سرقة المقابر تعطي حق العيش للأحياء في فنزويلا.. الأزمات الاقتصادية تنهك البلد الكاريبي وتزيد الوفيات
الإثنين، 14 ديسمبر 2020 11:45 ص
تعيش دولة فنزويلا في مثير من الأزمات الصحية بفعل فيروس كورونا ناهيك عن الأزمات الاقتصادية الحادة التي تمر بها من 2017.
ومرت 36 شهرا على التضخم الجامح الذى يعد سيناريو معقد يهدد البلاد، ووصل التضخم المتراكم حتى أكتوبر 1798٪، معرضة للزيادة بفعل تداعيات فيروس كورونا المستجد.
ودفعت الأزمات التي تعيشها البلد الكاريبي، إلى ارتفاع معدلات الجرائم، وأبرزها انتشار سرقة لوحات المقابر المعدنية "البرونز"، بسبب حالة الفقر والبؤس التى يعانى منها الفنزويليين منذ سنوات، والازمة الاقتصادية التى ازدادت بشكل لافت بسبب ازمة كورونا.
صحيفة "لا انفورماثيون" الإسبانية، قالت في تقرير لها إن مقبرة شرق كاراكاس هى الأجمل فى المدينة وتغطى مساحة 170 هكتار، ويوجد هناك العديد من اللوحات البرونزية التى يكتب عليها أسماء المتوفين، ولكن فى السنوات الأخيرة دخل العديد من اللصوص متسترون ليلا وأخذوا اللوحات البرونزية لإذابته وبيعه.
واعتقل مسؤولون من هيئة التحقيق والتحقيقات العلمية والجنائية (Cicpc) ثلاثة حراس يشتبه في قيامهم بسرقة القبور وكابلات الكهرباء من المقبرة الشرقية، وجدوا سبائك وقوالب وأسلاك نحاسية وبعض الصفائح البرونزية على وشك أن تذوب.
وفي الأسواق العالمية يبلغ ثمن طن البرونز 9000 دولار، وتزن لوحة برونزية من المقبرة الشرقية 20 كيلو جراماً ويمكن للصوص الجنازات بيعها بنحو 30 دولاراً في السوق السوداء، ويعتبر هذا المبلغ هو ضعف الحد الأدنى للأجور في فنزويلا، أى نصف دولار.
ووفق الصحيفة الأسبانية، بدأت سرقة اللوحات البرونزية في عام 2005، وفقًا لألفريدو روميرو، مدير الأمن في المقبرة، الذي اعترف بذلك الموقع، عندما انهار سعر النفط في هذا البلد النفطي في عام 2015، وتفاقمت الأزمة الاقتصادية، زادت سرقة اللوحات.
وأوضح أن المجرمين يصلون في مجموعات قوامها حوالي 10 أشخاص، وينزعون لوحات القبور ويضعونها في أكياس، وفي بعض الحالات يجرونها بأجسادهم حتى يصلوا إلى الجانب الآخر من الطريق، حيث تنتظر السيارة تحريك المعدن.
وأثرت السرقات على نطاق واسع على المقابر في جميع أنحاء البلاد، ولكن أثرت أيضًا على الآثار الوطنية وأبواب البنوك وأعمال الديكور والحلي، ولمنع النهب الهائل للألواح، يوجد حراس وطنيون مسلحون عند مدخل المقبرة الشرقية، ولكن هذه المقبرة كبيرة جدًا ولا يمكنهم مشاهدة كل شيء.
وأشارت الصحيفة إلى أنه هناك مناطق كامل فى المقبرة لم يتبقى فيها لوحة برونزية واحدة، ولا يعرف أفراد الأسرة ما اذا كانوا يقومون بوضع الزهور للشخص المتوفى الذى يبتبعهم ام شخص آخر، وقالت كارولينا أحد العاملات في المقبرة: "هناك أفراد تأتى لمعرفة الرقم التعريفى لمكان والقبر، ويذهبون إلى هناك لوضع الزهور، ولكن هناك العديد من اللوحات لا يوجد حتى رقم تعريفي.
ومن بين الأزمات التي يعيشها أبناء فنزويلا، سوء التغذية، وهي أحد الأسباب في موت الفنزويليين، فكبار السن أصبحوا ضحايا نقص الغذاء، وأصبح اكتشاف جثثهم في المنازل أمر متكرر، وكانت آخر الحوادث لمسنين بعد 48 ساعة من وفاتهم.
صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية، قالت إن سيلفيا مارجريتا ساندوفال أرماس، 72 عامًا، ورافائيل ديفيد ساندوفال أرماس، 73 عامًا، عثر عليهما ميتين، واتصل الجيران برجال الإطفاء عندما أدركوا أنهم لا يستجيبون لمكالماتهم، مضيفة في تقريرها أن النسخ التي جمعها الصحفيون في مشرحة بيلو مونتي إلى أن كبار السن يعتمدون على الطعام الذى يقدمه جيرانهم، حيث إن السيدة سيلفيا مارجريتا تلقت فقط معاشًا تقاعديًا قدره 400 ألف بوليفار.
وأشارت الصحيفة إلى أن كبار السن يواجههون النقص في المنتجات الأساسية والأدوية ، والتضخم المتسارع ، وعدم الاستقرار الاقتصادي ، وأقل بكثير من معدلات الجريمة والعنف المرتفعة التي تعاني منها الدولة النفطية.
وتتزايد حدة الجرائم في المجتمع الفنزويلي ضد المرأة الفنزويلية من بينها قتل النساء، حيث خلال النصف الأول من عام 2020، فقد زادت عدد الوفيات لجرائم قتل النساء 108 حالة فى نفس الفترة التى سجلت فيها البلاد أقل من 60 حالة وفاة بسبب فيروس كورونا، ووفقا للممثل الوطنى لصندوق الأمم المتحدة للسكان، فإن "هذا الارتفاع فى اعداد القتلى من النساء بسبب الجرائم، تعكس مشكلة خطيرة".
وعن الاتجار بالبشر والبغاء، قال المسئول الأممى في اشارة الى السنوات الخمس الماضية عندما بدأت الأزمة الاقتصادية ، عندما نعلم انه مع الازمة زادت امكانية الاتجار والجنس بالمعاملة والجنس من أجل الغذاء والاتجار بالبشر، فقد عاش معظم السكان في بؤس، مع التضخم المفرط وانخفاض قيمة العملة.
وقرر صندوق الأمم المتحدة للسكان أن البلد لديه واحد من أعلى خمسة معدلات في أمريكا كلها، وفي الواقع، في التقرير الأخير، تحتل فنزويلا مرتبة أعلى من القارة بأكملها في متوسط عدد حالات الحمل للفتيات بين سن 15 و 19 بين عامي 2003 و2018، وازداد الوضع سوءا من تعقد الازمة الاقتصادية وارتفاع نسبة الفقر فى البلاد.