فى الوقت الذى تسجل فيه الولايات المتحدة أرقاما قياسية جديدة فى عدد إصابات فيروس كورونا والوفيات والعلاج بالمستشفيات، فإن جهود إنتاج اللقاح وتوزيعه تتكثف، مع انضمام رؤساء أمريكيين سابقين إلى محاولات طمأنة مواطنيهم بشأن فعالية اللقاحات من خلال أخذ الحقن على الهواء.
كما تعهد أوباما، وقالت صحيفة واشنطن بوست إن الولايات المتحدة سجلت رقمين قياسيين مزعجين أمس الأربعاء، الأول أكثر من 200 ألف إصابة بكورونا على مستوى البلاد، والثانى نقل 100 ألف مريض للعلاج بالمستشفيات جراء مضاعفات الفيروس، ويخشى الكثيرون أن هذا القدر الكبير قد يزداد سوءا فى الأسابيع المقبلة، مع بداية تأثير التجمعات الكبيرة التى حدثت فى عيد الشكر أواخر الشهر الماضى.
كما تجاوزت الولايات المتحدة أعلى عدد من الوفيات فى يوم واحد بتسجيل 2760 وفاة على الأقل أمس الأربعاء، وكان الرقم الأعلى المسجل فى ذروة موجة الربيع الماضى فى 15 إبريل هو 2752.
وأشار جيريمى فاوست، طبيب الطوارئ فى مستشفى بريام وبوسطن إن هذا الارتفاع فى العلاج بالمستفيات يعنى ارتفاعا فى الوفيات خلال الأسابيع المقيلة.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إنه برغم كل أوجه التشابه بين الوضع الراهن وذروة الوباء فى الربيع، إلا أن هناك اختلافات عميقة، ففى إبريل، كانت الإصابات والوفيات متركزة فى نيويورك ونيوإنجلاند، لكن اليوم، فإن حصيلة الوباء منتشرة فى جميع أنحاء البلاد، والأكثر واقعية أن ذروة إبريل كانت تمثل أسوأ لحظة فى البيع، وتبع ذلك انخفاض فى الوفيات مع فرض الإغلاق وتغيير العديد من الأمريكيين لسلوكهم، لكن الحصيلة المسجلة أمس الأربعاء ستزداد سوءا على الأرجح كما يقول الخبراء، حيث من المتوقع أن تظهر فيما بعد آثار تجمعات عيد الشكر.
وهناك أيضا أرقام تبعث الأمل، فعلى الرغم من زيادة إصابات كورونا بشكل كبير مؤخرا، تسجيل نحو مليون إصابة أسبوعيا، إلا أن نسبة أقل بكثير من المصابين بالفيروس يموتون بسببه.
وتظهر البيانات الوطنية الأمريكية من مراكز السيطرة على الأمراض أن نسبة الحالات التى تنتهى بالوفاة قد تراجعت من 6.7% فى إبريل إلى 1.9% فى سبتمبر. لكن مع تسجيل أعداد أكبر بكثير من الإصابات، فإن الوفيات لا تزال فى ارتفاع.
وكان مدير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها روبرت ريدفيلد، قد رجح بلوغ عدد وفيات كوفيد-19 في الولايات المتحدة 450 ألفا بحلول فبراير المقبل، محذرا من أن هذا الشتاء قد يكون "أصعب وقت في تاريخ الصحة العامة لهذه الأمة".
من ناحية أخرى، ومع الاستعداد لبدء توزيع اللقاح هذا الشهر، تطوع ثلاثة رؤساء أمريكيون سابقون بأخذ لقاح فيروس كورونا المستجد أمام الكاميرات من أجل تعزيز ثقة الجمهور في سلامة اللقاح.
وذكرت شبكة CNN أن الرؤساء الثلاثة وهم: باراك أوباما وجورج دبليو بوش وبيل كلينتون يأملون في أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز الثقة في سلامة اللقاح وفعاليته، حيث يحاول مسئولو الصحة العامة في الولايات المتحدة إقناع الجمهور بالتطعيم بمجرد أن تجيز إدارة الغذاء والدواء الأمريكية اللقاح.
وأبدى أوباما استعداده لتلقي لقاح أعراض كورونا، في حال أكد مدير المعهد الأمريكي للأمراض المعدية، أنتوني فاوتشي أنه آمن للاستخدام، وقال أوباما: "أنا أثق تماما بأشخاص مثل فاوتشى، الذين أعرفهم، وعملت معهم، لذلك إذا أخبرني فاوتشي أن هذا اللقاح آمن ويمكن أن يمنع الإصابة بفيروس كورونا، فمن المؤكد أنني سآخذ اللقاح".
ورجحت سى إن إن أن تثير جهود أوباما وبوش وكلينتون غضب ترامب، الذى يدعى الفضل فى السرعة غير المسبوقة لتطوير العديد من اللقاحات، رغم إهماله لجوانب أخرى فى كارثة الصحة العامة، على حد قولها.
وتأتى جهود الرؤساء السابقين فى الوقت الذى تدخل فيه أمريكا فى أصعب معركة ضد كوفيد 19 قبل أن تصل اللقاحات الحديدة التى من المتوقع أن يتم الموافقة عليها قريبا من المنظمين الأمريكيين.
يأتى هذا فى الوقت الذى يترقب فيه الأمريكيون تنفيذ خطة بايدن لمكافحة الوباء، وكان الرئيس المنتخب قد تحرك سريعا بعد إعلان فوزه فى الانتخابات لتشكيل فريق عمل مكافحة كورونا، وتعتمد إستراتيجيته على ما يبدو على اتجاه لفرض ارتداء الكمامة وإتاحة الاختبارات المجانية على نطاق واسع والإنفاق بكثرة على الرعاية الوقائية والعلاج.