شهيد موقف الأردنية.. مات غدراً أمام عين أبيه
الإثنين، 30 نوفمبر 2020 11:12 ص
واقعة قتل بشعة شهدها موقف الأردنية بمدينة العاشر من رمضان، بسبب غياب الرقابة على المواقف العمومية وعدم محاسبة أصحاب السيارات الخاصة التى يقوم أصحابها بالتحميل من المواقف بدون وجه حق.
الواقعة كان ضحيتها الشاب محمد عبد الله - 21 عاماً- واطلق عليه الأهالي شهيد الشهامة والرجولة الذي دفع حياته ثمناً للدفاع عن جاره، وقتل غدرا على يد أسرة كاملة.
والد المجني عليه عبد الله أحمد، 45 سنة مزارع من مركز الحسينية بمحافظة الشرقية، نعى فتاه بدموع منهمرة، قائلاً: إنه مزارع بسيط يعمل بالأجر اليومي بالحقول بالحسينية، ولديه أربعة أبناء "محمد" و"أحمد" و"أسماء" و"إيمان" وترك مركز الحسينية منذ خمسة سنوات متوجها للعيش بمدينة العاشر من رمضان بمسكن بالإيجار، ليعمل ونجليه فى أحدى الشركات، ولكن بعد عامين من استقراره بمدينة العاشر تعرض لظروف صحية أقعدته عن العمل، وتكفل نجله الأكبر “محمد" بمصاريف الأسرة كلها.
وتابع الأب المكلوم: "محمد" من عمر 17 سنة وهو سند معايا على أعباء الحياة كتفه جانب كتفى فى العمل، ولما شافنى بتوجع قالى ارتاح أنت يابا، وبدأ العمل صباحاً في مصنع لتصنيع الأجهزة الكهربائية، وفي المساء عدة ساعات بأجر يومي يكفي متطلباتنا من إيجار ومأكل، لدرجة أنه اقترض دين على نفسه لزواج شقيقته "أسماء"، ورفض الزواج من أجلنا، إلى أن رحل عنا ودفع حياته ثمنا للشهامة.
ويروي الأب تفاصيل يوم مقتل ابنه، قائلا: يوم 19 أكتوبر الماضى، نجلى أنهى عمله فى المصنع، واستقل سيارة سرفيس خط 4 بموقف الأردنية بمدينة العاشر من رمضان مع سائق يدعى" هشام" جارنا فى السكن، وبعد تحميل السيارة وأثناء محاولة "هشام" الخروج بها من الموقف فوجئ بسيارة سرفيس يقودها سائق يدعى" صلاح"، تقف أمامه وترفض خروجه وحدثت بينهما مشادة بسبب أولوية التحميل، وقام "صلاح" بالتعدى على "هشام" برفقة عدد معه، فتدخل نجلى للدفاع عن "هشام" وحدثت مشاجرة بينهما، قام على أثرها أهل الخير بالموقف بالفصل بينهما.
يكمل: بعد المشاجرة بساعات تلقيت إتصال من سائق بالموقف يطلب منى الحضور رفقة والدة "هشام" للصلح بين الطرفين وعدم تجديد الشجار من جديد، وبالفعل امتثلت له وتوجهت رفقة والد "هشام" إلى الموقف وجدنا الطرف الثانى" صلاح" ومعه شقيقه "أحمد" ووالدهما يدعى" على" وقدمنا لهم الاعتذار بالرغم من أن الغلط جاء من ناحيتهم، ولأننا نخاف على أبنائنا تم مراضاتهم لكن والد "صلاح" أصر على حضور ابنى "محمد" وجارنا "هشام" لمراضاتهم على نجليه" صلاح " و" أحمد" وبالفعل حضر نجلى ومعه "هشام" وأثناء حضوره تم الغدر به، وقام "على" والد المتهم بمسكه من ذراعه الأيمن، وقال لنجله "صلاح" خلص عليه وخليه عبرة فى للموقف عشان تعرف تدخل الموقف وأنت راجل بعد كدا، فقام شقيقه "أحمد" بتوثيق ذراع نجلى الثانى حتى يطعنه" صلاح" طعنة نافذة بالقلب، واسرعت والدة المتهمين بصفع نجلى بالقلم وهو ينازع الروح، والأمر كله أمام عينا وكأنه حلم لم أتمكن من إنقاذ نجلى، وأسرعت به غارقا فى دمه إلى مستشفى ابن سينا، وتم تحويله إلى مستشفى الزقازيق الجامعى، ومات فى الطريق داخل سيارة الإسعاف قبل وصول المستشفى.
وأرجع الأب مقتل ابنه، إلى غياب الرقابة على المواقف وقيام بعض العاملين بالمواقف بمجاملة أصحاب السيارات الخاصة، مقابل الحصول على مبالغ مالية، وينهمر فى البكاء والله العظيم ابنى نطق الشهادة كاملة ومات، وقالي سامحنى وخلى أمي تسامحنى ، كان حنين على الجميع، كان سند البيت، وزوجتى عزفت عن تناول الطعام، والدكتور حذرها من توقف الكليتين بسبب عدم تناولها الطعام والشراب من حزنها على فلذة كبدها.
وأشاد الأب بدور رجال الشرطة بمديرية أمن الشرقية، وسرعة ضبط المتهمين" على" ونجليه" صلاح" و"أحمد" ووقوفه بجوارهم حتى إنهاء إجراءات الدفن والحصول على التصريح، وقال الأب أنه عاد بنجله إلى القرية محمولا على الأعناق ليواري جسده التراب رافضا أخذ عزاء له، منتظرا القصاص العادل وإعدام الجناة حتى يرتاح قلبه.
وسرد "هشام ع" 19 سنة سائق صديق المجنى عليه، إن "محمد" شهم ولم يقبل على رجولته قيام المتهم وشقيقه بالتشاجر معايا فنهض للدفاع عنى، وتم الغدر به أثناء الصلح مع المتهمين وقيام "محمد" بتقبيل رأس المتهم قام المتهم وأسرته بالتكالب عليه وطعنه بالسكين فى صدره.
وتعود أحداث الواقعة، عندما تلقى اللواء إبراهيم عبد الغفار، مدير أمن الشرقية، إخطارا من اللواء أيمن مطر، نائب مدير الأمن لقطاع الجنوب والعاشر من رمضان، يفيد وصول" محمد عبد الله" 21 سنة عامل بمصنع بمدينة العاشر من رمضان، لمستشفى التأمين جثة هامدة، إثر إصابته بطعنة نافذة بالصدر من ناحية اليسار.
وتبين من التحريات التى قام بها ضباط مباحث قسم أول العاشر من رمضان، برئاسة محمد أسامة منير، رئيس المباحث، وبرئاسة العميد مصطفى عرفة، رئيس فرع البحث الجنائى لفرع العاشر من رمضان، وبإشراف اللواء عمرو رؤوف، مدير المباحث الجنائية، أثناء استقلال المجني عليه سيارة سرفيس مع سائق من أقاربه.