الإبداع يولد من رحم الأزمات.. كمامات مطرزة تحمل الطابع التراثي بيد سيدات سيناء
الإثنين، 30 نوفمبر 2020 12:00 ص
واجهت سيدات وفتيات في سيناء فيروس كورونا، بالعمل والإنتاج من أماكن إقامتهن فى البيوت بقرى مركز بئر العبد، وتطويع حرفة التطريز المتوارثة في إنتاج كمامات تحمل بصمة تراثية تراعي أذواق كل من يواجه كورونا بإجراءات احترازية، فالتجربة الجديدة حققت نجاحا، وفتحت فرص عمل جديدة لعدد كبير من السيدات والفتيات من داخل بيوتهن، وكانت سببا فى ترويج للمنتجات.
وقالت فؤادة سماحة، رئيس جمعية أهلية فى مدينة بئر العبد بشمال سيناء، وتقوم بتوفير الخامات للسيدات والتسويق للإنتاج، إن فكرة إنتاج الكمامة السيناوية، هو جزء من مشروع متكامل يتم تنفيذه لدعم للمرأة المعيلة والأكثر احتياجا من فئة السيدات ممتهنات حرف التطريز.
وأشارت سماحة، إلى أن حرفة التطريز هي المتوارثة فى سيناء، حيث كانت تقوم بها كل سيدة لصناعة ثوبها برسم خطوط وأشكال زخرفة حتى يخرج على شكل لوحة فنية، وتم لاحقا مع التطور الطبيعى للحياة استخدام هذا الفن فى إنتاج كل ما يخص المرأة العصرية من عبايات وشيلان وحتى المتعلقات الشخصية من شنط وجراب موبايل وميداليات وغيرها تطعم بفنون التطريز.
وتابعت فؤادة سماحة، أن المشروع يتبنى استثمار طاقات المرأة السيناوية من إجادتها حرفة التطريز ومن هنا ووفقا لدراسة حالة السوق وجدنا خلال الشهور الثلاثة الأخيرة احتياج للكمامة ومن هنا كانت الفكرة أن يتم صناعة منتج بالمواصفات المطلوبة، ويحمل من خارجه ملامح فنية تبدع المرأة فى تكوينها بخطوط التطريز.
وقالت رئيس الجمعية المنتجة للكمامات المطرزة، إنه تم مراعاة كل عناصر تكوين الكمامة بالتزامن مع تلبية أذواق من يريد استخدامها من حيث النقوش والرسومات وتناسق الألوان، موضحة أن كل كمامة تتكون من 3 طبقات الطبقة الأولى هى قطعة القماش المطرزة، والثانية طبقة الفازلين تبطن بها، والثالثة طبقة البطانة من قماش لين، حتى لا تسبب ضيق التنفس وتخرج بشكل نهائى يناسب ارتدائها لكل سيدة خصوصا.
وقالت سماحة، إن طبقة القماش الخارجية موزعة على كل الألوان، وعليها نقوش تطريز بألوان حمراء وصفراء وزرقاء وغيرها من وحدات زخرفية، مؤكدة أن هذه المنتجات فور تصنيعها لاقت إقبالا فاق المتوقع ويتم تباعا إنتاج كميات وتسويقها أولا بأول، وكانت بداية التسويق الفعلى مشاركتهن بمعرض تراثنا وتسويق أكثر من 350 كمامة داخلة وعدم استطاعتهن توفير كميات أخرى طلبت منهن خلال فترة المعرض لشدة الإقبال تحديدا على شراء الكمامات السيناوية المطرزة من بين المنتجات الأخرى.
وأشارت رئيس الجمعية، إلى أن اللافت أنهم خلال عرض الكمامة السيناوية وبيعها بمعرض تراثنا، كان من بين رواد من حرص على التزود بها سفراء وقيادات مجتمعية بارزة، حيث أن كل كمامة تختلف عن الأخرى، ويراعى إنتاج يناسب مساحة الوجوه، وأيضا أذواق من يريد ارتداء كمامة تغطى الفم والأنف أو تغطى مساحة أكبر من الوجه، وتتراوح الأسعار من 30 إلى 40 جنيها، وتحسب قيمة كل كمامة بحسب ما تحمله من شغل يدوى مطرز، موضحة أن الكمامة تستخدم عدة مرات وفى كل مرة تغسل وتكوى وألوانها ثابتة، وأن الحصول عليها من موقع إنتاجها فى مدينة بئر العبد بسيناء متاح من خلال نقلها خدمة التوصيل لكل مكان فى مصر.
وقالت «أم سليمان»، التى تقوم بجانب من أعمال تصنيع الكمامات، إن مراحل التصنيع هو أعمال تطريز لشكل ومكون زخرفى على قطعة قماش كبيرة تصل مساحتها لمتر مربع، وتقوم بهذا العمل سيدات فى البيوت يتم توزيع قطع القماش عليهن وهن من قرى مركز بئر العبد، ويستخدمن فى التطريز اليدوى خيوط بالإبرة، وخلال أيام قليلة تسلم كل سيدة أو فتاه هذه القطعة القماشية وفى المشغل يتم قصها لقطع بحسب مساحة كل كمامة وتركيب الثلاث طبقات وتجهيز كل منتج يدويا وتغليفه.
وأشارت أم سليمان، إلى أن المشغل تعمل فيه 4 سيدات، بينما العمل فى التطريز موزع على عشرات الأسر فى القرى من خلال سيدات مهمتهن نقل القماش والأدوات لكل أسرة والعودة لتسلم الإنتاج، وهذا يوفر دخل للسيدات، موضحة أن إنتاج السيدات من بيوتهن ليس قاصرا على الكمامات ولكن ضرورة الاحتياج لها فرض وجودها حيث يقمن بإنتاج كل ما يمكن أن يتحول لمنتج مطرز من احتياجات السيدات والفتيات بشكل عصرى مناسب، مؤكدة أن كل هذا ساهم فى توفير فرص عمل وحفظ تراث تتميز به سيناء وتجيده سيداتها وهى حرفة التطريز.