المظلومون في المستطيل الأخضر.. منع مواهب كروية دون اختبار
الأحد، 20 ديسمبر 2020 12:00 ص
فى كل عام، يتدفق الآلاف من الناشئين على الأندية للاختبار أملاً فى الحصول على فرصة لاحتراف معشوقتهم كرة القدم، ووسط هذا الزحام هناك عناصر تستبعد من أول نظرة، والسبب أنهم لديهم مشاكل فى أيديهم، فكيف سيصبحون لاعبين؟! لذا لا يتم منحهم الفرصة لإثبات الذات ويطلب منهم التعامل مع الساحرة المستديرة كهواية أو البحث عن لعبة أخرى تناسب حالتهم باعتبارهم من ذوى الإعاقة.
هؤلاء ممن يمكن إطلاق عليهم الراسبين فى كشف هيئة الكرة، يتساءلون لماذا نحرم من الفرصة بدون اختبار؟.. أليست كرة قدم، ونحن قادرين على ممارستها بكل اقتدار، ألا يوجد فى تاريخ الساحرة المستديرة أمثلة للاعبين أبدعوا فى الملاعب وعانوا من مشاكل فى أيديهم أيًا كان نوعها؟
ولعل الإجابة عن التساؤلات السابقة نجدها فى الصفحات الأولى من كتاب كرة القدم، وتحديدًا أول نسخة من المونديال عام 1930، وبين صفوف منتخب أوروجواى صاحب الأرض والفائز باللقب آنذاك تواجد لاعب يدعى هكتور كاسترو، ولقبه «المانكو» أى «ذو الذراع الواحدة» فقد كانت ذراعه اليمنى مبتورة إثر حادث تعرض له فى سن الثالثة عشرة.
ولم تكن مشاركة هكتور أو المانكو مع منتخب الأوروجواى من باب الشفقة أو التعاطف، وخير دليل على ذلك اعتماد المدرب عليه وتسجيله هدفين فى المونديال، أولهما فى مرمى بيرو والثانى فى المباراة النهائية فى مرمى الأرجنتين، وكان آخر أهداف البطولة.
لحظات المجد فى كأس العالم، باتت خير تكريم لمسيرة كاسترو العظيمة، خصوصا أنه بعد حادث ذراعه اعتقد الجميع بما فيهم أسرته أنه شخص بلا مستقبل إلا أنه خالف توقعات الجميع، وانضم فى عام 1921 إلى نادى أتلتيكليتو، ليخطف أنظار مسؤولى ناسيونال، النادى الأهم فى أوروجواى وقتها.
وبعد فاصل من التألق، انضم «المانكو» لمنتخب الأوروجواى محققًا معه لقب كأس أمريكا الجنوبية «كوبا أمريكا حاليا» 1926، ثم الميدالية الذهبية لكرة القدم فى دورة الألعاب الأوليمبية فى أمستردام 1928، ثم المونديال ليصبح واحدا من العلامات المسجلة فى تاريخ كرة القدم بالأوروجواى والعالم أجمع.
ورغم أن قصة الأوروجويانى ذى اليد الواحدة مر عليها قرابة المائة عام لكنها تظل الأكثر إلهامًا مع العلم أن هناك حكايات مشابهة للاعبين فقدوا ذراعهم مثل هاردلايف زفريكوى لاعب كابس يونايتد الزيمبابوى الذى تم بتر جزء من ذراعه إثر حادث سير فى مارس 2018، لكنه عاد مجددًا واستكمل مسيرته الكروية.
أيضًا كانت هناك قصة لا تقل إلهامًا عن مسيرة المانكو، فقد عرف شتوتجارت الألماني أسطورة أسمها "روبرت شيلينز"، انضم إلى صفوف النادى بعد الحرب العالمية عام 1954، وسجل بقميص الفريق 143 هدفا وخاض قرابة الـ 390 مباراة، وكل هذه الإنجازات وهو بذراع واحد فقط لكن موهبتها فاقت كل التوقعات.
