الاختفاء الوهمي للفتيات.. فتش عن الحبيب والسوشيال ميديا
الأربعاء، 25 نوفمبر 2020 07:56 م
تتداول العديد من الصفحات الوهمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي من شأنها بث أخبار كاذبة عن حوادث اختفاء وهمية للفتيات، حيث حجزت هذه النوعية من الوقائع مساحات كبيرة فى صفحات الحوادث، وتبين أن جميعها واهية، وأن هناك العديد من الأسباب وراء الاختفاء الوهمى للفتيات ما بين مشاكل أسرية وظهور "الحبيب"، فيما تقف السوشيال وراء معظم هذه الحالات.
وكشفت أجهزة الأمن مؤخرًا العديد من وقائع الاختفاء الوهمى للفتيات، التى تداولتها منصات التواصل الاجتماعى على نطاق واسع، كان اخرها تغيب فتاة عن منزل أسرتها، وذلك بسبب رغبتها فى فسخ خطوبتها من ابن عمها فى كفر الدوار، ولم تحرر الأسرة محضرًا بغيابها.
وكشفت الجهات المعنية غموض واقعة غياب فتاتين بقرية كفر طحا مركز شبين القناطر، حيث شغل غيابهما رواد التواصل الاجتماعى، وتبين أن إحدى الفتيات قررت الهروب لحبيبها بمحافظة الدقهلية واصطحبت الأخرى معها، حيث تمكنت أجهزة الأمن من استعادتهما وتسليمهما لأسرتيهما والتعهد بحسن رعايتهما.
واختفت فتاة فى المنيا، عقب خروجها من منزلها متوجهة للكلية، وأسفرت تحريات الأجهزة الأمنية عن وجود خلافات سابقة بين المتغيبة ووالدها لسوء معاملته لها، وتم تحديد مكان تواجدها بمحافظة الدقهلية وإعادتها لأسرتها، بعدما تبين ارتباطها عاطفيًا بشخص.
هذه الوقائع، جزء من كثير، تتداوله منصات مواقع التواصل الاجتماعى يوميًا، ويتم التعامل معه على أنه حقيقة واختطاف، وتموج صفحات السوشيال بالأخبار عن الفتيات، وتتلقفها أيادى جماعة الإخوان وأبواقها الخبيثة لتنفخ فى الكير، ويتبين بعد ذلك أنها عبارة عن وقائع وهمية، معظمها بسبب المشاكل الأسرية والنفسية وظهور الحبيب، وسيطرة السوشيال على المنازل واقتراحها حرمات "البيوت".
ومن جانبه، قال اللواء دكتور علاء الدين عبد المجيد الخبير الأمنى، أن هذه الوقائع تساهم بشكل سلبى فى نشر الشائعات وخلط الأمور ببعضها، فضلًا عن تكدير الأمن العام، لذا يجب نبذها وعدم التعامل معها، والاعتماد على المعلومات الرسمية فقط، وعدم التعامل بمحمل الجدية مع ما يتم تداوله على السوشيال.
وأضاف الخبير الأمنى، أن هذه البلاغات الكاذبة والوهمية ترهق رجال الأمن، وتتطلب وقتًا وجهدًا، حيث أن رجال الشرطة يتعاملون مع جميع البلاغات بمحمل الجدية، ويكتشفوا عقب ذلك أنهم أمام بلاغات وهمية ووقائع مختلقة بسبب مشاكل أسرية واجتماعية.
ولفت الخبير الأمنى، إلى أن الأمر لا يحتاج لحل أمنى، بقدر حاجته لحل اجتماعى وأسرى، من خلال عودة دور الأسرة، تلك الأسرة التى اختفت تمامًا وتركت الأبناء للسوشيال والانترنت، فظهرت مثل هذه الوقائع، الأمر الذى يتطلب معه عودة دور الأسرة الحقيقية للحفاظ على نسيج أفرادها.
ونفسيًا، يرى متخصصون أن المشاكل النفسية والارتباك داخل بعض الأسر، وعدم وجود القدوة وانشغال الأبوين عن الأبناء، كل ذلك عوامل تؤدى لدلوف الأبناء للسوشيال واختلاق مثل هذه الوقائع، لا سيما مع ظهور الحبيب الذى تجد معه الفتاة المنقذ لها من أسرتها، وسرعان ما تتعلق به فى غياب الأسرة وتهرب معه، لتبدأ بعد ذلك رحلة البحث عنها زاعمين تعرضها للاختطاف.