مع بدء دول العالم فى تطعيم سكانها ضد فيروس كورونا، ووضع كبار السن ضمن الفئات ذات الأولوية القصوى فى الحصول على اللقاح، تساءلت شبكة «سى إن إن» الأمريكية، عن أسباب عدم حصول الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته دونالد ترامب، أو الرئيس المنتخب جو بايدن حتى الآن على لقاح كورونا، على الرغم من أنها من الفئة العمرية ذات الأولوية بما أن كلاهما فوق الـ 70 عاما.
وقالت الشبكة إنه رغم أن الأول يقود حاليا الحكومة الفيدرالية والثانى سيحل محله قريبا وكلاهما فى السبعينيات من العمر، إلا أن كلاهما ليس ضمن المجموعتين اللتين حددتهما المراكز الأمريكية للوقاية من الأمراض بضرورة أن يحصلا عليها، وهما العاملون فى الرعاية الصحية والموجودون بمنشآت الرعاية.
لكن هناك دائما فئة خاصة لـ «قادة العالم الحر»، بحسب ما تقول سى إن إن، ولن يجادل أحد بأن هؤلاء لا ينبغى أن يحصلوا على اللقاح سريعا، فكلا من ترامب وبايدن لديه دورا مهما فى أن يؤكد للأمريكيين أن اللقاحات آمنة.
وكان د. أنتونى فاوتشى، أبرز خبراء الأوبئة فى أمريكا، قد صرح يوم الثلاثاء الماضى، بضرورة أن يحصل كلا الرجلين على اللقاح، وقال إننا لا نزال نريد حماية الأشخاص الذين لهم أهمية كبيرة لبلادنا فى الوقت الراهن.
وتوضح سى إن إن، أنه بالنسبة لـ بايدن، الذى لم يسبق إصابته بالفيروس، يبدو من غير المنطقى ألا يكون من بين أول من يحصلون على اللقاح، وكان بايدن قد صرح لسى إن إن، بأنه سيحصل على اللقاح فى مكان عام لبناء الثقة فيه، ويقول أشخاص مطلعون على خططه، إن بايدن من المرجح أن يحصل على حقنة اللقاح الأسبوع المقبل.
لكن بالنسبة لترامب، فإن هناك عامل معقد، حيث سبق إصابته بالفيروس فى أكتوبر الماضى. والأمر ليس أنه لا ينبغى أن يحصل على اللقاح، بل يجب أن يفعل فى النهاية، وأشارت التجارب السريرية إلى أن لقاح فايزر يمكن حقنه لمن أصيبوا من قبل. لكن سر التعقيد هو العلاج القوى الذى حصل عليه ترامب عندما أصيب بالفيروس، ولم يتضح كيف يمكن أن يؤثر على اللقاح، حيث ينبغى الحقن باللقاح بعد مرور 90 يوما على الأقل من الحصول على علاج أعراض كورونا.
وبما أن تشخيص إصابة ترامب بكورونا كان فى الثانى من أكتوبر، فأمامه حتى يناير على الأقل قبل الحصول على اللقاح. وقال مسئول بالبيت الأبيض لـ «سي إن إن»، إن الرئيس ترامب لا يزال يستفيد من العلاج الذى حصل عليه، وسينتظر قبل الحصول على اللقاح، على الرغم من أنه من المتوقع أن يحصل عليه نائب الرئيس مايك بنس قريبا، بينما حصل عدد من مسئولى البنتاجون على اللقاح بالفعل يوم الإثنين الماضى.
وكان تقرير سابق لـ «سي إن إن»، قد نقل عن مصدر لم يكشف عن هويته أن ترامب لا يبدو متشوقا بشكل خاص للحصول على اللقاح على الرغم من الترويج له ورغبته فى أن ينسب إليه. والسبب فى ذلك جزئيا إلى أنه أصيب بالفعل بالفيروس ولا يريد أن ينظر إليه على أن يتخطى الخط.