شهدت قرية المنيرة التابعة لمركز ومدينة القناطر الخيرية بالقليوبية، وفاة رجل مسن بالقرية عرف عنه الطيبة والأصل، وبعدها بساعة ونصف لحقت به زوجته، ليكونا رفقاء فى الحياة والممات ويخرج جثمانهما إلى جوار بعضمها البعض كما زفا إلى بعضهما بالدنيا زفا أيضا معا إلى الأخرة.
وفى هذا الشأن قال أحمد شفيق عبد المنعم عصفور، نجل الحاج شفيق عبد المنعم عصفور، أن والده صاحب الـ 75 عاما، تزوج من والدته منذ ما يزيد عن 55 عاما، وظلت جواره ورفيقته حتى أنجبا 5 فتيات وإبنا، وكانا معا كأنهما واحدا، موضحا "عمرى ما شوفت زعل ما بين والدى ووالدتى، طوال حياتهم كان الإحترام المتبادل والحب والتفاهم".
وأكد "أحمد"، أن والدته الحاجة كريمة إبراهيم محمد 74 عاما، كان مصابة بورم بالثدى، ثم أجرت عملية جراحية لاستئصال الورم، ثم قامت بعد ذلك بعمل 6 جلسات كيماوى، وبعد أخر جلسة للعلاج الكيماوى أصيبت بضعف شديد بالدورة الدموية بالمخ، ادى إلى توقف عصب العين مما أفقدها البصر، وظلت فى هذه الأزمة قرابة الشهرين.
وأضاف "أحمد"، أن والده كان متعلق جدا بوالدته وتأثر وحزن حزنا شديدا لمرض زوجته وتأثر نفسيا، وبعد فترة شعر والده بتعبا شديدا وبعد عرضه على الطبيب تم اكتشاف إصابته بنفس مرض زوجته وهو ضعف شديد بالدورة الدموية بالمخ ما أدى إلى توقف الأطراف "القدمين".
واستطرد، أن يوم 8 ديسمبر الجارى توفى والده عقب أذان المغرب، وخلال الإعداد للترتيب لخروج الجنازة، وعندما علمت والدته لم تتحمل صدمة الفراق وحزنت شديدا لرحلية وعقب أذان العشاء لنفس اليوم رحلت هى الأخرى، وخرجا سويا كما كانوا فى الدنيا ليلقوا ربهم سويا أيضا".
وأشار،"عمرى فى حياتى ما شفتهم زعلوا من بعض لحظة ولو حتى فيه عتاب مش ممكن ييجى عليه الليل إلا وهما صافيين جدا مع بعض، وكنا بنفرح جدا لفرحهم، وكانوا السند الحقيقى لبعض فى الوقت الصعب قبل الفرح، وكانوا سر بعض إلى جانب الإحترام المتبادل وتقديم كل منهما الأخر، ووالدتى كانت داعم كبير للوالد، فكانوا سندا ومعا فى الدنيا وخرجا معا إلى دار الخلد".
واستطرد، أن والدها كان يرى رغبة والدته فى حج بيت الله الحرام، وعندما توفرت نفقات الحج لكن لشخص واحدا منهما أثرها على نفسه وسافرت لأداء فريضة حج بيت الله، مشيرا "والدى أول ما الفلوس توفرت سفر والدتى للحج لأنه كان يرى عشقها لزيارة بيت الله، وبعدها بعامين توفرت له نفقات الحج فحج هو الأخر بيت الله".
وأوضح، أن القرية خرجت فى مشهد مهيب وجنازة شعبية لتوديع والده ووالدته وكذلك حضور العزاء الذى تم إجراءه بالقرية، كما تحولت صفحات التواصل الاجتماعى "الفيس بوك" لساحة من العزاء لتقديم التعازى فى رحيل والديه معا، قائلا "مشهد روجهم معا أوجعنى كثيرا لكن هذه إرادة الله فهما عاشا سويا وجمعهما الله للخروج سويا إلى دار الخلد".