الإرهاب في دمهم.. تركيا تواصل نقل الأسلحة لميليشيات ليبيا في تحد سافر للمجتمع الدولي
السبت، 28 نوفمبر 2020 02:51 م
تسعى تركيا لنسف المسارات الثلاثة التي تقودها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لنزع فتيل الأزمة، حيث إنها مازالت تواصل عمليات نقل الأسلحة والذخائر إلى الميليشيات المسلحة والمرتزقة السوريين المتمركزين في مدن المنطقة الغربية في ليبيا، إذ كشفت صحيفة "دير شبيجيل" الألمانية، اليوم السبت عن امتلاك بعثة الاتحاد الأوربي لصور أقمار صناعية تعزز شكوك الجيش الألماني حول تهريب أسلحة تركية إلى ليبيا عبر السفينة المشبوهة التي رفضت أنقرة تفتيشها في عرض البحر المتوسط مؤخرا.
كانت قد أثارت محاولة جنود ألمان ضمن مهمة بعثة المراقبة الأوروبية "إيريني"، تفتيش سفينة الشحن التركية "روزالينا- أيه" المتجهة إلى ليبيا، حالة من الجدل بعد اعتراض أنقرة بشدة على تلك الخطوة، مؤكدة أنها كانت تحمل مواد غذائية.
وقال الاتحاد الأوروبي، إنه كان لدى عملية إيريني أسباب معقولة للاشتباه في أن السفينة التركية ربما كانت تقوم بما يخالف حظر حظر السلاح.
وأكدت الصحيفة أن محللين من بعثة الاتحاد الأوروبي "إيريني"، التي من المفترض أن تراقب وتمنع عبور شحنات الأسلحة عبر البحر الأبيض المتوسط إلى ليبيا، اكتشفوا من خلال صور الأقمار الصناعية لميناء السفينة السابق في مدينة مصراتة، أن عربات عسكرية مدرعة تم تفريغها هناك.
كما كشفت صور أخرى للسفينة في ميناء أمبارلي التركي في نوفمبر الماضى، أن بضائع مشبوهة قد تم إحضارها على متنها مرة أخرى.
ولعل هذا ما دفع قيادة بعثة "إيريني" إلى فحص السفينة، فعمد طاقم فرقاطة "هامبورج" الألماني إلى توقيف "روزالينا - أيه" ظهر الأحد الماضي على مسافة 200 كيلومتر شمال بنغازي في البحر الأبيض المتوسط، من أجل تفتيشها.إلا أن عملية التفتيش توقفت بعد أن قدمت أنقرة احتجاجاً دبلوماسياً حاداً، بعد حوالي خمس ساعات من العملية.
يشار إلى أن سفينة "روزالينا أيه" انطلقت من تركيا إلى ليبيا 8 مرات على الأقل هذا العام وحده، وحطت بالإضافة إلى مصراتة، في طرابلس أيضا، بحسب الصحيفة.
وكان الجيش الألماني قد أكد الاثنين الماضي أن تركيا منعت قوات ألمانية تعمل ضمن مهمة عسكرية للاتحاد الأوروبي من تفتيش سفينة شحن تركية، يُعتقد أنها تنقل أسلحة إلى ليبيا. وقال متحدث عسكري ألماني إن جنوداً من الفرقاطة هامبورغ صعدوا على متن السفينة التركية روزالينا-أيه خلال الليل، لكنهم اضطروا لعدم القيام بعمليات التفتيش وانسحبوا بعد أن قدمت تركيا احتجاجا للمهمة الأوروبية.
وفى سياق متصل، أكدت وسائل إعلام ليبية وصول ثلاث طائرات شحن عسكرية تركية إلى مدينتي مصراتة وطرابلس، مشيرة إلى استمرار أنقرة في عمليات نقل الأسلحة والذخائر إلى الميليشيات المسلحة والمرتزقة السوريين المتواجدين في مدن المنطقة الغربية، وذلك رغم التفاهمات التي تجرى بين اللجنة العسكرية الليبية المشتركة "5+5".
وحذر مراقبون من استمرار تركيا في عملية "عسكرة" المشهد الليبى بنقل المزيد من الأسلحة والذخائر وسط صمت أممى ودولى، مؤكدين أن أنقرة يمكن أن تحرض الميليشيات المسلحة والمرتزقة لخرق اتفاق وقف إطلاق النار والتقدم نحو مناطق حيوية في المنطقة الوسطى.
وأكد المراقبون أن الجانب التركى لا يحترم الاتفاقات والتفاهمات التي تدفع الأمم المتحدة نحو تفعيلها خلال الفترة المقبلة، مشددين على أن أنقرة لديها أطماع اقتصادية وسياسية وعسكرية في الأراضى الليبية وتعمل على توسيع النفوذ في دول المغرب العربى، مؤكدين على ضرورة وجود دور عربى فاعل ورادع لتركيا التي تستخدم ليبيا كمحطة انطلاق لترسيخ نفوذها في المنطقة.
وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت استئناف تدريب القوات التابعة لحكومة الوفاق وفقا للاتفاق المبرم بين تركيا والسراج في 27 نوفمبر 2019.