها والرصد الذى يتم داخل الدولة، ونقل حقيقة ما يحدث داخل الدولة، نشتبك مع كل المنظمات الدولية فى التقارير التى تصدر عنها، فعندما نرى تقريرا منها بعيدا عن النزاهة أو الحيادية، نصدر بيانا للرد عليه بالوقائع.
وبشأن كيفية التعامل مع تقرير البرلمان الأوروبى غير الموضوعى والمسيس بشأن حالة حقوق الانسان فى مصر قال من حظنا أن لدينا غرفتين تشريعيتين، هما مجلس النواب ومجلس الشيوخ، واللذان أصدرا بيانين للرد على تقرير البرلمان الأوروبى، الذى اعتمد على كيانات تكن الكراهية للدولة المصرية، التقرير استقى معلوماته من منظمات بعيدة عن الواقع، ولم يتواصل مع منظمات المجتمع المدنى المصرية، وفى القلب منها المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، ليتحقق من صحة المعلومات، اندهشت من أن التقرير يحدد أشخاصا بعينهم، والطبيعى عندما تطلب الإفراج فإنك تطلب الإفراج عن الجميع، المنظمات المصرية تقوم بدورها على أكمل وجه، حيث يتم إصدار بيانات بشكل عاجل وفورى عن أى حالات يتم إبلاغ المنظمات المصرية بها، ونرد عليهم دائما بطريقة المهتمين بالرأى العام، ولم يحدث أن هناك تقريرا صدر ولم نشتبك معه، أكدنا أكثر من مرة أن هذه التقارير مبنية على أرقام خاطئة، واشتبكنا مع العديد منها بصورة مباشرة.
تابع المجلس القومى لحقوق الإنسان يقوم بدوره على أكمل وجه، ونأمل أن يعاد التشكيل فى وقت قريب لضخ دماء جديدة بدلا من الذين خرجوا أو توفوا، لكن الجهة الوحيدة صاحبة الاختصاص فى تمثيل مصر، هى اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان، لأول مرة تجتمع الجذر المنعزلة كلها فى كيان واحد، يستطيع بما يمتلكه من خبرات وكفاءات ومعلومات، هذا لا يعفى منظمات المجتمع المدنى والمجالس القومية المتخصصة والمنتخبة من أن كل واحد يقوم بدوره فى الدفاع عن حالة حقوق الإنسان فى مصر أو الدفاع عن الدولة المصرية، إذا كانت هناك افتراءات أو ادعاءات.
وحول مشاركتهم فى إعداد الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان المعدة من اللجنة العليا الدائمة قال تم أخذ رأينا فى كل هذه الأمور، لكن فى النهاية رأينا استشارى، الهدف من الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان أن تكون لدينا رؤية واضحة للتعامل مع حالة حقوق الإنسان وتحسين حالة حقوق الإنسان، وتمثيل مصر فى المجالس الدولية من خلال هذه اللجنة، وهذه نقلة نوعية كبيرة نجحت فيها الدولة المصرية، لقد أصبحت لدى هذه اللجنة القوة القانونية التى تمكنها من الاتصال بهذه الجهات، وأن تحصل على المعلومات فى أسرع وقت.
وبشأن الأوضاع داخل السجون المصرية قال شاركت فى زيارة بعض السجون رفقة المنظمة العربية لحقوق الإنسان، وإحدى المنظمات الدولية الإيطالية، الجانب الإيطالى الذى زار السجون أثنى، وقال ربما تكون أفضل بكثير من سجون بعض الدول التى توجه إلينا انتقادات عن حالة السجون فى مصر، يكفينا أن هناك إرادة لدى القائمين على السجون لتحسين حالتها، جائحة كورونا كانت سببا فى تحسين الحالة، وتوسيع الحالات والرعاية الصحية الخاصة بالسجناء.
وحول متابعة بيان النيابة العامة المصرية ونيابة روما حول واقعة ريجينى قال الدولة المصرية تعاملت فى هذه القضية بشفافية كبيرة، وكان هناك تعاون كبير بين مؤسسات الدولة المصرية وفى القلب منها النيابة العامة مع نيابة روما، بيان النيابة المصرية يتفهم ما تسعى إليه نيابة روما من إحالة القضية إلى المحاكمة، ولكن على الجانب الآخر نرى أن هذه الاتهامات افتقرت من الناحية القانونية لأدلة ثبوت قاطعة، القضايا الجنائية تصدر الأحكام فيها بناء على الجزم واليقين، ولا تبنى على الشك والتخمين، الأدلة المقدمة حتى هذه اللحظة كلها «تخمين» وبعيدة عن أدلة الثبوت، ولكن نتفهم الظروف التى تمر بها الدولة الإيطالية، لديهم انتخابات مبكرة، ومزايدات ما بين الأحزاب السياسية وضغوط من بعض المنظمات الإقليمية، كل ذلك جعل منظومة حقوق الإنسان تعود مرة أخرى لتكون أداة من أدوات التدخل فى الشؤون الداخلية للدول.