النجم التاريخى لشتوتجارت كان قد تعرض إلى حادث سير في 1948 نتج عنها خسارة ذراعه الأيسر إلا أن مدربه في هذا الوقت جورج فورزر أقنعه بالاستمرار في الملاعب ليعود ويسطر تاريخًا ولا أروع خلال 12 عامًا فاز فيهم بمرتين للدورى العام ومثلهما للكأس، كما انضم إلى صفوف المنتخب الألماني ولعب 3 لقاءات، ولاتزال جماهير النادى الألماني تذكر أسطورتها حتى الآن تكريمًا على إنجازاته المبهرة.
الحكايات السابقات القديم منها والحديث تشير إلى شىء واحد، أن مشاكل اليد لم تمنع اللاعبين من ممارسة كرة القدم، لكن ماذا يحدث فى مصر؟ كيف يتم التعامل مع تلك الأمور فى مراحل الناشئين بالأندية المصرية؟ ولعل هذا ما تجيب عليه الحكايات التالية للاعبين يعانون من مشاكل متنوعة بالأيدى وفى الوقت ذاته يمتلكون الموهبة لممارسة كرة القدم بأقدامهم.
فى عالم كرة الهواة فى محافظة الفيوم، ذاع صيت محمود كامل الطالب بكلية الآداب جامعة الفيوم صاحب الـ23 عامًا لدرجة أنه بات معروفًا باسم محمود الخطيب كتشبيه بأسطورة كرة القدم المصرية «بيبو»، رغم مهارته العالية لم يمارس اللعبة كمحترف إلا فى أوقات قليلة، لأنه يعانى مشكلة فى أطرافه.
عن حكايته مع الساحرة المستديرة، يحكى محمود أنه متيم باللعبة منذ الصغر ودائما كان يحلم بأن يصبح لاعب كرة محترفا، لكن كل شىء انتهى بسبب مشاكل يده، ساردًا أنه عندما كان فى عمر الثالثة عشر عامًا كان يمثل فريق مركز شباب الخواجات، وشارك معهم فى بطولات على مستوى المحافظة والجمهورية، وقد كان هناك حكام ولاعبون كبار يأتون لمشاهدتهم.
ويستكمل الطالب بكلية الآداب حكايته أنه فى إحدى المرات، تحدث معه أحد ملاك الأكاديمية الكروية بالمحافظة عندما رآه يلعب بالصدفة فى إحدى الدورات، وطلب منه اللعب باسم أكاديميته على أمل تسويقه وبيعه فى المستقبل لأحد الفرق الكبرى، كما يفعل دومًا، خصوصا أنه رأى فيه موهبة كبيرة، وبالفعل شارك مع مواليد 1998، فى العديد من المباريات، بينما حالت ظروفه الشخصية وحاجته للعمل والخوف من اللهث وراء سراب الكرة منعه من استكمال المسيرة مع فريق هذه الأكاديمية رغم إيمان مالكها بموهبته، ورؤيته أن مشاكل يديه لن تمنعه من احتراف الكرة.
رغم إيمان محمود أن لديه القدرة الكاملة على ممارسة كرة القدم بشكل طبيعى، لكن هذا لم يمنعه من محاولة الالتحاق بفريق ذوى الإعاقة بالمحافظة، وهذا أيضًا لم يكتب له النجاح، وبحسب تعبيره فإن الاختيارات تتم بالوساطة، خاصة أن هناك آباءً لديهم أموال ونفوذ يريدون إدخال السرور على أبنائهم، وإشراكهم فى تلك المسابقات لذا فالكفاءة والموهبة ليسا المعيار الأول للاختيار.
