مصطفى حسني وفيديو الحجاب الشرعي.. اعتذار منقوص وثقب في رداء «الداعية المودرن»

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2020 10:15 ص
مصطفى حسني وفيديو الحجاب الشرعي.. اعتذار منقوص وثقب في رداء «الداعية المودرن»
طلال رسلان

ممسكا بعصا، واقفا أمام عدد من "المانيكان" ترتدي جميعها أزياء نسائية مختلفة الطريقة والشكل لكن تجتمع في لبس الحجاب، مهجما بكل حدة وعبارات التنمر من الفتيات اللاتي يرتدين غير النموذج الذي يشير إليه على أنه ما جاء في الشرع وغيره إثم عظيم.. هكذا ظهر الداعية مصطفى حسني منذ نحو 12 عاما متحدثا في فيديو شهير عن الحجاب الشرعي.

وقتها صنع فيديو مصطفى حسني وطريقة ظهوره ومهاجمته فتيات "الحجاب غير الشرعي" من وجهة نظره التي ارتكن إليها على آراء العلماء، أو كما قال، جدلا واسعا في أوساط المجتمع، رغم أن وسائل التوصل الاجتماعي لم تكن أخذت شكلها الحالي، لكن كانت موجة الغضب أكثر من قبل الفتيات اللاتي لقين هجموما عنيفا من الداعية الشاب.

لم يكن الزمن كفيلا بمحو فيديو مصطفى حسني عن الحجاب من ذاكرة قطاع عريض من الفتيات، تناقلته جروبات وصفحات ومواقع عبر الإنترت بعدما تحولت قواعد الجدل واللغط والغضب إلى حملات على السوشيال ميديا، حتى إن أغلب التعليقات كانت تصف هجوم مصطفى حسني على الفتيات، حتى لو كن يرتدين حجابا غير شرعي من وجهة نظره، بالمؤذية والتي لا تخرج أبدا من داعية.

فيديو مصطفى حسني عن الحجاب لم يمر مرور الكرام بل كان مثل النقطة السوداء، واستعان به بعضهم كدليل على سقوط طريقة "الداعية المودرن" التي لم تعد تستهوي المصريين، الأمر لا يقتصر على صورة مصطفى حسني بل بالشاب الذي يستخدم أدوات الإنترنت وطريقة الإلقاء بالفضائيات.

مرت 12 عاما كاملة على فيديو الداعية الشاب مصطفى حسني وتجمد الوضع بالنسبة لنظرة المجتمع، وخاصة جيل الفيسبوك من الشباب والفتيات، إلى الصورة المنقوصة التي بدا عليها، إضافة إلى سقطات أخرى مرتبطة بمدى تقبل جيل الإنترنت لفكرة الداعية الشاب في الأساس.

منذ ساعات أعاد اعتذار مصطفى حسني للسيدات والفتيات عن طريقته في فيديو الحجاب الشهير، عندما كان يتحدث بكل استهانة فيه بالفتيات اللايتي يخالفن فريضة الحجاب ومواصفات الحجاب الشرعي، الغضب إلى الواجهة مجددا.

عبر صفحاته الرسمية نكأ حسني الجرح القديم، فيما وصف البعض الاعتذار بأنه محاولة لغسل يده أمام ملايين المستائين من طريقته التي بدا عليها، وكان من بينهم السيدة التي وجهت إليه نداء تخبره بأنها مستاءة بسبب الفيديو القديم له عن الحجاب، وفيه أخبرته بأنه كان من الممكن أن يتحدث عن الحجاب الصحيح ولكن بطريقة أفضل ودون هجوم وإساءة فهذه ليست بأخلاق داعية ولا تصرفات داعية.

وقال حسني: كنت أتحدث خلاله عن فريضة الحجاب، وعرضت بعض أقول العلماء من القرآن الكريم والسنة النبوية، ثم انتقلت لمواصفات الحجاب الشرعي، وأضاف: تحدثت عن أن الحجاب له شرطين أساسيين، ألا تكون الملابس ضيقة تصف الجسم، وألا يكون شفافا يظهر الجسم، وكانت نيتي أن أحسن في الشرح، فأحضرت ملابس من الموضة التي كانت موجودة وقتها، وكنت أشير بعصا إلى ما هو شرعي وما هو غير شرعي، وحقيقي لم أكن موفقًا في طريقة الشرح.
 
وتابع: كنت أتحدث خلاله عن فريضة الحجاب، وعرضت بعض أقول العلماء من القرآن الكريم والسنة النبوية، ثم انتقلت لمواصفات الحجاب الشرعي»، وأضاف: «تحدثت عن أن الحجاب له شرطين أساسيين، ألا تكون الملابس ضيقة تصف الجسم، وألا يكون شفافا يظهر الجسم، وكانت نيتي أن أحسن في الشرح، فأحضرت ملابس من الموضة التي كانت موجودة وقتها، وكنت أشير بعصا إلى ما هو شرعي وما هو غير شرعي، وحقيقي لم أكن موفقًا في طريقة الشرح.
 
واستكمل: أوجه اعتذاري لكل بنت، وشاب، ولكل من استاء من الفيديو»، وعمن دافعوا عن الفيديو القديم باعتبار ذلك هو الصحيح، قائلًا: لا يا شباب، صحيح أن الحجاب فريضة، لكن انتقاء أكثر طريقة رحيمة فريضة، وأكثر طريقة بها ذوق ورقي فريضة، والابتعاد التام وأنت تدل الناس على الله بدون ما يدفع للسخرية فريضة، فكما أن الحجاب فريضة فالدعوة إلى الله أيضًا بالحكمة والكلام الذي ينزل بردًا وسلامًا على قلوب المتلقي فريضة.
 
ولكن رغم ارتكان حسني إلى فضيلة الاعتذار إلا أنه ذلك لم يدفع عنه الوقوع في جريمة انتهاك فريضة التأدب بآداب الداعية، من وجهة نظر كثيرين تابعوا الفيديو وعلقوا عليه، كما أنهم رأوا اعتذر حسني منقوصا وساقطا بعد فوات الأوان ومرور 12 عاما حدث ما حدث وتغير ما تغير في المجتمع ومفاهيم الناس بل وآراء العلماء نفسها عن فريضة الحجاب.
 
قدم مصطفى حسني الاعتذار عن طريقته وسواء قبلها الناس أو رفضها كردود أفعال، لكن ذلك كان نموذجا للثقوب التي لحقت بالرداء الديني للداعية المودرن وربما ما خلفتها الثورات في العقل الجمعي والشبابي، وما أنتجته جماعات الإرهاب من تشويه للدين عامة، ثم ما تبعه من مرحلة ثورة الإنترنت وشباب الفيسبوك، مرورا بالتسطيح الديني من الدعاة أنفسهم، كان كفيلا بإنهاء نماذج لهؤلاء قبل أن يظهروا، ربما هذا يقودنا لأحد الأسباب المهمة في الإعراض عن الخطاب الديني بشكل عام، وإخفاقات دعاة الخطاب الديني على أرض الواقع.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة