اعتداء وتهديد تحت قبة البرلمان.. ائتلاف يدعمه الإخوان في تونس يتعمد إهانة المرأة
الثلاثاء، 08 ديسمبر 2020 10:30 م
طريقة جديدة بدأها تيار الإسلام السياسي داخل البرلمان التونسي تعتمد علي الشتم بالألفاظ النابية والاعتداء علي بعض النواب وتهديد أخرين لاسكات القوي المعارضة لهم وإرهابهم بغرض تمرير مشروعاتهم التي تأتي من تيار حركة النهضة الإخوانية، وهو ما ظهر أثناء مناقشة قضايا المرأة.
بدوره، أكد الرئيس التونسي قيس سعيد أن تونس ستبقى فوق كل الاعتبارات الظرفية والانتماءات الحزبية، مجددًا التأكيد على احترام الشرعية والقانون، والتصدى بكل الوسائل القانونية المتاحة لكل من يحاول إسقاط الدولة.
وشدد الرئيس التونسي خلال استقباله وفدًا من مجلس النواب التونسي - على أن من يجرم في حق الوطن لابد أن يتحمل مسؤوليته كاملة، مضيفًا أنه لا مبرر لأي كائن للخروج عن القانون الذي يجب أن يطبق على الجميع وعلى قدم المساواة.
من جانبهم، استعرض النواب التونسيون الوضع داخل مجلس النواب، وأحداث العنف التي وقعت اليوم، كما تم التطرق إلى ضرورة تمرير قانون المالية حتى لا يتم اللجوء إلى الفصل 66 من الدستور.
وفى هذا الصدد، أعرب الرئيس التونسى عن رفضه لكل أشكال العنف، وخاصة داخل مؤسسات الدولة، مشيرًا إلى أنه لا مجال للابتزاز والمقايضة بمصالح الشعب التونسى.
كان التوتر داخل البرلمان التونسي قد وصل إلى ذروته مع انتقال العنف بين النواب إلى مادى في ظل صراعات الأحزاب السياسية رغم تردى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التى تسببت فى حالة من الغليان فى الشارع التونسى، وهو ما يثير تخوف المؤسسات الحالية من اندلاع احتجاجات واسعة في البلاد.
وقد شهد اجتماع لجنة المرأة بالبرلمان التونسي، الاثنين الماضى، تبادلا للعنف بين ممثلى حزبي التيار الديمقراطي وائتلاف الكرامة، وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية. بل وتعرض النائب عن الكتلة الديمقراطية أنور بالشاهد، إلى الاعتداء اللفظى والجسدى من قبل نواب ائتلاف الكرامة، ما سبب له جرحا في رأسه.
وقد أكد الشاهد فى تصريحات نقلتها وسائل إعلام تونسية أن خلافا نشب داخل لجنة شؤون المرأة، بخصوص التداول فى تصريحات النائب من ائتلاف الكرامة، محمد العفاس التى اعتبر أنّها تهين المرأة التونسية ثم تطور النقاش ونجم عنه الاعتداء عليه، معتبرا ما يحدث فى البرلمان بمثابة إرهاب.
من ناحية أخري كشفت مقاطع فيديو مسربة من البرلمان التونسية، إغماء النائب من الكتلة الديمقراطية، سامية عبو، بعد تعرضها للعنف من قبل الحزب نفسه. وطالبت كتل برلمانية رئيس البرلمان برفع الحصانة البرلمانية عن كتلة ائتلاف الكرامة وتقديم قضية ضدها.
وأعلن رئيس البرلمان التونسى راشد الغنوشى عن فتح تحقيق فى الحادثة لتحديد المسؤوليات والسعى إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة، وذلك بعد فشل الغنوشى وحزبه فى إدارة البرلمان خاصة أن حزبه يشكلا جزءا من الأزمة باعتبار تحالفه القوى مع حزب ائتلاف الكرامة.
وأصبحت جلسات البرلمان فى تونس، خاصة جلسات مساءلة الوزراء وأعضاء الحكومة، تسجل نسب متابعة عالية، لا بسبب ما تطرحه من قضايا مهمة تمس المواطن، بل بسبب ما يتخللها من عراك وصراعات بلغت مؤخرا مستوى متدنيا من الخطاب بين السياسيين.
الغريب أن الأحزاب التونسية تتعرض لانتقادات واسعة بسبب سوء إدارتها للأزمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة. ويتهمها الشارع بإطلاق الخطاب الشعوبى بسبب الهاجس الانتخابي، فيما فشلت فى إيجاد حلول حقيقية للنهوض بحياة المواطن.
ويعرف ائتلاف الكرامة، الذى يرأسه سيف الدين مخلوف، بمعاداته للحرية وأوجهها المختلفة، ويُثير الخطاب الذى يتبناه جدلا واسعا، خاصة وأنه يقدّم مبادرات تشريعية متوالية تعمّق حالة الانقسام التى يعرفها المشهد العام فى تونس.