تولد يقين لدى محمود أن كرة القدم لن تصل به إلى أى شىء، لذا يتعامل معها كهواية حتى فى الجامعة عندما طلب منه المشاركة فى مسابقات ذوى الإعاقة للعدو أو السباحة أو غيرها من الألعاب لم يمانع، خصوصا أن تركيزه حاليًا ينصب على استكمال دراسته، وعمله فى مطعم أسماك مملوك لأسرته.
وقد صدق اسمها «الساحرة المستديرة»، لأنها تسحر العقول وهذا ما فعلته فى عبدالرحمن محمود، 21 عامًا، طالب بكلية التجارة جامعة حلوان، فقد حاول مرارًا وتكرارًا فى طفولته الالتحاق بالأندية لكن كل محاولاته ذهبت هباءً بسبب مشكلة فى يده اليمنى.
ويحكى عبدالرحمن أنه أثناء ولادته كان يجب أن تتم العملية قيصريا وليس طبيعيا، مما أسفر عن مزق فى يده اليمنى، وقطع فى أعصاب الكتف مما استلزم عدة جراحات، وفى النهاية أصبح طول اليد اليمنى أقصر من اليسرى إلا أنها لا تمنعه من ممارسة كل الأنشطة بشكل طبيعى حتى فى الملعب لا تؤثر على توازنه فى الجرى أو الالتحامات لكنها كـ«شكل عام» تظهر كأن هناك أمرا غير طبيعى.
وفى إطار محاولات لاحتراف الكرة، انضم عبدالرحمن إلى نادى الإعلاميين لفترة، وكذلك حاول الانضمام إلى قطاع الناشئين فى الترسانة لكن لم تسير الأمور بشكل طيب خصوصا أنهم كانوا ينظرون له على أنه غريب ولن يتمكن من الاستمرار معهم لذا لم تتاح له الفرصة كاملة لإثبات الذات.
ويقول عبد الرحمن: «فى فترة الإعدادية تحديدًا كانت بالنسبة لى أن أكون أولا فى مسيرتى مع كرة القدم، لذا حاولت التوجه إلى اتحاد الكرة للسؤال عن وجود بند يمنع مشاركتى كلاعب كرة قدم بسبب مشكلة يدى اليمنى، وذهبت إلى أكثر من مكان، ولم أجد ردًا من أى مسؤول أو موظف فى كل مرة كانت هناك حجة جديدة مثل اليوم إجازة أو المختص غير موجود».
ويضيف صاحب الـ21 عامًا: «وبالتأكيد مع مرحلة الثانوية لا يكون هناك وقت لأى شىء سوى المذاكرة، كما أنه لم يتواجد أمامى فرصة سوى الانضمام إلى الأكاديميات، وفى الغالب يكون هدفهم تلقى الأموال منكم، وبعد ذلك التحقت بالجامعة»، لافتا إلى أنه انضم إلى فريق الجامعة لكرة القدم وقدم معهم مستويات جيدة، ويرى نفسه أفضل من زملاء له، يلعبون فى أندية لكنها لم تتاح له نفس فرصهم، إضافة إلى أنه اضطر لممارسة ألعاب القوى لذوى الإعاقة عندما أدرك أن النجاح فى عالم كرة القدم غير مكتوب له.
الرابط بين القصتين السابقتين أنهما لم يكتب لهما الاستمرار فى نادى أو ممارسة كرة القدم بشكل احترافى لمدة طويلة، على عكس حكاية عبدالرحمن يوسف صاحب الـ21 عامًا، فقد قطع شوطا طويلاً فى عالم الساحرة المستديرة ولا يزال متمسكا بحلمه حتى لو كان يلعب فى الدرجة الرابعة.
