هل انهار ريال مدريد أوروبيا بعد رحيل «رونالدو»؟
الأربعاء، 02 ديسمبر 2020 11:00 م
يخوض ريال مدريد الإسباني موسمه الثالث منذ رحيل الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو عن النادي في صيف 2018.
الهداف التاريخي للنادي الملكي، قرر خوض تجربة جديدة بقميص يوفنتوس الإيطالي في 2018، منهيا رحلة دامت 9 سنوات بملعب سانتياجو برنابيو.
وخاض صاحب الـ35 عاما آخر مباراة له بقميص الريال في مايو/ آيار 2018، تلك التي شهدت تتويج فريقه السابق بلقبه الـ13 في دوري الأبطال بعد تغلبه على ليفربول الإنجليزي 3-1.
وفور انتهاء المباراة، أطلق رونالدو تصريحا مفاجئا يلمح فيه لنهاية رحلته الملكية، وهو ما تأكد بالفعل بتوقيعه لليوفي بعدها بأقل من شهرين.
حقبة تاريخية
لم يكن مرور رونالدو على مدريد عابرا، بل استطاع اللاعب أن يكتب اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ العملاق الإسباني.
الرحلة التي بدأت عام 2009، تخللها أرقام قياسية وإنجازات تاريخية، بالإضافة لهيمنة استثنائية على لقب دوري الأبطال طيلة 3 سنوات متتالية.
رونالدو أنهى تلك الرحلة هدافا تاريخيا للنادي برصيد 450 هدفا، رغم أنه خاض 438 مباراة فقط بمختلف البطولات، ليتفوق على كافة الأساطير الذين مروا على النادي بلا استثناء.
وخلال 9 سنوات قضاها رونالدو في مدريد، ظفر الفريق الملكي بلقب أبطال أوروبا 4 مرات أعوام 2014 و2016 و2017 و2018.
كما استطاع "الدون" أن ينفرد بلقب هداف البطولة 5 مرات، بالإضافة لتقاسمه اللقب مع نيمار دا سيلفا وليونيل ميسي من برشلونة، في مناسبة واحدة موسم 2014-2015.
وعلى مدار تلك السنوات، وصل رونالدو إلى 105 أهداف في دوري الأبطال خلال 101 مباراة فقط بقميص الملكي، ليرحل عنه متربعا على عرش الهدافين التاريخيين للنادي والبطولة.
انهيار ملكي
تعامل فلورنتينو بيريز رئيس النادي، باستخفاف مع رحيل رونالدو، معتقدا أن الفريق لن يتأثر بمغادرة لاعب بعمر 33 عاما، لا سيما في ظل امتلاكه كوكبة من ألمع اللاعبين في العالم، من وجهة نظره.
لكن بيريز لم يكن بحاجة لوقت طويل لإدراك مدى تأثر الفريق برحيل أسطورة النادي الأول وهدافه التاريخي، وقائده نحو النجاحات الهائلة التي تحققت في العقد الأخير.
فريق العاصمة الإسبانية لم يستطع منذ رحيل رونالدو أن يتجاوز دور الـ16، الذي كان مهمة هينة بالنسبة للميرينجي في حضرة الأسطورة البرتغالية.
وتلقى الريال صفعتين في موسمين متتاليين بتوديع البطولة، التي احتكرها 3 سنوات متتالية، من دور الـ16، الأولى على يد أياكس الهولندي والثانية أمام مانشستر سيتي الإنجليزي.
وفي الموسم الحالي، بات ريال مدريد مهددا بالخروج المبكر من دور المجموعات، حيث سيصارع بكل قوته في الجولة الختامية لتحقيق الفوز الذي ينجيه من هذه الضربة المميتة، التي قد تتسبب في إقالة مدربه الفرنسي زين الدين زيدان.
ورغم نجاح الريال في جلب البلجيكي إيدين هازارد من تشيلسي الإنجليزي خلال صيف 2019 ومنحه القميص الأسطوري (7)، الذي كان يحمله رونالدو، إلا أن لاعب "البلوز" السابق لم يستطع حتى الآن تقديم 1% مما قدمه "الدون" في موسم واحد على الأقل مع الفريق.
ولا تجد جماهير النادي الملكي اللاعب البلجيكي في المباريات الهامة بسبب كثرة إصاباته، ليصبح بمثابة الحاضر الغائب، الذي لا يمكن التعويل عليه حتى حال تعافيه.
ويفتقر الريال حتى الآن للاعب يمكنه هز الشباك بغزارة وتسجيل ما لا يقل عن 50 هدفا كل موسم، مثلما كان يفعل رونالدو معه على مدار 9 سنوات.
ويعد الفرنسي كريم بنزيمة المهاجم الأول للريال في عهد زيدان، بل أنه هداف الفريق منذ رحيل كريستيانو، لكنه لم يستطع تجاوز حاجز الـ30 هدفا بكافة البطولات بعد فراق رونالدو.
ولا يوجد لاعب آخر قادر على تعويض قلة أهداف بنزيمة في الوقت الراهن، ليصبح الفريق متأثرا بشدة من غياب المعوض عن أهداف رونالدو الغائبة، وهو ما تسبب في انهياره بشكل تدريجي في آخر عامين.