معاناة عبدالرحمن من مزق ولادة فى يده لم تمنعه مما يمكن تسميته بالمعافرة فى عالم كرة القدم حتى أنه فى صغره انضم إلى قطاع الناشئين بالأهلى ولعب هناك لمدة شهرين لكن مدرب شهير الآن كان وقتها مسؤولاً فى القطاع استبعده فورًا عندما شاهد يده ولم يمنحه فرصة ليتابع أداءه فى الملعب، ليرحل وينضم إلى صفوف مصر المقاصة وهناك لعب لمدة عامين ولاقى معاملة جيدة من المدرب المسؤول لكن مشكلته الرئيسية تمثلت فى تنمر وسخرية زملائه منه، حتى الإدارى المسؤول اعتاد التحدث معه بصورة بالغة السوء وتوجيه عبارات له من نوعية لماذا ترهق نفسك أنت لا تصلح؟ لن تتمكن من الالتحام بصورة طبيعية، ويجب عليك الرحيل من الفريق، وبالفعل بعد عامين رحل وانضم إلى قطاع الناشئين فى فريق ألماظة وقد كان عمره 18 عامًا وقتها.
رغم كل محاولاته اضطر عبدالرحمن للرضوخ إلى نصائح من حوله والبحث عن لعبة تناسبه، ووجد ضالته فى لعبة التايكوندو، وأصبح يمارسها بشكل منتظم إلا أن هذا لم يبعده نهائيًا عن ممارسة كرة القدم، لذا انضم إلى فريق عزبة النخل أحد فرق دورى الدرجة الرابعة.
وتتمثل مشكلة اللاعب الشاب أن يرى نظرة المدربين له غير موضوعية ولا تبنى على أساس المشاركة فى الملعب، فالتعامل معه يكون إما بالتجاهل التام أو إبداء التعاطف معه كفرد من ذوى الإعاقة رغم أن الوضع بالنسبة له طبيعى كأى لاعب آخر، إلا أن الثقافة العامة تحكم التعامل معه فى هذا الإطار، وللأسف بسبب هذا الأمر هناك مواهب لا تحصل على فرص يستحقونها.
ومن الذين لم يحصلوا على فرصة كاملة أيضًا، إبراهيم محمد محمد 22 عامًا طالب فى كلية الحقوق جامعة حلوان، أصيب بمزق فى الأعصاب، وأجرى فى طفولته عدة جراحات توصيل أعصاب مما نتج عنها قصر بسيط بين الذراعين لكنه لا يؤثر عليه فى الحركة نهائيًا، إنما هناك مشكلة فى الشكل العام لأحد ذراعيه.
ويسرد إبراهيم أنه فى صغره حاول الانضمام إلى الأهلى لكن بعد فترة من التدريبات أخبره أحد مدربيه هناك أنه لن تكون هناك فرصة متاحة له بسبب مشكلة ذراعه ونصحه بممارسة ألعاب قوى لذوى الإعاقة، إلا أنه اعتقد أنه يسخر منه، وبعد فترة فوجئ باتصال هذا المدرب وفعل ما نصحه به من عدمه، ليستجيب له فى النهاية، وقد حقق عدة بطولات جمهورية فى ألعاب القوى.
ويوضح الرياضى الشاب أنه فى كل مرة ذهب فيه إلى اختبار يتم استبعاده بسبب مظهره العام وبدون منحه فرصة، رغم أن أصدقاءه وآخرين متواجدين فى الملعب كانوا يؤكدون له أنه من أفضل المتواجدين فى الملعب، وأن يده لن تؤثر عليه نهائيًا، لافتًا إلى أنه يلعب فى منتخب جامعة حلوان، ويشارك معهم فى المسابقات المختلفة، إضافة إلى مشاركته مع نادى مسطرد الذى يلعب فى دورى الدرجة الرابعة، وتم تقييده باتحاد الكرة.
ويؤكد عبدالرحمن أن عشقه لكرة القدم ليس له حدود، لذا قرر تأسيس أكاديمية لتدريب الناشئين، وبعد خوض عدة مباريات مع فرق أخرى، تواصل معه مسؤولون فى نادى بيلا فى كفر الشيخ لتدريب فريق مواليد 2009، لكن الموسم لم يستكمل بسبب جائحة كورونا، لافتًا إلى أنه ينوى استكمال مسيرة التدريب والتقديم فى دورات اتحاد الكرة الخاصة بحصول على الرخصة لتسيير الأمور بشكل رسمى.
وطالب عبدالرحمن فى نهاية حديثه بالنظر إلى وضع فئتهم كلاعبى كرة قدم فهم لا يحسبون من اللاعبين الأسوياء، ولا يوجد فريق كرة قدم يضم من هم فى مثل حالته إذا تم اعتبارهم من ذوى الإعاقة، خاصة أن فرصة استكمال مسيرتهم مع فرق الدرجة الثانية والثالثة حتى باتت معدومة لتقدم سنهم.
ما الموقف القانونى والطبى والفنى؟
أحاديث اللاعبين السابقة تضمنت العديد من النقاط المهمة منها قدرتهم على أداء المهام المطلوبة على الصعيد البدنى والفنى داخل الملعب، وأنهم تعرضوا للظلم بسبب عدم إدراك البعض لحقيقة حالتهم وأيضًا لم يصادفوا من يؤمن بقدراتهم، إضافة إلى ذلك أنه لا يوجد ما فى اللوائح للاتحاد الدولى لكرة القدم ما يمنع مشاركتهم بصورة طبيعية.
على الصعيد القانونى، يقول محمد بيومى، خبير اللوائح الرياضية، إن مشاركة هؤلاء اللاعبين أمر فنى وطبى بحت ولا يوجد شىء فى اللوائح يمنعهم، مشيرًا إلى أن الشىء الممنوع يتمثل فى الاستعانة بأطراف صناعية لأن أى مواد صلبة من شأنها إيذاء اللاعبين لا يمكن استخدامها.
وبالنسبة لموقف الحكام فى الملاعب من هؤلاء اللاعبين، يوضح عصام عبدالفتاح، رئيس لجنة الحكام الأسبق، أنه لا يوجد فى القانون ما يمنع مشاركة مَن يعانى من أى مشكلة فى اليد سواء كان كف اليد أو المشاكل الأخرى، لا سيما إذا كانت لن تؤثر على أدائه البدنى، ولا فى توازنه فى الملعب، لافتًا إلى أنه أحيانًا يكون هناك لاعبون لديهم مشاكل فى الأقدام وأحيانًا بتر فى الأصابع، ولا يتم ملاحظتها، وعلى هذا المنوال يتم التعامل مع الأمور الأخرى.
ولفت الحكم الدولى السابق إلى أن مهمة الحكم هى الحفاظ على كل اللاعبين، وإذا كان هناك لاعب له طبيعة خاصة فما المانع؟ فالمهم أن تسير الأمور بشكل جيد داخل الملعب، لافتًا إلى عدم وجود شىء فى اللوائح يمنع لاعب لديه بتر فى كف اليد أو إصبع أو مشكلة أخرى من المشاركة فى المباريات.
بالنسبة للجانب الطبى، يقول دكتور محمد سلطان، رئيس اللجنة الطبية لاتحاد الكرة، إنه لا يتم التعامل مع المشاكل بشكل عام، فالوضع يختلف مثلاً إذا كانت يد أقصر من الأخرى عن المشاكل المتعلقة بالعضلات أو الأعصاب أو بتر فى جزء من الذراع، فكل مشكلة يتم تقييمها على حدة، لافتًا إلى أنه بشكل عام إذا كانت الإصابة ستؤثر على الحركة وتؤدى إلى خلل فيها هنا يكون الأمر صعب.
ويستكمل رئيس اللجنة الطبية لاتحاد الكرة، حديثه، قائلاً: «القصة ليست أنها كرة قدم، فاليد لا قيمة لها، لا، فالحكاية منظومة متكاملة، هناك تمارين يتم استخدام اليد فيها لتقوية عضلات الصدر أو غيرها، لذا لابد من إخضاع اللاعب إلى قياسات طبية لتحديد مدى كفاءته»، لافتًا إلى أنه إذا كان هناك لاعبون قادرون على تجاوز تلك القياسات بنسب مقبولة فإنه ليس لديه أى مشكلة نهائيًا.
وبالنسبة للجانب البدنى، يقول قاسم قدرى، أخصائى التأهيل والبرامج بالمنتخب الأولمبى، إنه بكل تأكيد إذا كانت هناك مشاكل فى الأيدى أو الذراعين على اختلاف أنواع المشكلة لن يتساوى اللاعب صاحب تلك الإعاقة مع اللاعب السليم بدنيًا بشكل كامل، خصوصا فى القدرات القصوى، والالتحامات العنيفة.
ويضيف أخصائى التأهيل، أنه فى حالة وجود لاعب لديه مهارات فائقة هنا يمكن أخذ التحدى والعمل مع اللاعب بشكل دقيق، وتحديد البرامج المناسبة له من أجل التأهيل على النحو الأفضل وإشراكه بالمباريات والاستفادة من قدراته بحسب حالته، والتعامل مع كل حالة بشكل منفرد.
بالنسبة لوجهة النظر الفنية، يقول ربيع ياسين، المدير الفنى لمنتخب الشباب، إنه لا يجوز نهائيًا تقييم اللاعب من حيث الهيئة الخارجية فقط أولًا يجب النظر إلى الموهبة فى الملعب ثم القياسات البدنية، وتطبيق الأسس العالمية فى التدريب بمعنى أنه إذا كان هذا العنصر مبشرا فى المستقبل ينبغى العمل معه بشكل دقيق من أجل تنمية مهاراته.
وأشار المدير الفنى لمنتخب الشباب إلى أنه على مدار خبرته فى التعامل مع منتخبات الشباب كان يجد لاعبين لديهم بعض الأمور مثل قدم أقصر من الأخرى بنسبة معينة لكن هنا يتم النظر إلى القدرات والتفوق فى الملعب وإذا كان موهوبًا ينبغى توفير الرعاية اللازمة له.
وحول استبعاد بعض العناصر من قطاع الناشئين نظرًا لما يقال عنهم أن هيئتهم لا تصلح، يوضح نجم الأهلى الأسبق، أنه فى عالم التدريب الحكم يكون بعد رؤية الأداء فى الملعب وتطبيق الأسس العلمية فى التدريب لأن مهمة اكتشاف نجوم المستقبل ليست بالقليلة، لافتًا إلى أن قطاعات الناشئين كلها تعانى من مشكلة رئيسية تتمثل فى غياب المتخصصين إلا فى حالات قليلة، وفى أوقات كثيرة يتم التعامل بعشوائية كبيرة فى اختبارات الناشئين، وعدم تخصيص مدرب لكل فئة سنية حتى يتم التعامل مع الموضوع بشكل دقيق.
تتبقى جزئية أخيرة هل هناك فرق تستوعب تلك الفئة للاعبين إذا تعذر مشاركتهم مع فرق الأسوياء، هنا يجيب رامى عبدالحميد، أمين صندوق اللجنة البارالمبية، قائلاً: «لا يوجد فريق كرة قدم لتلك الفئة من اللاعبين، لأنها ليست مدرجة فى البرنامج البارالمبى، واللجنة ملتزم بهذا الأمر»، مضيفًا: «هناك كرة قدم لفئات الصم والبكم وأيضًا يتم تأسيس اتحاد للاعبين مبتورى القدم، إنما مشاكل اليد لا يوجد لهم فريق».
وأشار أمين صندوق اللجنة البارالمبية إلى أنه إذا كان هناك عدد كبير من تلك الفئة يرغب فى تأسيس فريق خاص بهم، يمكنه التوجه إلى اللجنة وبحث الترتيبات اللازمة حتى يتمكنوا من ممارسة اللعبة التى يحبونها فهذا هو الهدف الأهم.